أصداء وآراء

وضـاقـت الأرض !!..

 

خالـد بـركات

كاتـب وإعـلامي

 

 

وضـاقـت الأرض !!..

 

ستضيق الأرض في القريب بأهلها، كما بدأت البشريّة تتعثّر بسيرها وانطلاقها بازدياد نسبة الضعفاء والمرضى جسدياً، وعقلياً، وخُلقياً، بين أبنائها ، وأمامنا عصر جوعٍ مقبلٍ يفتح شدقيه ليلتهمنا .. فماذا كان من العلم والصناعة والتقدّم في كل ذلك؟؟!!

إنّها تبدو أحياناً وكأنّها أصنامٌ تعبّدناها، وأبدلنا بها آلهتنا القديمة، فيجب تقييمها من جديد، في ضوء المعرفة الحقيقيّة وحكمة الأجيال..

“كمال جنبلاط”.

نعم يا معلمي، بعد أن أصبح العالم قرية عالمية صغيرة .. ضاقت الأرض، وستضيق أكثر..!!

وحضر فيروس ليصيب جهاز التنفس، وسبقه فيروس يصيب النفوس والعقول..

ويتحدثون عن تفشّي، وسرعة انتشار الفيروس، وعن “الجهل والفقر الفكري”، كما هناك الفقر المفعم، وقد انتشر عندما وجد خصوبة في أرضٍ ومناخٍ ملائمَين، أو كالنار في الهشيم…

تحدّثوا عن انتقال الفيروس بذكاء من فمٍ لفم، ولم يتحدثوا عن كلام الجهل الذي يخرج من الفم، وهو الذي يحوّل الناس إلى حالةٍ حانقةٍ، مذعورةٍ قلقة، وعاجزة عن تفسير أفعالهم!!.

تحدّثوا عن فقر المناعة في جسد الإنسان، ويضاف إليه الفقر المادي الذي حوّل نصف الشعب إلى مشرّدين، ومجانين، ومجرمين!!.

تحدّثوا عن أفكارٍ وأفكار، وعن قيمة العلاج، ولم يتحدّثوا عن كيف عندما تكون قيَمك، وأفكارك، وآراؤك، ورؤيتك، بحبك للحياة بوطنك في كفة، وتقبّل المجتمع لك في كفة…

وعندما تشعر بأن عقلك وأفكارك بالتغيير نحو إصلاحٍ حقيقي، هو عداءٌ بينك وبين بعض المدّعين فيه، وحاملي الشعارات الطَّنّانة..

تحدّثوا عن الحَجْر الصحي للمريض المصاب..

ولم يتحدثوا عندما ينظر إليك البعض بأنك مريض ويجب علاجك عندما تتكلم بالوطنية، وتصبح محكوماً عليك بالمرض ويجب أن تتعالج وتشفى، أو أن يكيلوا اتّهاماتٍ بخيانةٍ وفلولية..

وهم أصحاب الفبركات، فإمّا أن تصبح مثلهم مقتنعاً بأن الوطن كلمةً لا أكثر، وإنّه مسرحٌ لعرض تحالفاتهم أو تطبيق أحلامهم، وإمّا الخصام والعداء..

ولكن يبقى إيماننا بالتغيير الحقيقي، وبإصلاحٍ نفوسٍ وعقولٍ مريضة بالحلم، والكرسي، والمال، والفساد، والتعالي، والاستكبار، والعناد..

ضاقت الأرض وستضيق أكثر…

عندما ينهار الحق أمام الباطل، ولأن الحق حين لا يجد من ينصره يستسلم للباطل..

يا معلّمي الغائب الحاضر..

 نحاول أَن نغـرس دائماً في داخِلنا شيئاً من الطمأنينة والهدوء حتى ولو كانَ وهماً..

ولو كلٌّ منّا يحمل القليل من الأمل، والكثير من الألم في وطنٍ تُغتالُ فيه الأحلام حلماً حلما..

ولم يتبقَ لنا إلّا الإيمان والوطن والصلاة لأجله

اللّهم رافقنا في أبسط تفاصيل حياتنا في وطننا،

وقرِّب لنا الخير بصفاءٍ ونقاءٍ حيث كان…

وأبعِد عنا الوباء، وأهل الكذب، والرياء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى