أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

أوروبـا كـمـا رأيـتـها .. الجـزء (12)..

الكاتب/ عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي

 

أوروبـا كـمـا رأيـتـها .. الجـزء (12)..

 

بدأنا في باريس بيوم جديد وشهر جديد وسعيد ، الفرحة تغمر الاطفال ومعهم الكبار استعداداً لزيارة المدينة المشهورة وعالم من الإثارة ، مدينة دزني أو (دزني لاند) الشهيرة التي تم انشاؤها في الولايات المتحدة لأول مرة في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا في أقصى الغرب الأمريكي … افتتح هذا المتنزه ذو الألعاب والأنشطة المختلفة الشيقة والمسلية والمثيرة لأول مرة سنة 1955 ميلادية ومن ثم توسعت هذه المدينة الترفيهية في مدن عدة داخل وخارج أمريكا منها مدينة باريس وبالذات في الضاحية التي نحن بصدد زيارتها.

اليوم هو 1 من الشهر التاسع لسنة 2015 ميلادية ، صحونا من النوم مبكرين كعادة المسافر الشغوف لرؤية كل جديد وفي زمن يجب أن لا يطول ، على عجل تناولنا الإفطار منطلقين من مجمعات الماريوت التي أنا عضو فيها ، وعلى بعد خطوات كانت الحافلة في انتظار الركاب لتنطلق من الحي السكني الخاص لمجموعة الماريوت ، الذي لا يبعد كثيراً عن أشهر متنزه في العالم ، آلاف مؤلفة من البشر يقطعون الطريق إلى البوابات الرئيسة للمتنزه من شتى بقاع الأرض ، ولكنه النظام الذي يحكم المسير للجميع ، لا ازدحام ولا تدافع كل الى البوابة المختارة والنهاية ذات الوجهة داخل المتنزه الضخم الذي يعج بعوالم مختلفة من البشر والشجر وتغاريد الطيور ؛ قبل الوصول تمر بين أفنان الاشجار ونفحات الزهور ، مختلفة الالوان والمنسقة بشكل بديع ، صممت بأيدي بستاني بارع يضع كل شجرة وزهرة في موقعها المناسب ليشد الناظر إليها.

دولة راقية ونظام يخدم القادم والمغادر ، نعمّاً به من نظام .

كل ذلك لم ينسنا البرنامج الذي اعددناه بعناية قبل الانطلاق من الفندق ، والأماكن التي سنرتادها خلال تجوالنا في المدينة الخيالية ، ليكون للأطفال نصيب الأسد من المشاهدات والتسلية، ولا ينسى الكبار نصيبهم من الترفيه.

دخلنا المنتزه بكل يسر ودون تعقيد أو منافسة في الدخول ، في الباحة الأولى تشدك النافورة الضخمة المحاطة برونق جميل من الأزهار الموسمية التي لم أرَ ألوان بعضها من قبل ، وترى  الفرق الموسيقية وهي تشدوا بأنغام جميلة تتناغم مع طبيعة المكان والزمان ، وخيول يمتطيها الخيالة للعرض بملابس خاصة بأزمنة مضت ، وكنت فعلاً فريداً من بين الجمع بثوبي العماني كالعادة وعمامتي التي لا يمكن أن تخطئها العين.

ألعاب حديثة تغلب عليها الإلكترونيات ، اثنان وثلاثون مكاناً لنزهة الأطفال الذين يعشقونها بشغف ، وعروض للسينما والمسارح حديثة ومن العصور الماضية ، فكان نصيبنا التجوال والمشاهدة واللعب ثم الدفع لبعض من هذه الالعاب والمسارح وبعضها بالمجان مضمنة في تذكرة الدخول.

مضى الوقت سريعاً ، وأحسسنا أن يوماً واحداً لا يكفي لتغطية هذه المشاهد والألعاب ، لكن كان في الوقت متسع لمشاهدة المزيد حتى السابعة مساء للألعاب والحادية عشرة مساء لكل لمدينة ديزني لكن قاربت الساعة الثالثة من بعد الظهر ، والجميع بإعياء وبشيء من الجهد ، كان لزاما أن نبحث عن مكان هادئ للراحة وتناول الغداء ، فكان لنا حظ  في المطعم الذي يقدم الأكلات الشامية ، ارتفاع الأسعار سمة مميزة للمطاعم بشكل عام وللأكلات المميزة بشكل خاص وكان دفع الحساب لما أكلنا باليورو ، العملة الأوربية الموحدة.

تواصل المشوار وما انتهينا من مشاهد كل ما تحويه مدينة ديزني لاند ، وبدأ الليل يرخي سدوله ، وما وفينا المدينة بتجوالنا ، وداع اليوم كان بفرق موسيقية ، وعربات تجرها الخيول وسيارات فارهة ، تبدأ من أدنى المتنزه إلى البوابة أو الساحة الرئيسة عند الباحة الأولى من المدخل يمثل طقسا من الطقوس اليومية للوداع ، ليتجدد اللقاء في اليوم التالي .. فبات الرجوع إلى النزل حتمياً بعد ساعات طوال من التجوال .. وما أن وصلنا الغرف حتى أخلد الجميع للنوم ..

وفي صبيحة اليوم التالي كانت لنا جولة سأوافيكم بتفاصيلها في المقال القادم إن شاء الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى