بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أوروبـا كـمـا رأيـتـهـا .. الجزء (20)..

الكاتب/ عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي

 

أوروبـا كـمـا رأيـتـهـا .. الجزء (20)..

 

كنا على موعد العودة الى أرض الوطن، كان صبيحة اليوم الثامن من الشهر التاسع لسنة 2015 ميلادية ، وتلك التي دونتها من ذكرى أوروبا كما رأيتها بعضا من شذرات القلم ، دونتها في مرحلة من مراحل الحياة ، لعلها ساهمت في رؤية جلية عن أوروبا ، طفنا بكم في أرجاء بعض بلدانها ، تبادلنا خلالها الحديث عبر الأثير ، ارتشفنا فناجين من القهوة  العربية التي حملتها معها رفيقة الدرب ، حملتها إلى بلدان غير عربية ، حتى لا ينسى الأصل ولا يغيب خيال الوطن .. تبادلنا الحديث الشيق بمعان اغزر مما ينتاب البشر من الخجل .. كما وأن صروف الدهر ليست دائما في متناول المعرفة الإنسانية ، وكل معرفة تنقصها المقاييس والمعايير فهي لا تصل إلى الأغوار الأصلية ، فهذه المقدمة قد يقتضي لي أن توضع لها النهاية والتي تحتاج الى صدق السريرة لكي تخرج جمال العبارة في موضعها .. إن مشوار أوروبا رغم قصر مدتها وجدت فيها المعاني والتجربة الفريدة في التجوال .. ومراميها .. وكما يقال :

هذه تضاريس بدت لنا أترابا .. فلا أدري بأي معنى أبدي خطابا.

خطاب مذكرات يوضح ثم يشرح حتى يكون في مقدور القارئ الفهم والاستيعاب فهي مقاصد نبيلة ، والابتعاد عن الإسفاف في الكلام والشرح دون ملامسة الفؤاد لا معنى لها.

أحببت في هذه الرحلة الأوروبية السهول البديعة الشرحة ، التي تأخذ الخيال إلى آفاق بعيدة .. والمدن المخططة تخطيطا منظما .. ووجدت في بعض مدنها آثار حضارات سادت ثم بادت ، فهي سنن كونية غاية في الدقة والميقات…

لكن يبقى الوطن عزيزا وربوعه أعز في القلب وأشمل ولوجا .. بكل ما تعنيه هذه الكلمة.. إنها عمان .. الأمن والأمان .. الطمأنينة والسكينة والسلام .. عمان التي نعشقها ، ونعشق بحرها وصحراءها .. نعشق سهولها وجبالها  .. فهيهات ثم هيهات أن يكون للماء مجرى غير جدوله .. ولا للطير مسكن سوى عشه .. رائحة الوطن زكية تستنشق عبق ريحها النفوس الوفية .. ولا يدرك الحرية إلا من جرب الغربة وبعد أن يلمس على ترابها الوداد والحنان المفقود..

وهكذا نكون قد ودعنا أوروبا ، ولي مقال قادم إن شاء الله حتى الوصول الى أرض الخير أرض عمان .. ويعود الطير الى عشه الأصلي الذي لا يعرف معنى الحياة المطمئنة إلا فيه ، ولا يجد السعادة الحقيقية إلا في كنفه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى