بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

18 نوفـمـبـر الخالـد..

الكاتبة/ نصراء بنت محمد الغماري 

 

18 نوفـمـبـر الخالـد..

 

منذ 51 عاما ارتبطت ذاكرتنا بهذا التاريخ، ارتبطت به طفولتنا وحياتنا وتفاصيل وجودنا، معه كان لميلاد الحياة الجديدة معنى وهدف وأمل في القادم الذي تم تسطيره في العام 1970.

منذ عقود خمسة مضت ونحن لنا فكرة ذات معان خفية عن هذا التاريخ، لأنه اليوم الذي وضعت السلطنة قدمها في العالم الحديث، وهي تبوح بكل صدق عن طموحاتها الخفية في وجدان الأجيال التي رافقت المرحلة، والأجيال التي جاءت عقب تلك البدايات.

منذ سنوات العمر المرتبطة بـ 18 نوفمبر ونحن ندرك حجم مسؤولية الوطن والبناء والمسافة الزمنية التي تفصلنا عن بناء الشخصية الوطنية الجديدة التي قادها والدنا المغفور له – بإذن الله تعالى – قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – ،الوالد قبل السلطان، والوارف بالحلم الوطني قبل كرسي الحكم، والعابر بنا نحو العالم الجديد قبل كل شيء وبعده، لأنه أدرك أن التاريخ رمز، وأن الحكاية لا ينبغي أن تنتهي بعدما تبدأ، وأن الطريق نحو المجد ليس معبّدا، بل يحتاج جهودا مضاعفة، وكلها بدأت من 18 نوفمبر.

الوطن والشعب، والذاكرة والتاريخ، والمكتسبات والمحامد، كلها عبارة عن أيقونات ترافقت بالتوازي والعمق مع هذا التاريخ المجيد، وبه سلكت الطرق الوعرة، ومنه رسمت المسار والحلم، حتى بات التاريخ هذا ليس مجرد رقم، بل هو عنوان الكتاب الذي ترك كل عماني وعمانية -عبر خمسة عقود – بصمة وطنية فيه، وانعكست تلك البصمات على منجزات السلطنة في مختلف المحافل الكونية، وارتفعت الراية العمانية في مختلف الدول، وصارت التجربة العمانية مدخلا لفهم كيف تصنع الشعوب ذاتها من دون أن تشعر بالتعب أو التواني أو الاستسلام لصعوبات التقلبات التي تحكم العالم.

 إن سلطنة عُـمان وشعبها وربان سفينتها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه – يَصِلُون الليل بالنهار من أجل ترسيخ وتعزيز المكاسب، والمضي مع المرحلة الجديدة في القرن الحادي والعشرين من دون إبطاء ولا تأخير، وبروح وعزم أكيدين، وبتشمير عن سواعد الجد ومكامن الإبداع في العقل ، من أجل مرحلة زمنية جديدة تواكب المستجدات كلها، مشمولون ببركة الله مع كل جديد في مرحلة نمونا المتفاعل مع الظروف والمستجدات، أي أن كل فعل وطني هو بالضرورة ينتمي إلى ذلك التاريخ، 18 نوفمبر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى