عُـمانعمان والعالم

تحت شعار “أسرة مستقرة في عالم متغير”.. التنمية الاجتماعية تحتفي بيوم الأسرة الخليجية

أصـــداء / سليمان الذهلي

 

 

احتفلت اليوم وزارة التنمية الاجتماعية بيوم الأسرة الخليجية الذي يوافق الرابع عشر من سبتمبر من كل عام، وذلك تحت شعار خليجي موحد لهذا العام “أسرة مستقرة.. في عالم متغير”، في تأكيد على ما تواجهه الأسرة الخليجية من تحديات في ظل التحولات التقنية والاجتماعية والاقتصادية المتسارعة، وأهمية تمكينها لتظل متماسكة محافظة على هويتها وقيمها الأصيلة.

رعى الحفل سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين، وممثلي الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، إلى جانب المختصين والمهتمين بشؤون الأسرة.

وقال الدكتور جلال بن يوسف المخيني، مدير المكتب الفني للجنة الوطنية لشؤون الأسرة في كلمته خلال الحفل: “أولت سلطنة عُمان في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه –اهتمامًا كبيرًا بالأسرة بوصفها محورًا رئيسًا في تحقيق أهداف رؤية “عُمان 2040”.

وأضاف أن الشعار الموحد لهذا العام يرسخ دور الأسرة باعتبارها الحاضن الأول للقيم ومصدر غرس مبادئ الاعتدال والانتماء والعمل والعطاء في الأجيال، مشيرًا إلى أن استقرار الأسرة يعد أساس استقرار المجتمع، وخط الدفاع الأول أمام التحديات الثقافية والاجتماعية”.

وشهد الحفل عقد ثلاث جلسات حوارية، جاءت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان ” دور الحوار في بناء القيم والهوية وتعزيز الاستقرار الأسري” والتي قُدم فيها ورقتا عمل للدكتور سيف بن سالم الهادي أستاذ مساعد بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس، والدكتور حمد بن حمود الغافري، أستاذ علم النفس التربوي بالجامعة العربية المفتوحة، تناولتا أهمية الحوار بين أفراد الأسرة في التأسيس لمنظومة القيم ودعم الهوية لدى الأبناء، وانعكاسات ذلك على الترابط الأسري.

فيما تطرقت الجلسة الثانية إلى محور: ” الاستقرار الأسري والحوار.. بين التكامل والتصادم”، قدمت فيها السيدة الدكتورة بسمة آل سعيد، أخصائية في الصحة النفسية والتنويم الإيحائي الإكلينيكي، والأستاذ عبد الناصر الصايغ، مدرب في الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي وحوكمة الأداء، ورقتا عمل أكدتا على أن التكامل في الأدوار والمسؤوليات يعزّز التفاهم الأسري، فيما يؤدي غياب الحوار إلى التصادم والاضطراب، مع التأكيد على أهمية الإصغاء المتبادل والتربية القائمة على الحوار لبناء أسر متماسكة ومجتمع مستقر.

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان ” الحوار الأسري في ضوء هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي.. التحديات والحلول” قُدم خلالها ورقتا عمل للدكتور حمد السناوي استشاري أول الطب النفسي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتورة نوال المحيجرية استشارية الطب النفسي والصحة النفسية، تم خلالها تسليط الضوء على تأثير الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة على أنماط التواصل داخل الأسرة. وأكد المتحدثان على أن هيمنة هذه الوسائل قد تضعف الحوار المباشر وتزيد من الفجوة بين الأجيال، داعين إلى تفعيل الحوار الأسري الهادف، ووضع ضوابط رشيدة لاستخدام التكنولوجيا بما يضمن التوازن بين العالم الرقمي والواقعي، ويحافظ على متانة العلاقات الأسرية.

وتخللت الجلسات الحوارية نقاشات بنّاءة عكست تنوع الرؤى وتكامل الخبرات بين المشاركين، حيث طُرحت أفكار وحلول عملية تعزّز من استقرار الأسرة وتماسكها، كما أسهمت المداخلات في إثراء الحوار بطرح تجارب واقعية ورؤى مستقبلية تساعد على مواجهة التحديات الاجتماعية المعاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى