أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

تـرقّـبـوا..

حبيب بن مبارك الحبسي

 

تـرقّـبـوا..

 

لسنا بحاجة لأن يضعنا أحد في طائلة “ستسمعون أخباراً تسعدكم وتفرحكم”، و لسنا قلقين لهذه الدرجة .. وليس من طبعنا أن ننشغل ونكون في حالة ترقب من خلقنا يدبر أمرنا .. نحن نعتمد في رزقنا على الله الخالق الرزاق الذي بيده كل شيء ولهذا لا تشغلونا بأخبار “ترقبوا” .. أصبحنا غير مكترثين لتغريدات لمثل هذا النوع ما يحدث نعتقد فيه الخير هذا هوه طبعنا.

كل ما يدور حولنا من أحداث ومستجدات نعيشها ونتفاعل معها .. وطالما تولى أمرنا سلطان البلاد حفظه الله ورعاه فنحن على ثقه يعمل من أجل مصلحتنا ويسهر على راحتنا .. لا تضعونا في خانة ترقبوا اتركونا نعمل ونكيف أمور معيشتنا .. بهدوء.

اليوم أصبحنا مع التغيرات العالمية نرى .. ونترقب .. ونفهم .. ونشارك .. ونحس، وما يحدث في العالم يصلنا ونتعامل معه لنتكيف .. وهذه الأحداث فيها من الدروس والعبر ما يكفي .. ولهذا فالأمر لا يحتاج الى أن نشغل “الخير جاي” .. المؤمن طبعه التفاؤل.

حدث أن أحد الأصحاب أرسل في مجموعه واتس أب تغريدة لأحد المشاهير تحمل في طياتها ترقبوا أخبارا جديده يوم الأحد .. تسعد الشعب .. وخص نوع الخبر .. تداخلت معه بلغة لماذا لا تنشر مثل هذه الأخبار عبر القنوات الرسمية أثناء حدوث الحدث .. وذكر مبرره الذي لم يشبع فضولي أو قناعتي .. المواطن معزز ومكرم لا ينحني رأسه إلا لخالقه .. مؤمن بقضائه وقدره .. وهكذا تربينا وتعلمنا وهذه سمات الإنسان العماني .. أصيل في تعامله مع كل المواقف .. ولا يتلهف إلى وضعه في هذه الخانة .. لهذا لا تشغلونا بـ”ترقبوا”.

مثل هذه الأخبار نعتقد أنها تسعد المواطن  عندما تحدث عبر القنوات الرسمية في حينها .. سيتفاعل معها المواطن فرحاً ودعاءً .. وتقديراً للجهود المبذولة في الارتقاء بمعيشة المواطن .. ويقدر كل ما يبذل في شأنه.

بعض المواضيع أدركنا أنها لم تكن بمحض الصدفة؛ بل تم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي .. اليوم نحتاج إلى الشفافية في الطرح لدينا المنابر الرسمية التي تتيح لنا نقل كل ما يدور ويراد، ولدينا منطق الواقعية في التعامل مع كل الأحداث والمواطن أكبر من أن تحركه مشاعر تغريده فرد.

وآن الأوان بألّا يترك لمشاهير التواصل الاجتماعي يغردون في ما يخص مصلحة المواطن، ولا يشغلون المواطن في أخبار قد يستجد فيها شيء وقد يتراجع عنها لمرئيات قبل صدورها .. فليسبح أصحاب السوشيال ميديا في القضايا الأخرى .. أهم شيء هو أن يبتعدوا عن ما يمس مصلحة ومعيشة المواطن؛ لنا رجاء في ذلك وكما قلنا اتركونا من : “ترقبوا أخباراً تفرح وتسعد” فأصبحنا لا نستسيغ قراءتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى