أصداء وآراء

عذراً (يا قدسُ) اليوم لدينا عيد .. “محمد الدُّرَّة” يقتل من جديد..

الدكتور المهندس/ محمد المعموري

 

عذراً (يا قدسُ) اليوم لدينا عيد .. “محمد الدُّرَّة” يقتل من جديد..

 

عذراً يا قدس فاليوم عيد ، لن نسمع صرخات جدرانك او استغاثات أطفالك أو بكاء أمهات الشهداء من رجالك ونسائك فاليوم لدينا عيد ؛  علينا أن نلبس الجديد علينا أن نستقبل العيد بالتكبير والتهليل والسعي للمساجد ، مسرعين ، حتى ننصت فرحين ونسمع إطراء الخطيب على صوم الصائمين وصلاة القائمين ودموع الخاشعين ، والقدس تصرخ تستجير  (وااا محمد .. وااا محمد) تستجير ، (القدس في دم ونار تستجير) ،  القدس تذبح والجموع فرحين .. فاليوم عيد سنلبس الجديد والقدس تصرخ تستجير (وااا محمد) تستجير ، والجموع نائمون في سبات قابعين .. وتذكرت اندفاعي وشجوني وبكائي عندما استشهد “الدرة” كنت مشروعَ فدائي وابنتي كانت تنادي أنا طفلة إسمي مروة أنا مشروعُ فدائي ، أسمعت حتى حياطين (الحواري) والمدارس صدعت تبكي وتنشد :

“أنا طفلة إسمي مروة .. أنا مشروعُ فدائي..

أنا نغمه لم تغنَّ إلّا في عِزِّ الجهاد.

أنا مت ثم أحياني نشيد الكبرياء.

أنا أنكسر فأصحوا وأنادي (وااا محمدا) .. ضاع حلمي في بلادي 

ثم نامت أمتي نوم العوافي”.

عاتبتني طفلتي بعد عِقْدٍ أو يزيد ثم قالت بأنين : أنا إسمي كان مشروعَ فدائي، وانتظرت أعواماً وأعواماً أنادي، “أنا طفلة إسمي مروة أنا مشروعُ فدائي”، وطني احتل وأصبحت بلا صوت أنادي .. أنا طفلة إسمي مروة كنت مشروعَ فدائي ، كنت ثائرة على مر الزمان حتى أصبحت أعاني فأنا (يا قدس) ما عدت مشروعَ فدائي ، أخذوا مني سلاحي واندفاعي..

وبعد أعوام عجاف سجل التاريخ في وطني الكبير مليون قبر او يزيد وتشرد من بلادي ما يزيد ، كلها كانت (الدرة) ، والعدو فينا تمادى وتمادى والمقابر تملأ الارض امتداداً والشهيد يتبعه حين يستشهد مليون شهيد ، ثم نحن نشجب وندين  واستمرينا صياماً وقياماً ودعاءً هلّا ترين أننا نذهب نصلي وأنت تذبحين بأنواع السلاح  تقتلين ، إننا نسجد شكرا وأنت في أنين كل يوم تذبحين  ، نتثاقل فرحين نمسك الأرض خشوعا جالسين ، نركع نسجد لدنيا الهالكين ، للجهاد تاركين ، للبطولة منكرين ، دون أن نسمع نداءك أو بكاءك .. إطمإني يا قدس فإننا نشجب وندين ، ونعدك سوف نسكت مذعنين ، حتى لو مات ألاف الشباب المؤمنين ، إننا نشجب يا قدس قبل أن نصمت ؛ ندين..

أبشري يا قدس فإنا نملك أحدث أنواع السلاح ، طائرات ومدافع وجنود في المواضع والمواقع لندافع أو نقاتل بعضنا بعضا فإنا نؤمن يا قدس بأن بعضنا لبعض عدو في الحياة ، لا نريد أن نقاتل “نتن ياهو” أو جيوش السفهاء ، بل لنا اليوم طريق الكبرياء نغزو إخوتنا ونقتل أبرياء بجهاد الأولياء ، أما أنت يا قدس فإنا نطلب الصفح الكريم ، ونعدك أننا سنظل نشجب وندين وننام بسلام  آمنين .. (نوم العوافي) !!..

‫12 تعليقات

  1. من بعدكم دكتور …..فمقالتكم تشد القارئ ….وما كتبته انا هومجرد ركن بسيط من فيض ابداعاتكم الكثيرة في الكتابة المفيدة والواقعية والتي تلامس كل زوايا واقعنا المرير والذي نتمنى ان يكون لكتاباتكم النصيب الاكبر في تبديل صورة هذا الواقع للافضل

  2. ياقدس ياقدس ياقدس

    ‏يا مَن أراقِبُهُ والوصلُ مُنقطعٌ
    كيفَ السبيلُ إلى إعلانِ أشواقي ؟!

    كالغيمِ كُنتَ على أرضي تُظلِلُها
    واليومَ قد عبثت شمسٌ بأفاقي !

    ‏تُراهُ يدري بأنَّ القلبَ مَسكنهُ
    ولستُ أُبصرُ بالعينينِ إلاهُ !

    القلبُ يسألُ عيني حينَ أذكرهُ :
    يا عينُ قولي متى باللهِ نلقاهُ ؟!

    اللهم انصر فلسطين

  3. أفديك بِروحي يا أقصى
    أرعبت لِوحدك إسرائيل

    مِن أرضك أُعرج بمحمد
    وبأمرك يسري عِزرائيل

    في_يد_الله_يا_قُدس
    م/فيصل سعيد. /رائع دكتور محمد من اليمن نهديك تحياتنا

  4. لقد كانت طفلتي مشروع الفداء وقد أحسست بهذا الشئ عندما تكالبت واتفقت علينا ٣٣. دوله وإذا بطفلتي أرادت فعلا تصبح محمد الدرة ولكن اراده الله فوق كل شى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى