أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

زمـان الـعـجـائـب !!..

 

زمـان الـعـجـائـب !!..

 

تتقلب الأحوال فهناك من يريد التَّخَفُّف والتَّقَشُّف ويرى السعد كل السعد في حياة الزهد، وهناك من ينوء بحمل أثقاله وأثقالًا مع أثقاله، وهذا يقاس على الحياة الدنيا وبعد الممات،  والحكيم من  اتعظ بغيره، وراقب عمل يومه وأمسه، وتفطن لما أعد لرمسه، والعجب كل العجب لمن يمشي مغمض العينين مسلوب الفكر، أسلم نفسه لوسائل التقنيات الحديثة، التي قل من ينجو من عبوديتها وقد سيطرت على فكره وكيانه ولا يفيق من سكر هذه العبودية إلا وقد فاته قطار العمر وخارت قواه،  وهذا هو المبتغى، كحب الدنيا المغري، حينما يكثر خطابها وتوقعهم في شراكها، بل وكل من استهواهُ حبها من الجنسين، فالدنيا خلقت لنا ونحن خُلقنا للآخرة، ووسائل التقنيات الحديثة سخرت لنا أيضًا لنستخدمها في الخير وتكون وسائل نفع لا وسائل ضرر، لذا نسأل الله الثبات في زمن الإنفلات وسبحان الله من هذه الغرائب في زمان العجائب، ولا أرى ذلك إلّا مضيعةً للوقت وهدراً للطاقات، حتى ميادين العمل لم تسلم من هذه المستجدات ولعل في ذلك خير، إذ بعد كل هذا العطاء المتواصل يربط عمل الموظف بأهداف ونتائج، فالذي يخرج من بيته قاصدًا مكان عمله، ليؤدي عمله المعتاد ماهي أهدافه ؟ وما هي نتائج هذه الأهداف ؟ ولنضرب مثالًا واحدا لوظيفة ما، كالسائق مثلًا ما هي مهامه ؟ فعمله المعتاد أن يذهب للأماكن التي يطلب منه الذهاب إليها سواءً لإيصال الموظفين أو لأي أغراض أخرى تتعلق بالعمل وتحددها جهة عمله، فما هي أهدافه ؟ وماهي نتائج هذه الأهداف لديه ؟، إن هذه الأمور كلها لا تزال طور التجربة، وأرى أن تقاس الأمور قبل تطبيقها إن كانت تجدي فأثر العمل لا يقاس بأهداف ونتائج بل بما يحدث على أرض الواقع.

إن التطوير والرقي بالعمل لا يحتاج إلى منصات وكلمات؛ بل يحتاج إلى آثار وبصمات، وأن تتجلى ثمرة عمل الموظف من خلال ما أنجزه! وما الذي عمِله في ما مضى من سنوات ؟، وكما عمل وأنجز؛ فيجب أن يُعَجَّل له بالمكافآت وبالترقيات قبل أن ينخرط في هذه المنصات، ثم يستعد بدوره هو للتجاوب بعد المكافآت والترقيات للمشاركة في الدخول إلى هذه المنصات والخوض في هذه المستجدات، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، وفي رواية : (حقه) بدل (أجره) رواه ابن ماجه،  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأجرة الموظف تشتمل على ترقياته وحقوقه ومكافآته، وإن من باب التعجيل بالخير، تحقيق متطلباته في فترة عصيبة كثر فيها الغلاء والضرائب، والكل ينهش هذا المواطن من كل جانب، نسأل الله تحقيق المطالب والرفق بكل موظف وطالب، وكل متقاعد وكل صابر على الخسائر والمصائب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى