الله قادر .. فسبحان من يُغَيِّـر ولا يَتَغَيّـر !!..
الإعـلامي/ خالـد بـركات
“صـدى الكلـمات”..
الله قادر .. فسبحان من يُغَيِّـر ولا يَتَغَيّـر !!..
قال تعالى : ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّه إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
أسرد هنا قصة مقتبسة ، ولكنها حقيقية ومليئة بالعِبَر..
يُروى عن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله ،
أنه كان يسير في بعض أزقّة بغداد القديمة ومعه تلاميذه،
وإذا بإنسان سكران مُلقى في ساقية على قارعة الطريق، ملابسه متسخة وهو بحالةٍ يُرثى لها، فاستوقفهم ونادى على الشّيخ بقوله :
يا عبد القادر ، الله قادر أم غير قادر ؟؟!!..
فابتسم الشّيخ وقال له : بلى ، قادر..
فناداه ثانية :
يا عبد القادر ، الله قادر أم غير قادر ؟؟!!..
فابتسم الشّيخ وقال له : بلى ، قادر..
فناداه في الثالثة :
يا عبد القادر ، الله قادر أم غير قادر ؟؟!!..
عندها بكى الشّيخ وركع ساجداً لله وهو يقول :
بلى والله ، قادرٌ قادرٌ قادر !!..
ثمّ طلب من تلاميذه أن يحملوه ويغسِّلوه ويكرموه ، وأن يحسنوا معاملته..
فاستغرب تلاميذه من فعله ، وسألوه عن معنى القول المتكرر لهذا السكران !!!..
فقال الشّيخ : في الأولى كان يعني : هل الله قادرٌ أن يتوب عليَّ أم غيرُ قادر ؟؟!!..
فقلت له : بلى قادر..
وفي الثانية كان يعني : هل الله قادر أن يجعلني في مكانك ؟؟!!..
فقلت : بلى قادر..
وفي الثالثة كان يعني : وهل الله قادر على أن يجعلك مكاني ؟؟!!..
فبكيت من خشية الله وقلت : بلى قادرٌ قادر ٌ قادر..
وسجدت ودعوت الله أن لا يأمنني مكره يوماً، وأن يديم عليَّ عافيته وستره..
العبرة : لا تغّتر أيها الإنسان ، أيها العبد الضعيف بمكانتك ، ولا بعملك ، ولا بعِلمك ، ولا بصحتك ، ولا بمالك ، ولا بقوتك ولا جبروتك..
(فسبـحان من يُغَيِّـر ولا يَتَغَيَّـر)..