أصداء وآراء

 القيادة والبروتوكول والإتيكيت.. الجزء (2)..

الدكتـور/سعدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق – عضو جمعية الصحفيّين العمانية

 

 القيادة والبروتوكول والإتيكيت.. الجزء (2)..

 

هذا هو مثلث الحياة العصرية المدنية الحديثة التي يركز عليها علم الأجتماع في نظرياته وورش العمل التي يشرف عليها ؛ لأنه يحتوي على كل دلالات ومعاني وسمو الحياة المدنية ، هذا المثلث القيادة، البروتوكول، الإتيكيت يعتبر هدفًا ساميًا في المعنى المتكامل للشخصية التي تريد أن تبرز بكل أحترام وتقدير وتنال رضا المقابل على المستوى الرسمي لكبار الشخصيات أو على المستوى العائلي الاجتماعي ، سواء كهرم الدولة أم  وزير أم السلك الدبلوماسي والدرجات الخاصة وغيرها وكذلك على المستوى العائلي ، فكثير من رؤساء الجمهوريات المنتخبين يفتقدون إلى أبسط معالم وطرق الاستقبال والجلوس وطرق البروتوكول مع الوفود الأجنبية وكذلك إتيكيت التعامل الفردي مع الطاقم الرئاسي ، وإن كان قائدًا ناجحاً في أفكاره وأطروحاته ؛ لذلك فإن مثلث الحياة مهم لجميع شرائح المجتمع وخاصة كبار الشخصيات وخصوصاً السلك الدبلوماسي.

مقالنا اليوم وباختصار وتواضع سوف نتكلم فيه عن الضلع الثاني في هذا المثلث ، عن البروتوكول ومدى أهميته للقائد والانسان المتميز في عمله أينما كان سواء مدير مدرسة او رئيس جمعية تعاونية أو مسؤول علاقات عامة في وزارة معينة لاقل منصب إداري في هيئة حكومية او أهلية لانه يعكس صورة بلده في حالة وجود ضيف من داخل البلد او خارجه وكذلك يعكس مدى ثقافته واطلاعه وأدراكه في شؤون عمله اليومي. وهناك عدة أنواع من البرتوكول منها / الدولي / الدبلوماسي / الإداري والهيئات والتشكيلات الاهلية والقطاع المختلط وخاصة الشركات الكبرى وكيفية التعامل مع رؤسائها التنفيذيين لكسب مزيد من الاستثمارات ، وهذا يعتمد على الشخص القائد أو المشرف لهذه المهمة.

إن البروتوكول والإتيكيت هما توأم لا يمكن الاستغناء عنهما في كافة الميادين والأوقات.

فن البروتوكول هو مجموعة من القواعد أو التوجيهات التي تصدر من جهة عليا وصولا لتحقيق هدف معين في أغلب الأحيان شفهية أو غير مكتوبة مستنداً الى الاتفاقيات بين الطرفين، والتقيد بها لأنها مبينة على اسس علمية وعملية في نفس الوقت وهذا يعكس السلوك السليم أتجاه البرتوكول المتفق عليه بين الجانبين” هذا ما يخص الاتفاقيات ” أما البرتوكول في الحفلات والعشاء الرسمي بمستوى كبار الشخصيات فيقصد بيه ارتداء الزي الرسميvvip  وأغلب الأحيان يكتب في بطاقة الدعوة نوع الملابس وحتى اللون  ,ان كان حفل عشاء يكتب فالبرتوكول يسمح بحمل الاوسمة والنياشين لذلك دائما يعمم على البرتوكول بانه عمومي ويحسب له على  أنه يتعلق بالإجراءات والتنظيم وعلى أن يكون الشخص في أعلى درجات التهذيب واللطف والمعرفة الكاملة بقيمة الوقت في الحضور والانصراف وخاصة أن يكون ضمن جدول مستواه الوظيفي فلا يمكن لرئيس قسم ان يحضر متأخرا بعد حضور المدراء العموم او وكيل الوزير وصعواً وكذلك بالنسبة الى السلك الدبلوماسي فلا يمكن أطلاقا ان يدخل المحلق الدبلوماسي أو السكرتير الثاني بعد السفير او راعي الحفل لذلك بروتوكوليا أن تحضر الدرجات الدنيا قبل كبار الشخصيات وصعودا وعليه فإن البرتوكول يقتضي الحضور والتقيد بجدول الحضور والانصراف ومكان الجلوس واظهار الاحترام لجميع الحضور والابتعاد عن التطرق الى المواضيع الدينية والمذهبية والتطرف الديني والسياسي او الانتقاد لاي سبب كان، ومراعاة الترتيب الزمني (حسب الأقدمية أو العمر) للدبلوماسيين عند تنظيمهم في حفل استقبال أو توديع السفير أو العيد الوطني لدولتهم.

وهذه الإجراءات كلها من اختصاص دائرة المراسم في وزارة الخارجية او الديوان الملكي أو الرئاسي أو السلطاني أو ما يخص هرم الدولة وتختلف الجهه التى تهتم بتطبيق قواعد البروتوكول حسب كل دوله ولكن تشترك في  برنامج الزياره للوفود الرسمية الزائرة من حيث التنظيم والاعداد ويشمل ذلك الرؤساء والشخصيات رفيعه المستوى، إستقبال الوفود على مختلف مستوايايتهم والسفراء وكذلك التوديع، تنظيم والاشراف على المؤتمرات والانشطة التي يشترك بها كبار المسؤولين، تجهيز وكتابة قائمة بكافة اسماء كبار الشخصيات والسلك الدبلوماسي وحسب الأولوية لإشراكهم في أي أنشطة رسمية أو غير رسمية.

كثيرا ما يعتمد السلك الدبللوماسي على البرتوكولات سواء في الاستقبال او حضور نشاط معين ويطلب جدول الانشطة وقائمة الحضور وراعي الحفل لان فيها مدولولات كثيرة وكبيرة وعليه ايضا اخذ الموافقة من وزارة خارجيته لحضور هذا النشاط او لا لذلك نقول بان البرتوكول هو مجموعة من الاجراءات والسلوك السليم على عكس الإتيكيت الذي هو سلوك شخصي وفردي لا يمت بأي صلة بمجموعة الإجراءات وأصول الدبلوماسية.

البروتوكول فن من فنون إدارة الحياة العامة بكل تفرعاتها وجوانبها المختلفة ولايمكن لدبلماسي بصورة خاصة أو الانسان العادي ان يتميز في إدارة جدول أعماله اليومي مما كان منصبه الوظيفي مع  حلقات المنصب القيادي سواء في الاسرة وهي أصغر نواة المجتمع الى مؤسسات هرم الدولة لذلك عليه ان ينجح في تنسيق وترتيب علاقاته حسب الاولوية ويمارس قواعد البرتوكول الصحيح لكي ينجح في حياته اليومية، فعلى سبيل المثال وفي واقع الاسرة لايمكن أن يدعو الصغار والأصدقاء على مأدبة إفطار وبعدها يدعو الكبار من أعمامه أو خواله لان ذلك يعتبر من قلة الشان وعدم الاحترام ضمن القواعد الادبية والاجتماعية والعشائرية وعلى مستوى الدولة كذلك فليس من البرتوكول أن تدعو المدارء العموم ووكلاء الوزارات قبل الوزراء والمستشارين لرئيس الوزراء او لرئيس الدولة ، لذلك كل شخص عليه أن يمارس قواعد البروتوكول بصورة صحيحة في محيط بسيط يبدأ بالأصدقاء والأهل والعشيرة لينتقل بعدها الى الحلقة الوظيفية وعليه الاعتماد على الورش الدولية التي تقام من المدارس المعتمدة في مختلف دول العالم ، لأن الآن كثيرا ما نسمع أو نقرأ بأن الخبير الفلاني في البرتوكول يلقي محاضرة وهو لايتجاوز 25 أو 30 من عمره.

والبروتوكول بصورة دقيقة ينظم سلوك الآخرين أمام الشخص على عكس الإتيكيت الذي ينظم سلوك الشخص أمام الآخرين وكما قلت سابقا هما توأم في كل التعاملات والحضور الرسمي أو الشخصي والإتيكيت يميل الى الخصوصيات وهو شيء أختياري عليه إظهار السلوك الحسن والبالغ التهذيب بين جميع الافراد وكذلك هو القواعد غير المكتوبة وهي أقرب الى حس وذوق وثقافة وبيئة الفرد بما يجعله يتصرف لائقاً في الانشطة العامة والخاصة ، وسوف نتطرق الى ذلك في المقال القادم ،  بينما البروتوكول يميل الى الرسميات وهو إلزامي تفرضه أصول التعامل بين الدول وممثليها وسفرائها في السلك الدبلوماسي حسب اتفاقية فيينا عام 1962 وبعدها ينطبق على مستوى نظام الدولة في المؤتمنرات والانشطة الرسمية لهيكل الدولة لانه يمثل قواعد المعاملات بين مختلف شرائج المجتمع وجهد كبير يستهدف التوفيق بين اركانها للوصول الى افضل النتائج وهي بالحقيقة تمثل سمة نجاح او فشل المؤسسة او من يمثلها ودائما نقول في السلك الدبلوماسي (السفارة بسفيرها) أي بمعنى إن كان السفير مهني وذو خبرة متراكمة في الخدمة الدبلوماسي فإنه سوف يكون قائدأً ناجحاً ضمن الصفتين (القيادة والبروتوكول) ويعكس صورة براقة وعصرية لبلدة وموظفيه الذين سوف يكون لهم نعم الأب والقائد والسفير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى