أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

مقتطفات في إدارة الموارد البشرية (منطقة الراحة)..

الدكتـور/ مسلم بن سالم الحراصي

باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية

 

مقتطفات في إدارة الموارد البشرية (منطقة الراحة)..

 

حالة سلوكية يمارسها الموظفين للشعور بالراحة والأمان وأنّ ما يقومون به كافي لا يحتاج إلى مزيد من العناء، وهذا نِاتج معرفة الشخص بالمنطقة التي هو عليها وأنه قادر بالتحكم فيها ويبتعد الإقدام إلى ما هو أوسع حتى لا يصطدم بالتغيير أو بالأشياء الجديدة التي تُحتِم عليه العمل والبحث والإجهاد، كل ذلك ولد لديه فكر العمل الروتيني وربما يصل به إلى مرحلة من الملل والتأثيرات النفسية، ولكن في المقابل تحرمه الكثير من الإيجابيات وتحقيق طموحاته، وتجعله يعيش في الدائرة التي هو عليها لا يتغير شيء في إنتاجه، ولا يقدم مبادرة أو جديد، وليس له أي تأثير يذكر على الصعيد العملي، وهنا نقِف أمام خطورة هذه المنطقة وما ينتج عنها من جوانب سلبية ومخرجات قد لا تكون وفق حسابات وخطط الموظف، ومنطقة الراحة في كثير من الأحيان تمتد لدى الأفراد لتصبح سلوك حياة وتخرج عن إطار العمل إلى مجتمعه الخارجي بل ربما حتى إلى الإطار الأسري، وينتشر تأثيرها للفرد نفسه ولمن حوله.

وكثرت في الآوِنة الأخيرة كثيراً من النداءات للخروج من منطقة الراحة والتحرر منها ومن الروتينية الوليدة في كافة مجالات الحياة، وأن على الأفراد تشغيل الفكر والعقل واستغلال الإمكانات والقدرات التي يمتلكونها، وتوظيفها بأفضل الطرق والوسائل، والنفع بها، وتكمُن منطقة الراحة في التصورات التي يرسمها الموظف في ذهنه وكثيراً ما تكون خاطئة وتأخذ به إلى هذه المنطقة يعشش فيها، أو نتاج مخاطر واجهها ولم يستطع حلها والتخلص منها، والحل في ذلك التخطيط الجيد وبناء أجمل الأهداف الواقعية والطموحات الابتكارية القابلة للتنفيذ من قبل الفرد ذاته؛ حتى يسير بخُطى ثابتة ومتطورة وفق فترات زمنية واضحة.

وعلى القائمين في وضع المسؤولية أن يأخذوا بموظفيهم وينّشِطون لديهم الفكر ويُخضِعونهم للتجارب المختلفة، والتخطيط السليم، والاحتكاك بذوي الخبرة، والتدريب والتأهيل، كذلك مشاركتهم في اتخاذ القرارات والعمل معهم ضمن الفريق؛ بغية تمكينهم وبث الشعور في نفوسهم أن لهم أهمية، ولديهم قدرات يمكن الاستفادة منها، وأنهم أعضاء قادرين على الإنجاز والطموح والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى