إدارة الوقت .. الجـزء (2)..
الكاتـب/ أ. صـلاح الشـيـخ
مسـتـشـار إداري وجـمـركـي
إدارة الوقت .. الجـزء (2)..
في مقال سابق تحدثنا عن أن الوقت هو الحياة ، وعلاقة الانسان بالوقت دائمة لا تنقطع ، الوقت يمضى للأمام دون تأخير أو تقديم ، ولا يمكن إيقافه أو تخزينه أو إلغاؤه أو تبديله ، الوقت سريع الانقضاء ما مضى منه لا يعود ، فهو أغلى ما نملك ، وترجع قيمته لأنه رأس المال الحقيقي للإنسان.
ماذا تفعل إذا علمت أن أمامك ثلاثة أشهر وتنتهي حياتك ؟.
سيري البعض أن هذا تشاؤم ، ولكن إذا فكرنا بجدية سيتضح لك الآتي :
- مع من ستقضي الأيام المتبقية ؟ وكيف ستقضيها ؟
- ما هي الأمور التي ستحرص علي انهائها أو إنجازها ؟
إذا حاولت الاجابة سيتضح لك الآتي :
- هناك أشياء غابت عن تفكيرك.
- هناك أمور يجب إنجازها بسرعة.
- أقارب وأصدقاء يجب رؤيتهم.
- إعلان حالة الطوارئ ، وإنهاء العمل في آخر لحظة.
ذات يوم أخبرني أحد الأصدقاء أنه سيصمم جهازاً للتحكم في الأجهزة الكهربائية والإضاءة داخل شقته وسيبدأ العمل فيه بعد ستة أشهر ؟ لماذا بعد ستة أشهر ؟ فقال لديه بعض الأعمال الأخرى والوقت لا يسمح له الآن ، وبعد شهرين أعلن شخص آخر عن نفس الاختراع وسجله باسمه ، فضاع على الصديق الفكرة والاختراع بسبب مبررات واهية.
يؤجل أفكاره ، لأنه ليس لديه الوقت ويظل في انتظار دائم وتأجيل مستمر ، ومن ثم يجب أن تعلم أنه ما نقصت ساعة من وقتك إلا بقطعه من عمرك ، ومن انشغل بغير المهم ضيع الأهم.
كان هناك حطاب يقطع شجرة في الغابة ولكن المنشار لم يكن حاداً ، مر عليه شخص وقال له : “لماذا لا تشحذ منشارك ؟ قال الحطاب “ألا ترى أنى مشغول في عملي ؟”..!!
من يقول أنه مشغول وليس لديه وقت شأنه كشأن الحطّاب ، فشحذ المنشار يمكنه من قطع الشجرة بسرعة وبأقل مجهود ووقت وإليك بعض النصائح التي تمكنك من حسن إدارة الوقت :
خطّط وقتك :
قبل أن تبدأ بتخطيط وقتك حدّد أهدافك ورتّب أولوياتك ، وحدد وقت لكل عمل.
تعلم أن تقول لا :
قل لا لكل من يريد إضاعة وقتك ، ولا تخشى غضب أحد ، سيفهمون لاحقا أسلوبك ، وستكون انت الرابح من قول لا.
تعامل بقوة مع المناسبات الإجتماعية :
المناسبات الاجتماعية هامة ، لكنها من مضيعات الوقت إذا لم نتعامل معها بحزم ، فهناك مناسبات يمكن الاعتذار عنها ، ومناسبات أخري يمكن ارسال مندوب عنك ، وهناك مناسبات يجب أن تحضرها ولكن حدد لنفسك وقت معين تنصرف فيه.
لا تكرر المجهود :
إحرص على عدم تكرار العمل أكثر من مرة ، فإذا بدأت فى عمل لا تتركه إلا بإنهائه، لان تركه والعودة إليه في وقت لاحق يستهلك وقتاً في استرجاع أفكارك وما تم إنجازه سابقا ومن ثم ضياع للوقت.
التفويض الفعّال :
التفويض الجيد يقودك للنجاح فيمكنك إنجاز أكثر من عمل في وقت واحد من خلال التفويض الجيد ، بمعني اختيار الشخص المناسب لتفويضه بإنجاز بعض مهامك ، فإذا كنت مديراً فوّض جزءاً من مهامك إلى مرؤوسيك ، وإذا لم تكن مديراً فوّض بعض المقرّبين اليك لإنجاز بعض المهام مثل الأخ ، الأبن ، الزوجة …الخ
ادارة الوقت مهارة هامة و فيصلية في التفرقة بين النجاح و الفشل حتى اذا تساوت القدرات و المواهب فالشخص المنظم في وقته دائماً يظفر بنصيب اكبر من غيره
مقال رائع ومفيد جدا افادكم الله وزادكم من علمه