العالمسياسة

خلال كلمته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة .. رئيس أوزبكستان يدعو إلى وقف العمليات العسكرية من قبل إسرائيل وحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة ، ويدعو إلى مكافحة الإرهاب وحل أزمة المياه خاصة في آسيا الوسطى

نيويورك/ أصـــداء

ألقى رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت مرضيائيف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ 80؛ ألقى كلمة هامة تضمنت الدعوة إلى الالتفات إلى عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية الدولية المهمة، كما دعا الرئيس الأوزبكي إلى حل كثير من الأزمات الإنسانية القائمة في مناطق كثيرة من العالم.

وقال شوكت مرضيائيف في كلمته :

السيدات المحترمات، والسادة المحترمون،
أمين عام الأمم المتحدة المحترم،
رؤساء الوفود المحترمون،

‎يسعدني أن أهنئكم بمناسبة الذكرى السنوية – الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
تنعقد اجتماعاتنا اليوم في ظل الوضع العالمي المعقد والمتغير بسرعة، وهو ما يدفعنا إلى النظر في النشاط المستقبلي للمنظمة وسبل تطويرها بأساليب جديدة.

‎في الوقت الحالي، يتضاءل دور المؤسسات الدولية في العالم، وتزداد الصراعات والنزاعات والحروب، كما تتسارع الفجوات التكنولوجية والاجتماعية، وتزداد الأزمات الاقتصادية والإنسانية. كل هذه التحديات تؤدي إلى خلق واقع جيوسياسي جديد ومقلق.

‎نحن نقدر عاليًا جهود الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، للحفاظ على منظمة الأمم المتحدة كمنصة أساسية لحل القضايا العالمية الصعبة والعاجلة من خلال الحوار والمصالحة.
وفي هذا الصدد، ندعم بالكامل مبادرات “الأمم المتحدة – 80” ونعرب عن التزامنا الثابت تجاه ميثاق المستقبل.

‎نحن داعمون لإجراء تغييرات جذرية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهدف التكيف مع التهديدات الحديثة وتوسيع عضويته بما يعكس التطورات الجارية في العالم.

‎السيدات والسادة،
نحن مستمرون في تطبيق سياسة بناء “أوزبكستان جديدة”، الديمقراطية، الاجتماعية، والعلمية بالتوازي مع أهداف التنمية المستدامة. لقد تمكنّا في السنوات الأخيرة من تقليص معدل الفقر في بلادنا من 35٪ إلى 6.6٪ بفضل التغييرات في مجال التعليم والعلوم، وبناء شبكات مبتكرة ومؤسسات صناعية تكنولوجية، وتطوير قطاع الطاقة والنقل “الذي يعتمد على الطاقة المتجددة”، وتوسيع الأعمال التجارية الصغيرة؛ مما أتاح خلق ملايين من فرص العمل.

لقد ارتفع مستوى التعليم قبل المدرسي في بلادنا من 27٪ إلى 78٪، وارتفعت نسبة الطلاب الذين يتلقون التعليم العالي من 9٪ إلى 42٪. الأهم من ذلك، نحن نولي اهتمامًا خاصًا لزيادة مكانة وسمعة المعلمين في مجتمعنا.

‎نقترح تنظيم قمة عالمية للتعليم المهني في أوزبكستان بهدف إنشاء منصة دولية موحدة لتبادل الخبرات والتعلم بين المعلمين.

السيدات والسادة،
نحن في طور إنشاء نظام رعاية صحية متقدم، وسنُقيم فعالية رفيعة المستوى في مقر الأمم المتحدة لمكافحة السرطان وأمراض أخرى تهدد الأطفال.

‎أحد المجالات الأخرى التي تهمنا هو السياسة الجنسانية؛ نهدف إلى تعزيز دور النساء في الحياة الاجتماعية والسياسية وفي مجال ريادة الأعمال في بلادنا، وكذلك إلى تحويل منتدى نساء آسيا إلى منصة دائمة في منطقتنا.

‎نؤكد مرة أخرى التزامنا الثابت بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، ونحن نطمح لأن نكون من بين الدول ذات الدخل المتوسط إلى العالي.

‎السيدات والسادة،
منذ 8 سنوات، أعلنّا عن قرارنا الثابت بتحويل آسيا الوسطى إلى منطقة من السلام، حسن الجوار، والشراكة، واليوم، يمكننا أن نؤكد بكل فخر أننا حققنا هذا الهدف الاستراتيجي.

‎في السنوات الأخيرة، شهدت منطقتنا زيادة كبيرة في حجم التجارة البينية، والاستثمارات، والنقل. نحن نقوم بإنشاء صناديق استثمار مشتركة، وتطوير مناطق تجارية وصناعية على الحدود، ونعمل على تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبيرة.

‎نحن نؤمن بأن اجتماعات قادة دول آسيا الوسطى قد أصبحت آلية فعالة لتعميق التكامل الإقليمي.

‎السيدات والسادة،
عند الحديث عن الأمن العالمي والإقليمي والتنمية المستدامة، لا يمكننا أن نتجاهل أفغانستان. يجب أن تواصل الأسرة الدولية توحيد جهودها لدعم تطلعات الشعب الأفغاني في حياة آمنة ومستقرة. نحن نخطط لتنفيذ مشاريع كبيرة للبنية التحتية في أفغانستان، وندعو إلى اعتماد قرار خاص من الأمم المتحدة بشأن تطوير ممرات النقل والطاقة الدولية عبر أفغانستان.

‎كما نرى أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تحتاج إلى اهتمام عاجل، وندعو إلى وقف العمليات العسكرية واستئناف المحادثات السياسية.

‎السيدات والسادة،
في مجال مكافحة الإرهاب، نعمل مع الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الإقليمي في تنفيذ استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب. نحن اقترحنا ودعونا لإنشاء مركز إقليمي لتبادل الخبرات في إعادة التأهيل وإعادة الدمج. بالإضافة إلى ذلك، نحن على استعداد لإنشاء الظروف اللازمة لفتح مكتب إقليمي لمكتب مكافحة الإرهاب في أوزبكستان.

‎السيدات والسادة،
أصبح من الواضح أن النظام العالمي للنقل يعاني من ضعف كبير في ظل التهديدات العالمية الحالية، خاصة فيما يتعلق بالبلدان النامية التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى البحر. نحن نؤمن بضرورة تعزيز الروابط بين وسائل النقل من أجل التنمية المستدامة، وتقديم آليات عالمية لضمان أمان الممرات الدولية. كما نرى أن معالجة قضية التغير المناخي، بما في ذلك الآثار السلبية لجفاف بحر آرال، يتطلب اهتمامًا مستمرًا من المجتمع الدولي. في السنوات الأخيرة، قمنا بزرع النباتات المقاومة للملوحة على 2 مليون هكتار من الأراضي المتصحرة في منطقة بحر آرال، ونحن نهدف إلى تحويل 80٪ من هذه المنطقة إلى أراضٍ خضراء بحلول عام 2030.

‎السيدات والسادة،
إن قضية المياه أيضًا تعد واحدة من القضايا المهمة التي تواجه العالم في الوقت الراهن. أكثر من 2 مليار شخص لا يحصلون على مياه شرب نظيفة، ونخطط لتنظيم منتدى عالمي لحفظ المياه في بلادنا. نود أن نقترح تحديد أزمة المياه كتهديد خطير للتنمية المستدامة وتبني “خريطة طريق” مبتكرة على مستوى عالمي لتطبيق تكنولوجيا جديدة لمعالجة هذه الأزمة.

‎السيدات والسادة،
نحن نؤمن بأن مواجهة التحديات العالمية تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك بين الدول، ونحن على استعداد للمساهمة في تعزيز الحوار بين الشعوب والثقافات لتحقيق الأهداف المشتركة للبشرية جمعاء.

‎شكرًا لكم جميعًا على اهتمامكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى