العالمسياسة

أوزبكستان – أذربيجان.. صداقة معززة بالجذور المشتركة

 أصـــداء/ وكالة أنباء أوزبكستان

2 أكتوبر هو يوم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين أوزبكستان وأذربيجان،  للعلاقات بين أوزبكستان وأذربيجان جذور تاريخية وثقافية راسخة، تجمع بين الشعبين ليس فقط من خلال التراث التركي المشترك، بل أيضًا من خلال التقاليد واللغة والدين المتشابه. وكما هو معلوم، وُقّع في 2 أكتوبر 1995 بروتوكول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية أذربيجان. ومنذ عام 1996، تعمل سفارة أذربيجان في طشقند، بينما تعمل سفارة أوزبكستان في باكو منذ عام 1998.

تجدر الإشارة إلى أن الروابط القائمة على القيم الثقافية والروحية تتعزز بمشاعر الصداقة والاحترام المتبادل والأخوة بين الشعبين. وتكتسب المشاركة الشخصية لزعيمي الدولتين، شوكت ميرضيائيف وإلهام علييف، أهمية بالغة في هذا الصدد. وبفضل هذه الجهود، ارتقت العلاقات بين البلدين إلى مستوى التعاون والتحالف الاستراتيجي، في مختلف المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد، إلى المجالات الاجتماعية والإنسانية والتعليمية والثقافية.

في السنوات الأخيرة، إلى جانب مجالات التعاون التقليدية بين البلدين، برزت مجالات استراتيجية كالطاقة والنقل والصناعة والزراعة والتقنيات المتقدمة، وهي تشهد تطورًا ملحوظًا. وعلى وجه الخصوص، بلغ حجم التبادل التجاري 253 مليون دولار أمريكي، وتضاعف عدد المشاريع المشتركة خمسة أضعاف. وتعمل حاليًا في أوزبكستان أكثر من 240 شركة برأس مال أذربيجاني، بينما بلغ عدد الشركات الأوزبكية العاملة في السوق الأذربيجانية 70 شركة.

تم تشكيل لجنة حكومية مشتركة، ويجري تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات النسيج والكيماويات والخدمات اللوجستية. وقد أبدت دوائر الأعمال الأذربيجانية اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في منطقتي نوائي وجيزاخ. إضافةً إلى ذلك، بدأ البلدان اتخاذ إجراءات عملية في مجال ممرات النقل والخدمات اللوجستية. 

يولي الطرفان اهتمامًا خاصًا للممر الأوسط، وهو طريق عبر بحر قزوين، والذي يُعتبر طريقًا بديلًا مستقرًا ومستقلًا سياسيًا للصادرات. ويمكن القول إن الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى بين الدولتين، الذي عُقد في مقر إقامة زاغولبا في باكو مطلع يوليو من هذا العام، قد دشن مرحلة جديدة في العلاقات الأوزبكية الأذربيجانية. وقد اكتسبت زيارة الدولة لرئيس أوزبكستان إلى أذربيجان أهمية بالغة كرمز للثقة المتبادلة والدعم الاستراتيجي.

يُذكر أن هذه الزيارة واجتماع المجلس عُقدا في عام الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ولا يقتصر هذا الحدث على رمزيته فحسب، بل ينطوي أيضًا على أهمية عملية بالغة. ومن هذا المنطلق، توسّعت العلاقات السياسية والاقتصادية والإنسانية وروابط النقل بين طشقند وباكو إلى مستوى غير مسبوق. وعلى حد تعبير الرئيس: “لم يسبق في تاريخ علاقاتنا أن بلغت هذا المستوى الرفيع الذي وصلت إليه الآن”.

وتُرسي النجاحات الاقتصادية لأذربيجان أساسًا متينًا لتوسيع التعاون ذي المنفعة المتبادلة مع أوزبكستان في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة والتجارة. ويفتح تعميق هذه العلاقات آفاقًا جديدة لتكامل اقتصادي البلدين في فضاء واحد.

على سبيل المثال، عُقدت ثلاثة منتديات إقليمية خلال السنوات الثلاث الماضية. وتوطدت العلاقات بين مدن سمرقند – كنجة، وخيوة – شوشة، وبخارى – لنكران، وخوقند – شاكي، ونمانجان – مينجشاور، وجولستان – فضولي، وترمذ – بيلياصوفار. ويجري تنفيذ برامج تعاون بين أكثر من 40 مؤسسة للتعليم العالي في البلدين. وتُعد هذه الأرقام دليلاً عملياً على أن العلاقات مع أذربيجان تُمثل أولوية في السياسة الخارجية لأوزبكستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى