أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

العـلاقات العُـمانية الهـندية في كِتاب..

 

العـلاقات العُـمانية الهـندية في كِتاب..

 

قد يقول البعض أنّ علاقات الشُعوب لا تُقاس بِعُمر السِنين، واتّفِق مع ذلك الرأي رَغم أنِي اعْتَقد أنّ العُمق التاريخي مُهِم جداً خصوصاً إذا كانت تلك العلاقات مع عُمْقها وعَراقتها لمْ تَشهد إلّا الازدهار والتَعاون والثِقَة والعلاقات العُمانية الهندية هيَ خير مِثال للعلاقات الطيبة المُزدهرة مُنذ آلاف السِنين وهيَ نموذج جميل للانْسِجام والْتِقاء حضارات مُختلفة بِتَنوّع ثقافاتها وتعدّد قِيَمها وتشابُهها في أوجه أخرى.

وقد دشّنت سفارة الهند بمسقط مساء الأحد 26 سبتمبر 2021 كتاب “العلاقات العُمانية الهندية عبر البحر والفضاء ” في حَفل بَهيج رعاهُ سَعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام وبحضور السفير الهندي مونو مهاوار وعدد مِن الدبلوماسيّين والإعلاميّين.

الكتاب يَختصر ألْفِيّات مِن العلاقات العُمانية الهندية والذي ألّفه كل مِن الكاتبَيْن الهنديَّيْن سامويل كوتي وسانديا راو ميهتا، ونشرت جريدة عُمان أوبزيرفر مُلخصاً له بالإضافة إلى طباعته وجاء بمناسبة مُرور سِتين عاماً على بداية العلاقات الدبلوماسية الحديثة بين عُمان والهند، وتزامُناً مع الاحتفال بعيد الاسْتقلال الخامس والسبعين لجمهورية  الهند  والروابط التاريخية الوثيقة بينَ البلدين العريقين المُتشاطِئَيْن على المُحيط الهندي والمُطِلّيْن على بَحرين كبيرين ـ بَحر عُمان الكبير وبَحر الهند الغربي ـ وكلا البَحْرَين قديمين قَدْم التاريخ نفسه واسْتمرت علاقة هذيَن البَحْرَيْن عبر آلاف السِنين وقَدّرها المُختصون إلى ما يَزيد عَن خمسة آلاف سنة قبْل الميلاد ، تلكَ العلاقة المُتجذرة لم تأتِ وليدة سنَوات قليلة أو حتى قُرون بَلْ هيَ عَمِيقة وتاريخية تَمُدّها الروابط التجارية البَحرية الوُدّية المُسْتمرّة ليومنا هذا بوسائل الدَيْمومة، وسَلطنة عُمان كانَت مِن أوائل الدُول التي دَعَمَت وأيّدَت حُصول الهند على عُضوية دائِمَة في مَجلس الأمْن الدُولي، وهذا دليل على الثقة المُتبادلة والتعاون الوثيق بين البلدين الصديقين.

وقد رَصَد المؤرخون وثائق ذاتَ أهميّة كبيرة تاريخياً بينَ البلدين مِنها مُذكرات التَفاهم، واتّفاقيات الدفاع التجاري الثنائية، واتفاقيات الشراكة الاستراتيجية والاستثمارات.

وأنا إذْ أدعو جميع العُمانيّين المُهْتمّين للاطّلاع على هذا الكتاب الجديد والمُهِم تاريخياً وتوثيقياً وأشُد على أيْدِي وزارة الاعلام مُمَثّلة بسعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام لاهْتمامه الكبير بهذه المُناسبة المُهِمّة لِشَعْبي وحُكومتي البلدين الصديقين والمُعَبّرة عَن عُمق تلك العلاقة الاستراتيجية الحيوية خصوصاً وأنّ الهند تُمَثّل حالياً أحَد أكْبَر الاقْتِصادات العالمية وتَحتل بموقعها الحيوي وعدد سُكانها المرتبة الثانية بَعد الصِين كقوة بشرية واقتصادية، يُقابلها الموقع الاسْتراتيجي المُتميز للسَلطنة ومَوقعها المُهِم في خارطة العلاقات العالمية بعلاقات قويّة ووثيقة مع كُل دُول العالم مِمّا أهّلَها دوماً لِلُّعْب دور الوسِيط النَزيه والمَوثوق في أهَم النزاعات التي شَهِدتها المنطقة والعالم.

إنّ السَلطنة بِحُكْم الموقع الجغرافي والحضاري والثقافي تُعْتَبر الأقْرَب عربياً إلى دولة الهند وتُشَكّل صديقاً قديماً وحَلِيفاً جديداً على خارطة التَحالفات الجديدة ، نظراً لأهميّة موقع السَلطنة البَحْرِي المُشْرِف على البِحار الهامّة في أمْن التحالفات الإستراتيجية بالنسبة للهند .

وختاماً .. يَحق لي أنْ أتساءل ، لماذا لا يَقوم كُتّاب وباحثون ومُؤرّخون عُمانيون ومُدَوّنون للتاريخ العُماني قديماً وحديثاً بِتوثيق تاريخ علاقات السَلطنة بالهند وبِدُول أخْرى كتلكَ الكُتُب التي تمّ توثيقها والاحْتفاء بها  لتكون مَرجِعاً تاريخياً وثقافياً شامِلاً ، على أنْ تَشْتَمِل تلكَ الكُتُب على فَترات العلاقات التاريخية وعَن العُمانيّين الذينَ سَكنوا مُدن تلكَ الدُول المُتشاطئة معَ بَحر عُمان الكبير والعَكْس صَحِيح أيضاً عَن الجاليات التي اسْتقرت بالسَلطنة مِن تلكَ الدُول؛ فهناك في التاريخ لحظات تُعتبر نُقاط تَحَوّل كُبرى إذا أهْمَلْناها تُنسَى وتَضِيع، فَتَضِيع مَعها حُقْبَة تاريخية وتَضِيع مَعها أجْيال وإنْجازات تلكَ الحُقبة، وعُمان اليوم تَبْذُل جهوداً جَبّارة لاسترجاع صَفحات تاريخها الناصِع والتَلِيد لِتَسْتَنِد عليه في بِناء غَدٍ مُشْرِق ومُسْتَقبل زاهِر بإذن الله.

تعليق واحد

  1. بماذا تتميز العلاقة الهندية العمانية عن غيرنا برغم العمق التاريخي لهذه العلاقة الضارب في القدم ان لم يكن غيرنا افضل في العلاقات معهم كعلاقتنا بايران ماهو المتميز معنا عن غيرنا العمق التاريخي تقصد بله واشرب ميته.
    اين البضاعه الهندية او الإيرانية اين الاسواق المتخصصة للبلدين ماهي المشاريع المشتركة معهم وماهو حجم الاستثناءات تقصد مصنع السماد مع الهند اغلبها مشاريع لم ترى النور، انظر حولك .. ماقدمته عمان من تضحيات لتلك الدول افضل بكثير عنهم لو حصل اى اشكال سياسي معهم لا تجد اي تعاون منهم والامثلة كثيره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى