أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

شمـس الإسلام وإسلام أهـل عُمان..

ماجـد بن محمـد الوهـيـبي

 

شمـس الإسلام وإسلام أهـل عُمان..

 

أتانا كنسمة عابرة اشتاقت أرواحنا لشخصه الكريم قبل أن تراه أعيننا؛ كاد أن يهلك نفسه في سعيه من أجل الخير ليسعدنا ولننعم بالإسلام الذي أراده الله لنا، ورضيه لنا دينًا لننعم بالسكينة والسلام والحب الوئام.

فرحمه الله وذكره بخير وصلى عليه صلاة بالغة إلى يوم القيام وسلم عليه سلامًا لا ينقطع مع الزيادة والدوام، فقد زكاه ربه، ووصفه بأعظم الأوصاف وحباه بالعناية وحفه بالألطاف، وعصمه من القتل، وامتحن صبره في كثير من المواضع فصبر وغفر.

فما بين أول كلمة من أول آية (إقرأ) نزلت على قلبه وهي من سورة العلق وهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينا) الآية ٣ من سورة المائدة؛ لملحمة تاريخية عظيمة وهجرة أولية إلى الحبشة حينما اشتد الخناق على أتباع رسول اللهﷺ وصحبه الكرام وذويه من الأقارب؛ فأمرهم بالهجرة إلى حيث النجاشي الذي يكرم الوفود، ويرحب بالزوار، ولا تضيع عنده الحقوق.

ثم أخرى إلى يثرب التي تنورت بمقدم خير الورى فأصبحت المدينة المنورة التي نورها بنوره فطابت به طيبة الأنوار، وتلك لعمري رحلة إيمانية ملؤها الكفاح، أرسى بها دعائم دولة الإسلام، وقاد منها الأمة، وبنى فيها مسجد قباء؛ أول مسجد بُنِي في الإسلام، كما بنى فيها مسجده الشريف، ونزل في بيت أبي أيوب الأنصاري الذي فاز برحل النبيﷺ، وآخى فيها بين المهاجرين والأنصار، وقضى على تعصب الجاهلية.

التف حوله المهاجرون والأنصار، فغرس فيهم الحب والود والإيثار؛ فكان نعم المعلم ونعم المربي؛ ونعم الوالد؛ ونعم الفارس المغوار.

فأشرقت شمس الإسلام وقويت شوكته وزاد أنصاره، فأرسل من هناك رسائله إلى البلدان والأمصار، ليدعوهم لعبادة الله الواحد القهار.

كما أرسل لقطرنا الحبيب ووطننا الغالي عُمان الدعوة ذاتها في فترة حكم جيفر وعبد ابني الجلندى، فأسلما وأسلم أهل عُمان طوعًا، ولم يطأ رسول الله ﷺ أرض عمان بخف ولا حافر، وقد أرسل إليهم عمرو بن العاص لعلمه بذكاء وفطنة أهل عُمان.

فتوافد أهل عُمان على زيارة رسول الله ﷺ، وكان ممن وفد على رسول اللهﷺ الصحابي العماني السمائلي مازن بن غضوبة وقصته معروفة، وقد تكفلت بها كتب السير والآثار.

وهناك الكثبر من صحابة رسول الله ﷺ من أهل عُمان، وقد أثنى رسول الله ﷺ على أهل عمان ودعا لهم كثيرًا كما أثنى عليهم خليفته أبو بكر الصديق من بعده وذكرهم بخطبة مشهورة موثقة ومذكورة لمن أراد الرجوع إليها، فليس عليه إلا أن يكتب العنوان في مؤشر البحث وسيجدها بكل يسر.

إن تدارس سيرة رسول الله ﷺ لأمر مهم في زمان عصفت فيه رياح الفتن، وإن في تاريخنا الهجري العظيم الكثير من العبر والتضحيات والعفو والصلح والصبر على عظيم الأذى في الملمات، والغزوات والفتوحات التي قادها رسولنا العظيمﷺ.

وحري بنا أن نغرس في نفوس الأجيال سيرة أعظم رجل عرفه التاريخ على الإطلاق، والخلفاء من بعده من الصحب الكرام والعظماء من التابعين والأسلاف.

فلا يمكننا استعراض حياة النبي ﷺ كلها، وسيرة من سار على نهجه واقتفى أثره من خلال هذا المقال العابر، وسيرة الأئمة من أهل عُمان، ولكننا نشحذ الهمم ونذكر بالعظماء في زمنٍ اشتغل به الناس عن عظمائهم وافتتنوا بحب السفهاء.

فإذا ذكّر بعضهم بخير الورىﷺ والتمسك بهديه والاستشهاد بأحاديثه، استشهد أهل الفتنة بأقوال الكفار من أهل الغرب ، وإن مما يُثار ويقال ويتداوله السفهاء، أنكم أنتم أيها العرب ليس لديكم إلا التغني بالماضي، ووالله إن رسول الله ﷺ لهو سيد الماضي والحاضر والمستقبل، وهو نبي الأمة وهو الرسول الخاتم ولا نبي بعده، كما أن الإسلام هو الدين الخاتم والجامع.

ورسالة رسول اللهﷺ هي الرسالة الجامعة للناس كافة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فطاب حيًا وطاب ميتًا وجزاهُ الله بأفضل ماجزى نبيًا عن قومه ورسولًا عن أمته وذكره الله بخير ما ذكر به الذاكرون.

فلا يغركم أيها الأحبة تنكر بعض أهل الإسلام، فإن الناس تدخل فيه كل يوم أفواجا، فالإسلام كما قال العالم الهندي أحمد ديدات رحمه الله ، إذا حورب اشتد وإذا ترك امتد.

وأهل عمان لم يعهد بهم تقاعس وخور، وقد صانوا المقدسات الإسلامية منذ سالف الأزمان، وهم على هذا بإذن الله حتى يكتب الله النصر للإسلام وأهله في مشارق الأرض ومغاربها وينتشر في ربوع العالم فيعم السلام والوئام، (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى