أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

مـيـزان الحـكـمـة..

ماجـد بن محـمـد الوهـيـبـي

 

مـيـزان الحـكـمـة..

 

يكثر الجدل واللغط هذه الأيام مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ، ولسنا ممن يكتب في الأبعاد السياسية، وليس لنا في السياسة ناقة ولا جمل، ولكنا نقول كما قال شاعر عُمان العظيم الشيخ أبو مُسلم البهلاني في نونيتهِ البهية.

‏سياسةُ اللهِ في القرآنِ كافيةٌ  ..  وما يزيدُ على القرآنِ نُقصانُ

فارجع إلى الله وانظر في سياسته  ..  فأنت من مشرب القرآنِ ريانُ.

وكما قال الشيخ الفلسطيني أحمد ياسين عند استشفافهِ بالقرآن الكريم عن زوال ما يسمى بالكيان الصهيوني أنه بات وشيكًا، فالكيان الصهيوني كيانٌ وليس دولة، والدولة لها أصل من حيث العراقة والسُكنى في المكان.

وهؤلاء كُتب عليهم الجلاء، وكُتب عليهم التشتت في الأرض  وكتب عليهم التيه، فهم لا ينتمون لبقعة واحدة ولا لمكان واحد، ولا يغر البعض تقلبهم في البلاد وتقدمهم وسطوتهم وتمركزهم في كل أنحاء العالم، فميزان الحكمة بيد الله وهو أحكم الحاكمين.

وليست الحرب الروسية الأوكرانية إلا تمهيدًا لهذا الزوال بمشيئة الله، والأمر مقرونٌ بإرادة الله لأنه يمهل الظالم لعله يرجع عن ظلمه حتى إذا طغى وتوسع في ظلمه، أخذه بغتة ولن يدوم الملك لأحد ، فسبحان من كتب البقاء لنفسه وكتب لسائر عباده الفناء.

وحتى يتحقق العدل في الأرض ، فإن التدافع والتصادم بين العباد واقع لا محالة،  وكل من استبد  في ظلمه للناس  يسلط الله عليه كذلك من يذيقه العذاب، سنة الله في خلقه ولا تبديل لسنتهِ  سبحانه.

ولا يظن الكيان الصهيوني أنه سيضيق الخناق مجددًا على أهل فلسطين وأهل سورية ولبنان، فإن هذا التضييق سيعقبه نصر مؤزرٌ بإذن الله وفتح قريب.

فمهما قست الأيام ، واحلولك الظلام..

فالفجر بازغ ونور العدل سيعم كل الأنام، وقد رأينا هشاشة بعض الأنظمة والدول وقد أعلنت عجزها وفشلها الذريع وعدم القدرة على الصمود أمام التحكم الروسي ببعض مصادر الطاقة التي كانت تمدها بها روسيا لتعلن ضعفها وتخليها عن العقوبات بُغية استعطاف الجانب الروسي،

وهذا يثبت لنا جميعًا أن البقاء للأقوى وللأصلح، وقد قيل ويلٌ لأمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تنسج، فهل تأملت الدول العربية هذا الكلام ، وهل لها أن تصنع وتنتج ؟ أم ستظل تستورد السموم من الطعام مما جمع لهم من الفتات والركام وهل ستتعلم من الدروس وتنتهج نهج الوحدة أم ستنتظر الموت الزؤام.

فلا مكان للصغار بين الكبار، وقد يأتي الوقت الذي سيلتهم فيه الكبار الصغار، وحينها قد لا يتمكن الصغار من الفرار، وقد دارت الدوائر وأحكم القرار.

وسنترقب ما يحدث بعد هذه الصراعات،

ونتوكل على من بيده الملك والملكوت ، فهو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع المُلك ممن يشاء ، يدافع  بقدرته عن الأولياء ويغني برحمتهِ الفقراء وينصر المظلومين والضعفاء ولا عزاء للخونة والعملاء ولا عزاء  للأغنياء الذي يمنعون الزكاة عن المستحقين من الفقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى