
أصـــداء/ وكالة أنباء أوزبكستان
تحتفل أوزبكستان هذا العام بيوم الدستور لجمهورية أوزبكستان على أساس الفكرة الرئيسية: “الدستور هو ضمان للكرامة الإنسانية والحرية والمساواة والعدالة!”
إن دور وأهمية الدستور المحدث في تعزيز الأساس القانوني للإصلاحات الاستراتيجية المستمرة في جميع مجالات الدولة والحياة الاجتماعية في أوزبكستان الجديدة وتحقيق نتائج فعالة في هذا الصدد لا مثيل لها.
الكرامة الإنسانية هي الفكرة الأساسية في الدستور الجديد
تُنفَّذ جميع الإصلاحات في أوزبكستان على أساس مبدأ “من أجل كرامة الإنسان”. وأعظم فكرة في أوزبكستان اليوم هي الارتقاء بكرامة الإنسان. هذه الكلمات ليست شعارات، بل واقعٌ ينعكس في قانوننا الأساسي ويتجلى في الحياة اليومية.
وفي السنوات الأخيرة، تم إنجاز عمل كبير لحماية حقوق الناس، وتوفير فرص عمل لائقة لهم، وزيادة دخلهم، وتحسين ظروف معيشتهم.
إن كل الجهود المبذولة تحت قيادة الرئيس لها أهميتها لأنها تهدف إلى خلق الظروف اللازمة وتوسيع الفرص لكل شخص، وخاصة الشباب والنساء، لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
تنص المادة الأولى من دستور البلاد على أن أوزبكستان دولة اجتماعية. وفي اجتماع مع أعضاء اللجنة الدستورية بتاريخ 20 يونيو 2022، طرح رئيس الدولة فكرة تعزيز مبدأ “أوزبكستان دولة اجتماعية” في المجلس الأعلى.

وبدوره، عزز خطاب رئيس الدولة إلى المجلس الأعلى وشعب أوزبكستان هذه الفكرة بشكل أكبر وحدد المجالات ذات الأولوية لبناء الدولة الاجتماعية.
إن الموقف الثابت بشأن تنفيذ الإصلاحات الاستراتيجية في أوزبكستان على أساس مبدأ “من أجل كرامة الإنسان”، وضمان العدالة الاجتماعية، وبناء دولة اجتماعية حقيقية من خلال الحماية الاجتماعية للسكان المحتاجين، مكرس في المقام الأول في دستور أوزبكستان الجديد.
الدولة الاجتماعية هي نموذج دولة يهدف إلى التوزيع العادل للثروات المادية وفقاً لمبادئ العدالة الاجتماعية من أجل تحقيق نوعية ومستوى معيشي لائق لكل مواطن، والتخفيف من الفوارق الاجتماعية، ومساعدة المحتاجين.
وقد ترسخ هذا النموذج حالياً على مستوى الدساتير باعتباره الوضع الاجتماعي للدولة في العديد من الدول المتقدمة الرائدة في العالم، وخاصة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة واليابان.
أُدرجت مكانة أوزبكستان كدولة اجتماعية لأول مرة في القانون الأساسي المُحدّث، ويجري تطبيقها عمليًا. واليوم، تُشير الإصلاحات الجارية في المجال الاجتماعي، والسياسة الجديدة الهادفة إلى الحماية الاجتماعية للمحتاجين، إلى إرساء أسس دولة اجتماعية. ويتجلى ذلك جليًا في تخصيص أكثر من خمسين بالمائة من ميزانية الدولة للمجالات الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن الإعلان الرسمي عن وضع أوزبكستان كدولة اجتماعية، والأساس القانوني لالتزام الدولة برعاية كل مواطن، قد أتاحا فرصةً لإجراء مراجعة جذرية لنظام الحماية الاجتماعية وزيادة فعاليته. وقد شمل النهج والنظام الجديدان اللذان يجري تشكيلهما فيما يتعلق بالحماية الاجتماعية كل أسرة، بدءًا من المحلة، وهي أدنى مستوى اجتماعي في المجتمع.
كما تولي أوزبكستان في مرحلتها الجديدة من التنمية اهتماما خاصا للقضايا التالية عند تنفيذ سياسة اجتماعية عادلة:
– مواصلة تنمية رأس المال البشري، ولهذا الغرض تطوير التعليم والتربية والرعاية الصحية والعلوم والثقافة والفنون والرياضة؛
– بناء مساكن جديدة، وتوفير مياه الشرب النظيفة والكهرباء للسكان، وتحسين البنية التحتية الاجتماعية؛
– الدعم المستهدف للسكان المحتاجين إلى الحماية الاجتماعية والأشخاص ذوي الإعاقة، على أساس تعريف “سلة المستهلك”، فضلاً عن زيادة حجم الأجور والمعاشات التقاعدية والمزايا والمنح الدراسية بشكل منهجي، ورفع مستوى العمل إلى مستوى جديد يهدف إلى توسيع نطاق الخدمات الاجتماعية بشكل أكبر.
وقد طُبِّقت العديد من المبادرات الإيجابية في هذا الصدد. ويُعَدّ تطوير المجال الاجتماعي، وتطبيق سياسة اجتماعية عادلة، وتنمية رأس المال البشري من المهام ذات الأولوية في القوانين والبرامج الحكومية التي تُعتمد سنويًا.
أولاً، يُضاعف الدستور الجديد التزامات الدولة الدستورية ثلاث مرات لتعزيز كرامة الإنسان وتوفير الحماية الاجتماعية للسكان. وينص تحديداً على ألا يقل مبلغ المعاشات والمزايا والمساعدات الاجتماعية الأخرى عن الحد الأدنى للإنفاق الاستهلاكي.
ثانيًا، استُحدثت آليات جديدة وفعّالة للدعم الاجتماعي للحد من الفقر. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى “دفتر الحديد” و”دفتر المرأة” و”دفتر الشباب”، بالإضافة إلى العمل المنهجي مع المواطنين المشمولين فيها.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام ٢٠٢٤ وحده، تلقى ١٨٠ ألف شاب في أوزبكستان مساعدات بقيمة ٣٤٥ مليار سوم من خلال “دفتر الشباب”. ونتيجةً لذلك، انخفض عدد الشباب العاطلين عن العمل بمقدار الضعف، وبلغ عدد الأحياء الخالية من البطالة ١٨٨٩ حيًا.
ثالثًا، طُبّقت الإصلاحات على أدنى مستويات المجتمع، ووُضع نظام “المحلة” (أو “المحلة”). ونتيجةً لذلك، أُنشئت وظائف مثل مساعدي الحاكم، وقادة الشباب، والناشطات النسويات في 9008 محلة (مخالات) قائمة في أوزبكستان، مسؤولة عن الحد من الفقر، وتنمية ريادة الأعمال، وخلق فرص العمل، وزيادة دخل السكان.
يتم تخصيص مبلغ يتراوح بين 2.5 مليار و3 مليارات دولار سنويا لتحسين الأحياء، وتحسين حياة الناس، وزيادة رفاهتهم، وتطوير البنية التحتية للأعمال.
نتيجةً للجهود المبذولة في السنوات الأخيرة، أدى إصلاح مؤسسات المحلة، وتطبيق نظام ” السبعة ” فيها، وخفض مستوى أكثر من 100 خدمة، كالقروض والإعانات والتعويضات والمساعدات المالية، إلى انتشال 7.5 مليون مواطن من براثن الفقر، وانخفاض معدل البطالة بمقدار الضعف. كما اكتسبت 3.5 ألف محلة مظهرًا عصريًا.
رابعًا، أُنشئ نظام حماية اجتماعية جديد كليًا لتوفير الحماية الاجتماعية لجميع شرائح السكان، وتقديم الخدمات والمساعدة الاجتماعية وفق نهج متكامل، وتجنيب السكان الوقوع في أوضاع اجتماعية صعبة، بالإضافة إلى زيادة استهداف الحماية الاجتماعية وفعاليتها. وفي هذا الصدد، استُحدثت مناهج وآليات جديدة لضمان وضوح المساعدة الاجتماعية وفعاليتها واستهدافها.
وعلى وجه الخصوص، بموجب مرسوم رئيس جمهورية أوزبكستان المؤرخ 1 يونيو 2023 “بشأن التدابير الشاملة لتوفير الخدمات الاجتماعية عالية الجودة والمساعدة للسكان وإنشاء نظام رقابة فعال لها”، تم إنشاء الوكالة الوطنية للحماية الاجتماعية تحت إشراف رئيس جمهورية أوزبكستان.
من أجل تقريب الخدمات الاجتماعية من السكان، بناءً على مبدأ “أوزبكستان دولة اجتماعية” المنصوص عليه في الدستور، تم افتتاح مراكز “إنسون” في جميع المناطق، وتم تقديم أكثر من 100 خدمة اجتماعية مباشرة في الأحياء نفسها.
وبالنسبة إلى الأرقام، ففي عام ٢٠١٦، أُنفق تريليونا سوم من الميزانية على الحماية الاجتماعية، وبحلول عام ٢٠٢٤، زاد هذا الرقم بمقدار ٩.٨ مرات ليصل إلى ٢٠.٣ تريليون سوم. ونتيجةً لذلك، استفادت أكثر من مليوني أسرة من برامج الحماية الاجتماعية. ولتحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان بشكل جذري، وإدخال نظام إدارة جديد كليًا في هذا المجال، قائم على المعايير الدولية المتقدمة، تم اعتماد ٤٧ وثيقة تشريعية خلال العامين الماضيين، منها ٣ قوانين، و٦ مراسيم، و١٢ قرارًا صادرًا عن رئيس جمهورية أوزبكستان، و٢٦ قرارًا صادرًا عن مجلس الوزراء.
الأمثلة كثيرة. والأهم هو إدراك أن نظامًا جديدًا وإطارًا قانونيًا ضروريًا للحماية الاجتماعية للسكان قد أُنشئا، وأن مشكلة الفقر في البلاد قد أُدركت لأول مرة، ونتيجةً للإصلاحات المُطبقة، انخفض معدل الفقر من 35% إلى 6.6% في السنوات الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن النتائج الإيجابية التي تحققت في أوزبكستان في مكافحة الفقر تشهد على تصميم الدولة على ضمان حياة كريمة وفرص لجميع المواطنين.
كما يُشيد الخبراء الدوليون بالنتائج الإيجابية التي حققتها أوزبكستان في مكافحة الفقر. وفي هذا السياق، علق أبهيجيت بانيرجي، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، قائلاً: “إن الجانب الرئيسي لنهج أوزبكستان في مكافحة الفقر يكمن في تركيزه على الفئات المستهدفة وطابعه الفردي”، مشيرًا إلى أن “نظام “المحلاباي” في أوزبكستان يُقدم وصفة فريدة لانتشال كل أسرة محتاجة من براثن الفقر”.
ومن الجدير بالملاحظة أيضاً التعليقات التالية التي أدلت بها سابينا ألكير، مديرة مبادرة أكسفورد للفقر ورأس المال البشري : “عندما يتعلق الأمر بالوضع المتعلق بالحد من الفقر في أوزبكستان، يمكننا بالفعل أن نهنئ الأشخاص الذين تتمثل مهمتهم في الحد من الفقر – فقد نجحوا في القيام بذلك وغيروا حياة الناس”.
بالطبع، ليس تحقيق هذه النتائج في فترة زمنية قصيرة أمرًا يمكن تحقيقه بمفرده. ومن العوامل المهمة في هذا الصدد أن اقتصاد البلاد قد نما مرتين خلال الفترة الماضية، وبحلول نهاية هذا العام، سيصل دخل الفرد إلى 3.5 ألف دولار.
تُنفّذ أوزبكستان برنامج “من الفقر إلى الرخاء” ، الذي يشمل سبعة مجالات ذات أولوية لتحقيق الأهداف الاجتماعية . ولا يقتصر الهدف الشامل على توظيف الفقراء فحسب، بل يشمل أيضًا تهيئة الظروف اللازمة لهم للحصول على مصدر دخل ثابت من خلال زيادة فرص العمل الدائمة.
ولتحقيق هذه الغاية، وبفضل سياسة استثمارية نشطة، تم هذا العام وحده إنشاء أكثر من 9 آلاف مؤسسة جديدة ونحو 300 ألف وظيفة ذات دخل مرتفع، باستثمارات تبلغ 35 مليار دولار.
بفضل بيئة الأعمال المواتية، تمكن 700 ألف رائد أعمال من تأسيس أعمالهم الخاصة المستقرة خلال السنوات الثماني الماضية. وبفضل تهيئة الدولة لظروف مواتية للأعمال، يضطلع رواد الأعمال أيضًا بمسؤولياتهم الاجتماعية، ويساعدون الفئات المحتاجة في إيجاد فرص عمل وكسب عيشهم. وبفضل هذا التعاون الفعال، حصل أكثر من 270 ألف فرد من الأسر الفقيرة على وظائف دائمة هذا العام وحده.
تضع البلاد أهدافًا طموحة للسنوات القادمة للحد من الفقر وزيادة دخل السكان. ومن المقرر، على وجه الخصوص، خفض معدل الفقر والبطالة إلى 4.5% العام المقبل، ومن المقرر تخصيص 450 تريليون سوم كقروض للاقتصاد بحلول عام 2026، و140 تريليون سوم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.
باختصار، الهدف الرئيسي لفكرة ” أوزبكستان الجديدة – دولة اجتماعية ” هو تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية والتضامن، وتوفير ظروف معيشية كريمة لكل مواطن. وبهذه الطريقة، تسعى الدولة إلى الحد من التفاوت الاجتماعي ودعم المحتاجين بفعالية، وتحقق نتائج إيجابية في هذا الصدد.














