لمحات مضيئة من مقابلة الرئيس الأسد..
خميس بن عبيد القطيطي
لمحات مضيئة من مقابلة الرئيس الأسد..
المقابلة التي أجرتها قناة روسيا اليوم مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد قدمت لمحات مضيئة ومنطقية عبرت عن نموذجية القيادة في خطابها المتوازن والعقلاني الموجه للعالم ولأبناء الوطن السوري، وهذا ليس بغريب على القيادة السورية التي قدمت إضاءات فكرية نوعية متقدمة في جميع الخطابات والمقابلات وحتى الاحاديث العفوية مع أبناء الشعب السوري أو العرب في كل المناسبات، وتجلت قدرات الرئيس الأسد الفكرية الواثقة والمتوافقة مع الحقيقة والمنطق والمتوائمة مع الضمير الوطني السوري، هذه القدرات التي اسهمت بقوة في قيادة الدولة السورية في أصعب مراحلها التاريخية وهي تواجه أخطر أزمة ومؤامرة دولية استهدفت القضاء على هذه الدولة العربية الفتية التي وصفت بقلب العروبة النابض فكانت بحق في مكانة الكلمة والوصف وكانت قيادتها في مستوى هذا الاختبار الكبير بما قدمته هذه القيادة والدائرة التي من حولها من فكر في ادارة احترافية لهذه الازمة، فكان النجاح حليفا لسوريا في مختلف المحطات رغم خطورة الموقف وشدته طوال الاحد عشر عاما الماضية، ولم يكن ذلك ليتحقق لسوريا لو لم تكن القيادة والدولة في سوريا تسير في غير طريق النجاح، بل لأن هناك قواعد وقيم وإرادة وطنية ثابتة وعناصر دولة فحققت سوريا معادلة النجاح بامتياز .
الرئيس الأسد قدم في هذه المقابلة إضاءات مبنية على القيم الوطنية والعروبية متوشحا بالشجاعة التي طالما عهدناها في مواقف الرئيس الأسد منذ أول قمة عربية شارك بها مطلع الالفية والتي قدمت هذا الرئيس الشاب للأمة العربية، ولا نبالغ في أن جزء مهم من حملة الاستهداف الموجهة على سوريا بسبب هذه المواقف العروبية حيث لم تتخلى سوريا عن ثوابتها القومية وتمسكت بتلك الثوابت بإرادة حديدية لم تلين رغم كل ما تعرضت له، وهذا الامر ينبئ بأن النجاح سيكون حليفا لسوريا مستقبلا بعون الله وهو موسوما بالصدق والشفافية والاخلاص والارادة الوطنية وبلا شك أن الانتصار على الارهاب والمؤامرة الدولية يمثل أهم درجات النجاح وسيتبع ذلك تحقيق النماء والاستقرار بعون الله .
المقابلة التي أجرتها قناة روسيا اليوم قدمت إضاءات لافتة في حديث الرئيس الاسد منها ما يتعلق بالوضع الداخلي ومنها ما يتعلق بالعلاقات الدولية، حيث تحدث الرئيس الاسد ردا على مكافحة الفساد فذكر أنه في مثل هذه الحالات يكون تركيز الدولة دائما على أولويات معينة وتتوقف بعض المعالجات ولكن معالجة الفساد لم تتوقف مشيرا الى أنه لا يتوقع أن تحقق كل الطموحات، كما تحدث عن إحياء الامل بالعمل كشعار للحملة الانتخابية وأكد على أنه ليس شعارا بل هو عنوانا للحل وهكذا يجب أن يكون مع التأكيد على أهمية تعزيز الطاقة الكهربائية بشكل تدريجي مع الاشارة الى أن التعليم والصحة في سوريا مازال مجانيا وكذلك الدعم لم يتوقف كما أن التنمية قائمة حسب الامكانات المتوفرة، وتطرق الرئيس الاسد الى نقطة مهمة جدا حول اللجنة الدستورية التي وصفها بأنها سورية – تركية وبالتالي فهذا قد يكون السبب في بطء عملها باعتبار أن الفريق الاخر في اللجنة لا يمثل الارادة الوطنية السورية مع التأكيد على أن الدستور السوري ينطلق من ارادة الشعب ولا يمكن الاستقرار مع دستور يتعارض مع رغبات الشعب فهنا عوامل النجاح أو الفشل، وأشار في جزئية مهمة ايضا الى انه لا يوجد اشكالية في معارضة الرئيس ولكن المشكلة في التعدي على الثوابت الوطنية، كما أشار في معرض رده حول الاكراد مؤكدا أن الغالبية منهم مع الدولة السورية وهذا الحال ينطبق على العرب ايضا مؤكدا أن التنوع العرقي يمثل حالة غنى للمجتمع السوري، كما تحدث عن المنطقة الامنية التي تطالب بها تركيا مؤكدا وبشكل قاطع أن سوريا ستستعيد كل اراضيها وبالإمكانات المتاحة لها عدا عن ذلك سيكون هناك مقاومة شعبية، كما عرجت المقابلة على إدلب مؤكدا الرئيس أن الموضوع محسوم بأن أي أرض محتلة من التركي أو الارهابي سيتم تحريرها مع الوقت وهو ما ينطبق ايضا على كل التراب السوري من الشمال الى الجولان المحتل، كما تعرضت المقابلة الى موضوع اعادة الاعمار والتي تحدث حولها الاسد مشيرا الى بطء عملية الاعمار ومع ذلك هناك شركات بدأت بالاستثمار ولالتفاف على العقوبات لكن الظرف الان غير متاح سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وأهم ما في مقابلة الرئيس حديثه الجميل حول العلاقات العربية مؤكدا أن العلاقة مع العرب لم تتبدل حتى مع الدول التي سحبت بعثاتها ولا يوجد مكان للأحقاد بين الاشقاء فهذا هو المنطق الذي لا بد منه بين الاشقاء لان عدا ذلك فالكل خاسر ولا نريد أي خسارة بين الاشقاء، وبالمقابل هناك تغيرا عربيا تجاه سوريا، وهذه اللفتة التي تمثل القيم العروبية تقدم إضاءة جميلة في العلاقة مع الاشقاء العرب مؤكدا الاسد أن الاخطاء في السياسات واردة وبعض الدول لها ظروف معينة، وأخيرا تم التطرق الى ما يسمى عملية السلام وهي مرتبطة بعودة الحقوق وهو بلا شك مرتكز يقف عليه العرب جميعا.
هكذا قدم الرئيس الدكتور بشار الاسد تلك الإضاءات الاعلامية في مقابلته مع قناة روسيا اليوم وهو يتحدث بثقة كبيرة وحديث متوازن ومنطق فكري يؤكد بعد كل لقاء أو خطاب قدرات المواطن السوري بدءا من المواطن العادي الى رئيس الدولة لتتجلى البصمة السورية وأسرار الصمود الاسطوري، وختاما نقول عاشت سوريا الأسد بجيشها العظيم وشعبها الوفي الذي أدرك ما يخطط لبلده فكان في مستوى المواجهة والحدث، وسيتم الاحتفاء بالنصر النهائي قريبا بعون الله.