أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

التـطـبـيـع خـيـانـة..

ماجد بن محمد الوهيبي

 

التـطـبـيـع خـيـانـة..

 

يجب على كل جيل أن يعرف حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي غرسه الاستعمار منذ وعد بلفور وما قبل ذلك بكثير ، لا سيما هذه الأجيال الجديدة.

وقد ضجت أوروبا بهذا الشعب المشرد الذي أثقل كاهل الغرب وكان عبئًا ثقيلًا عليهم ومصدر إزعاج مستمر ، فأرادت أوروبا بأسرها أن تتخلص منه وقد كانت الوجهة المقترحة للتخلص منه بادي الأمر هي القارة الإفريقية، ثم حولت هذه الوجهة لفلسطين بعد وعد بلفور، فقد سلمت القارة الإفريقية، ونُفث هذا السُم الزعاف في خاصرة الوطن العربي بل وفي خارطته عنوة؛ فكان الاحتلال الظالم والعبء القاصم الذي تعاني منه فلسطين الآن والوطن العربي المُسلم الذي تقاعس عن الجهاد فكان العار والوبال، حدثوهم عن أكبر كذبة عرفها التاريخ وهي كذبة السلام ثم زجوا بهم في الملاجىء والخيام وفي المعاهدات والاتفاقيات وفي الأوهام، ثم أشعلوا بينهم الفتن وفي الوقت نفسه أجيالهم تكبر وتتكاثر حتى كبر كيانهم ونمت دويلتهم المزيفة على أصل فلسطين المحتلة، حتى ولو بتزييف التاريخ كما يفعل البعض الآن، ولكن الله جل جلاله يخبرنا عنهم في القرآن الكريم وعن أفعالهم الرعناء، ونقضهم للعهود وجرائمهم في حق الأتبياء،

ثم يأتي بعد ذلك من يقول : لابد من التطبيع وربما نسي هذا القائل أو تناسى أن التطبيع خيانة لله ورسوله في المقام الأول والأمة جمعاء، قال الله جل في علاه في سورة البقرة في الآية ١٢٠
: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ * قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ * وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ ٱلَّذِى جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىّ وَلَا نَصِيرٍ)، وقال في سورة المائدة في الآية ٥١ والآية بعدها : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).

فماذا تريدون بعد من أفعالهم والرسول ﷺ كذلك أخبرنا عنهم وعن مكرهم وغدرهم وكيف تعامل معهم ؟ وكذا الخلفاء من بعده رضوان الله عليهم ومع ذلك الخيانة تجري في دمائهم وعروقهم.

حتى فعلوا الأفاعيل فأجلاهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بعد تماديهم، وقبح أفعالهم ، والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن وكفى بالقرآن محدثًا ومن أصدق من الله حديثا.

فالله الله يا أمتنا العربية المسلمة لا تخونوا الله ورسوله وتزجوا بشعوبكم نحو التطبيع فالتطبيع خيانة وظلم ووأدٌ للأمة المُسلمة كما يوأدُ الطفل الرضيع وهو في المهد وليتحد الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى