أصداء وآراء

القيادة الكويتية الجديدة تستعد لمنع “الربيع الكويتي” .. والشروع بتعزيز حرية التعبير في الكويت والتقارب مع العراق !!..

الكاتـب/ سـمـيـر عـبـيـد

 

القيادة الكويتية الجديدة تستعد لمنع “الربيع الكويتي” .. والشروع بتعزيز حرية التعبير في الكويت والتقارب مع العراق..

 

الصحفي والكاتب السعودي المغدور جمال خاشقجي لديه كلمة خُلّدَت مع الطريقة البشعة لقتله وهي : (قل واكتب كلمتك وامشي) التي هي مستوحاة من مثل عراقي قديم يقول(إعمل زين وذب بالشط) كلمة “ذب” باللهجة العراقية تعني إرمي ، والشط: باللهجة العراقية تعني النهر العريض الذي يُغذي الروافد الصغيرة مثل نهري دجلة والفرات !. والمعنى العام لها هو : إعمل الخير والنصح والتسديد وامضي لا تنتظر  الشكر من أحد، وفِي الوقت نفسه لا تستمع لغضب وشتائم المتضررين من عملك الناصح هذا !.

لله الحمد هذا نهجنا منذ أكثر من 25 عاماً، وهو النصح والتحذير من المخاطر  التي تهدد الوطن والأمة دون انتظار شكر  وتكريم، والدفاع عن بلدنا العراق وعن أمتنا  العربية والإسلامية، وضمن مبادىء وقيم عليا وليست قيم  ومبادىء حزبية أو عنصرية أو شوفينية أو نفعية، وضمن شعاري الثابت و هو “كم سنعيش لكي نهادن الباطل على حساب الحق” ، فلن  ننتظر منفعة أو هدية أو منصب من حاكم أو أمير أو ملك على حساب أذية الوطن والأمة ومستقبل أجيالهما !) فالدفاع عن الأوطان من الإيمان!.

القيادة الكويتية الجديدة..

لي الشرف بأني أول صحفي وكاتب ومختص في الشؤون السياسية والإستراتيجية والأمنية تنبأت برحيل أمير الكويت الحكيم الشيخ صباح الأحمد في أواخر سبتمبر أو بداية أكتوبر 2020، وحذرت من الفترة التي تلي وفاته على الكويت، وكذلك حذرت من فوضى جاهزة في الكويت يُراد لها أن تكون بداية لربيع كويتي وتنتظر إستغلال وفاة الأمير، إن لم تسارع الكويت لاختيار قيادة حديدية وبسرعة  لتوقف ما ينتظر الكويت داخليا . فالكويت كانت ولا زالت تجلس على فوهة بركان بسبب التشققات الخطيرة في النسيج الكويتي والتي سببها (الفساد، وانعدام الثقة بين الحكومة والجمهور، وبين مجلس الامة والحكومة، والأزمة الاقتصادية، وجائحة كورونا وتداعياتها النفسية والاقتصادية، وبفعل تدخلات الأشقاء والأعداء على حد سواء  في الشأن الكويتي. وبسبب تراجع حرية التعبير في الكويت التي كانت تعتبر الواحة الغناء في حرية التعبير والعمل الديموقراطي الحر) . وكذلك بسبب المهادنة الطيبة  التي كان ينهجها الأمير الراحل خوفا من الصدام والإنفجار ، التي فسرها البعض خوفاً وتراجعاً!

ولكن سياسة التسكين ودبلوماسية التهدئة التي كان ينهجها الأمير الراحل رحمه الله لم تعد كافية، ولَم تعد إستراتيجية أمان للكويت بسبب المتغيرات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، لهذا قرر مجلس أسرة آل صباح وبعلم على مايبدو أن هناك مخاطر جسيمة تحت الرماد، فقرر اختيار قيادة  أمنية حديدية تؤمن بالسهر والعمل للكويت أولا بظل التشققات التي حصلت في الجسد العربي والتقسيمات التي حصلت في الجسد الخليجي وبظل دراية كاملة ان هناك امور خطيرة تحت الرماد وتنتظر ساعة الصفر !……

ويبدو لنا ان الكويت ذاهبة الى طريقة العُمانية  في الادارة والحكم بظل قيادة الأمير الجديد نواف الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الصباح والتي تتسم بالهدوء والعمل نحو الداخل، وعدم التقاطع مع الاشقاء والجيران والاصدقاء، بخلاف واحد وواضح وهو أن الكويت محاط ببيئة جيوسياسية خطيرة جدا تستوجب السهر والحذر والأستباق !. 

دول خليجية عابثة..

بطبعي لا أُجامل ولا أُداهن ولستُ منخرطاً بولاء المصالح الذاتية، فهناك أطراف خليجية محددة تمتلك المال والإعلام والتأثير وورش التدريب والدعاية والتضليل قررت من قبل دعم جميع حروب ودسائس الدول الكبرى وإسرائيل في المنطقة، وخصوصا الدعم للسياسات الاميركية بالضد من الدول العربية، وكانت عنصرا رئيسيا في مأساة تلك الدول والشعوب العربية، بحيث دعمت تغيير أنظمة عربية كانت قائمة وممسكة بالأمن والنظام والإدارة، فحولت تلك الدول الى فوضى بجميع الميادين، ناهيك عن تدميرها وتشريد شعوبها، ولازالت الفوضى عارمة في تلك الدول العربية وتحت مُسمى ثورات الربيع العربي الذي هو بالأساس (ربيع تفكيري)، بدليل أن الأطراف نفسها عادت فقادت وتقود  مخططات لإجهاض الأنظمة التي ولدت من ما يسمى بالربيع العربي لتُزيد في فوضى تلك الدول العربية لكي لا يصل إليها الربيع الخليجي، والهدف هو تحقيق المشروع الصهيوأميركي الذي يقود الى (تفتيت المجتمعات العربية، وإضعاف وعزل الجيوش العربية، ثم تقسيم تلك الدول على أسس طائفية وإثنية وعرقية متناحرة) !!، وعندما شعرت بأن ملامح الربيع والفوضى قادمة لها سارعت لترتمي بحضن إسرائيل علنا، ومن هناك دأبت على التحريض ضد الكويت، لأن الكويت رفضت طريقة الإرتماء بحضن إسرائيل !!.

الكويت مستهدفة بالربيع الخليجي..

وعندما انتهت تقريباً ثورات ما يسمى بالربيع العربي، والتي دعمتها بقوة تلك الأطراف الخليجية التي أشرنا لها وتحت شعار (إبعاد تلك الثورات ونارها نحو الأقطار العربية لكي لا تصل لدول الخليج) ولكن عندما لمست أن  الربيع الخليجي قادم وإن تأخر، فالمعلومات التي تسربت سراً أن هناك دفع بهذه الفوضى (الربيع الخليجي) نحو الكويت لتسلم هي !!.

فالخطر بات يُهدد دولة وشعب “الكويت” لأن تلك الأطراف الخليجية قد قررت فعلاً إبعاد الربيع الخليجي الذي بات يقترب بقوة نحو حدودها ورميه على الكويت قبل أن يصل إليها أي (التضحية بابن العم قبل أن تصل للأخ)، وأن جميع المجسات التي تدخلت بالشأن الكويتي خلال الفترة الأخيرة غايتها تفجير (الربيع الكويتي) من الداخل لكي تدخل الكويت في فوضى ما يسمى بالربيع الخليجي !!.

الكويت بدأت تتصالح مع ذاتها..

ويبدو أن  اختيار قيادة أمنية عليا  في الكويت وبهذه السرعة جاءت استعدادا لمنع اي فوضى في الكويت، وما خطوات إغلاق الدعاوى القضائية  المقدمة من دول خليجية ضد مفكرين وصحفيين وفنانين وسياسين كويتيين إلا خطوة تصالحية تصب بالخير نحو الداخل ولأجواء الكويت، وفِي نفس الوقت هي رسائل لأطراف وجهات خليجية وغير خليجية بأن في الكويت قيادة جديدة ساهرة على ردم الفجوات الداخلية، وساهرة للعمل الداخلي، والسهر على أمن الكويت، وحرية الرأي والرأي الآخر، ومنع التدخل في الشؤون الكويتية !!.

ويبدو أن هناك ملامح لسياسة كويتية جديدة بالتعامل مع العراق وبفطنة من القيادة الكويتية الجديدة بأن قوة الكويت تكمن بعلاقات قوية مع العراق والعراقيبن وعدم استفزازهم، ومن ثم إشعارهم بأن مرحلة الغزو وتداعياتها النفسية قد وَلّت.

وهذا سيصب بالإستعداد الإستباقي لإنقاذ الكويت والبصرة معا من مخطط يُعد لهما وهو خطير جداً، وهذا وعي وحكمة ستُحسب للقيادة الكويتية الجديدة إن عجلت بها وبسرعة، ويبدو  هي ذاهبة فعلاً بهذا الاتجاه.

إلى اللقاء إن شاء الله بتحليل قادم عن المخطط الخطير، والقادم الذي يُعد للكويت والبصرة !!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى