أوروبـا كـمـا رأيـتـهـا .. الجـزء (4)..

الكاتب/ عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي أبو عصام
أوروبـا كـمـا رأيـتـهـا .. الجـزء (4)..
وعلى وقع المسير في الجزء الثالث من رحلتنا إلى أوروبا كما رأيتها واصلنا تلك الرحلة الفريدة التي قد لا تتكرر ، من ذات اليوم والتاريخ اي في اليوم الثالث والعشرين من سنة 2015 ميلادية ، مودعين مدينة بيزا الصغيرة الجميلة الى ساحرة المدن الايطالية فلورانس .. سلكنا الخط وسط المدينة الصغيرة وما هي إلا ساعات فإذا بنا في الفندق المبتغى .. تحادثنا مع الاستقبال حيث العيون الزرق وجميل الاستقبال .. مع أيقونة هذه الرحلة المميزة حمود وميثاء زينتا المجموعة كزهور مفتحة في حديقة غناء غزيرة الاشجار باسقة الاغصان .. وضعنا أمتعتنا في الغرف المهيأة ، ليأخذ كل منا قسطا من الراحة .. يعد ذلك انطلقنا الى أقرب مكان لتناول الطعام قريبا من ضفة النهر الفاصل للمدينة الى جزئين متمايزين جمالا وروعة .. نأخذ الصور أمام مباني المدينة التي تمتاز بروعة البناء ودقة الفنون والنقوش في مبانيها القديمة خاصة تلك التي شيدت في عصورها المتقدمة .. نهر أرنو أو هكذا ينطق ذلك النهر المميز الذي كان لنا معه تلك الوقفة التذكارية الجميلة .. زُيّن بجسور لعبور الناس في مسار خاص الى جانبه الآخر .. وطبيعيا أن يكون هناك مسار للسيارات بذات الغرض وهو العبور الى الضفة الأخرى.
إتخذ الطليان فلورانس المدينة عاصمة لدولتهم في فترة من فترات الازدهار والرقي في فترة توحيد ايطاليا .. كانت فلورنس في أوروبا وفي بعض عصورها مركزاً هاماً من الناحية الثقافية والتجارية والمال .. واعتبرت هذه المدينة الرائعة كمهد للفن والعمارة بمبانيها التاريخية العديدة ومعالمها ومتاحفها الغنية، فاشتهرت باعتبارها واحدة من أجمل وأهم مدن العالم.
كم من السياح يتجولون .. يأخذون الصور التذكارية… هذا يلف بيديه على زوجته .. وذاك يحضن ابنته وثالث يصور مع كلبه الذي اصطحبه ليكون له رفيقاً في الجولة .. الناس لها أطوار ومقامات .. ولهم اطباع وهوايات .. صدق الله العظيم في قوله : (كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا…) .. العطاء للجميع في هذه الحياة .. للمسلم والكافر .. وللمحسن والمسيء.
مدينة ذات طراز فريد .. قلاع وتماثيل مختلفة .. بعضها لا تليق أن ينظر إليها صاحب عقل سليم .. ولكن هذه هي حضارتهم
قلاع وكنائس تزدان برسوم وتشكيلات مختلفة تدل على حضارة انسانية عظيمة تتوافق مع نمط من انماط الحضارات الماجنة .. ولكنها تبقى إرثا إنسانيا يشد كثير من الخلق الرحال لرؤيتها.
وقفنا على ضفة النهر من الجانب الآخر ، وهو يجري منسابا من الأعلى إلى منحدرات السهول ، ليروي أرضا ويسقي ضرعا بإذن الله .. ضجيج البشر على ضفاف النهر ، هذا على المركب .. وذاك يأخذ الصور من زوايا مختلفة لتكون ذكرى يحتفظ بها لأجياله القادمة .. مضت الساعات والدقائق سريعا .. ومعها بدأت الشمس الميلان للغروب .. وحان وقت وداع يوم مليء بالذكريات والصور الجميلة .. نعود بها الى الوطن… تعب الأطفال وبدا على وجوههم الإعياء… فما كان منا إلا أن نستجيب لداعي الراحة والنوم .. مودعين يوما رائعا في فلورانس .. فإلى لقاء جديد في مدينة الخيال .. مدينة روما ..













