أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الحـرية للأسـيـر خلـيـل عـواودة..

خميس بن عبيد القطيطي

khamisalqutaiti@gmail.com

 

الحـرية للأسـيـر خلـيـل عـواودة..

 

نماذج مشرفة قدمتها الساحة الفلسطينية في مواجهة الطاغوت الصهيوني الذي يواصل تغوله ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وكأن هذه الممارسات سوف تكسر عزائم الرجال الأبطال؟! لكن هيهات لقد كتب هؤلاء الأبطال سيرة خالدة في الذاكرة العربية، وقدموا أروع الملاحم! وسطروا أعظم الاساطير! وهكذا هي حركات التحرير الوطني وما أروع صورتها في فلسطين أرض النبوءات والبطولات.

عندما ينفذ ثلة من أبناء فلسطين عملية هروب جماعي من أشد سجون الاحتلال رقابة ويحفرون نفقا بملعقة الطعام، وعندما يستولي أحد المطلوبين على سلاح العدو ويتجول بين نقاط التفتيش يلقن جيش الاحتلال الدروس، وعندما يتحدى الاسير الشاب احمد مناصرة سلطات الاحتلال مرسخا إرادة شعب عظيم من أطفاله الى كهوله، وعندما يسجل مئات الاسرى حالة اضراب جماعية عن الطعام ويواجهون الموت مسجلين ظاهرة الأمعاء الخاوية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وعندما تثور الأرض من تحت أقدام أولئك المقاومين في كل أرجاء فلسطين مقدمين أرواحهم فداء” لقضيتهم التي يناضلون من أجلها؟! فليسجل التاريخ أننا أمام مشروع تحرر وطني عظيم بدأت ملامحه تقترب بالارادة والعزيمة والتضحيات الجسام، فطوبى لكم أيها الأبطال يا من سجلتم بالدماء والأشلاء أعظم النماذج التي سيعمد عليها مشروعكم التحرري العظيم.

الأسير خليل عواودة يقدم نفسه اليوم كأحد أبرز فرسان هذه الملحمة الفلسطينية العظيمة وقد تجاوز اضرابه عن الطعام الـ 180 يوما وما زال يتمسك بقوة وعزيمة واصرار بقضيته العادلة ويؤكد أن الاعتقالات الادارية في سجون الاحتلال دون أية تهم أو محاكمة هي اعتقالات تعسفية جائرة بحق سعبنا العربي الفلسطيني وما أكثر المعتقلين إداريا في سجون الاحتلال دون محاكمة أو تهمة واضحة؟!.

الاحتلال يظن أنه يستطيع كسر الارادة وتعطيل هذه الكوادر الفلسطينية الحرة بالاعتقال الاداري وتحييد هؤلاء الرجال عن القيام بدورهم في سبيل التحرير ودعم رفاق الدرب لكن هيهات فهؤلاء هم من يبعث الامل ويشدوا على أيادي المقاومين الابطال مؤكدين على مسيرة التحرير.

الاحتلال مازال يجمد الاعتقال الاداري ضد الاسير خليل عواودة الذي يواجه الموت وقد نحل جسمه، ولكن العووادة لم تخوى عزائمه بل ازدادت شدة وأطلق تصريحات معبرة تعيد الأمل ووجه رسالة للعالم قائلاً : ”يا أحرار العالم إن هذا الجسد المتهالك الذي لم يبق منه إلا العظم والجلد لا يعكس ضعف وعُري الشعب الفلسطينيّ، إنما هو مرآة في وجه الاحتلال الحقيقي الذي يدعي أنّه دولة ديمقراطية في حين يوجد أسير بلا تهمة رهن الاعتقال الإداريّ الهمجي ليقول بلحمه ودمه لا للاعتقال الإداريّ لا للاعتقال الإداريّ”.

سجون الاحتلال اليوم تعج بمئات بل آلاف المعتقلين مما يمثل إحدى طرق الارهاب الصهيوني، وقد هددت الحركة الاسيرة في فلسطين بأنها ستبدأ إضرابا بألف مضرب كدفعة أولى يوم الخميس القادم الأول من سبتمبر مع استمرار بقية الأسرى في حالة حل الهيئات التنظيمية، وإبقاء حال التمرد على قوانين السجان ورفضا للاعتقالات الادارية، كما أطلق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مطالب بالافراج عن خليل العواودة في ظل وضعه الصحي المتردي تحت وسم الحرية لخليل، وكرر العووادة التماسه للمحكمة الاحتلال العليا مطالبا بالافراج الفوري، لكن سلطات الاحتلال قالت أنها ستجدد اعتقاله في حال خروجه من المشفى وهذا يدل على صلافة الاحتلال الذي ما فتئ يخلف وعوده، وكان الاحتلال قد وعد باطلاق خليل عووادة وبسام السعدي ضمن اتفاق وقف اطلاق النار مع حركة الجهاد الاسلامي لكنه أخلف كالمعتاد، مما يدلل على أن الاحتلال ليس جديرا بأي اتفاق ولا يمكن التعامل معه الا بلغة الردع.

خليل العواوده نموذج فلسطيني مشرف يقدم نفسه كعنوان فلسطيني ذو دلالات عظيمة يسمى الأمعاء الخاوية موجا رسالة للعالم أن تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني ماضية قدما للأمام في إطار حركة تحرير وطنية لن تتوقف حتى يتحقق وعد الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى