أصداء وآراء

دور مدير المدرسة في المنظومة التعليمية..

الإعلامي/ محمد بن خميس الحسني
alhassani60536@gmail.com

دور مدير المدرسة في المنظومة التعليمية..

أستطيع أن أسميه المجاهد في مدرسته في بيته الثاني في بيئته التي يلازمها ربما أكثر من بيته الأول، يناضل ويصمد من أجل توصيل أمانة قد أؤتمن عليها حِمْلُها ثقيل.

أمانة شاقة لدرجة أن هناك من هرب منها رغما عنه لخوفه من التقصير وربما الهروب من الواجبات المناطة به والتي ربما تثقل كاهل طاقته ولا يستطيع التجاوب معها.

هو من يدير مؤسسة ومسؤول عنها وعن من فيها وما فيها من طاقم إداري وفني وطلبة تتجاوز أعدادها في بعض الأحيان الـ (600) طالب وأصول منقولة وغير منقولة وخدمات، وقس على ذلك .. إنه ذلك الوطني المحب لوطنه، الرائع في بيته الثاني، إنه مدير المدرسة ذكراً كان أو أنثى.

مدير المدرسة هو من يأتي لزاما باكراً لمدرسته، هو من ينطم خط سير عملية التعليم في مدرسته، هو من يعطي إشارة البدء باليوم المدرسي، وهو المسؤول الأول عن متابعة المعلمين إداريا ومتابعة الطلاب، حتى مع أن هناك مساعدين للمدبر كمدير المدرسة المساعد، والإختصاصي الإجتماعي واختصاصي أنشطة طلابية، لكن يبقى المدير هو المسؤول وهو المرجع، ولدى المدير أو المديرة تكليفات عدة ومتابعة من قبل كل مديرية تعليمية في المناطق تمثل وزارة التربية والتعليم.

ضيوف يأتون من خارج الوزارة أو من الوزارة لابد أن يلتقي بهم المدير، حتى المواضيع التي تخص الطلبة من مشاكل وغيرها الموكلة للمدير المساعد أو للإختصاصي الاجتماعي فإن كثير من أؤلياء الأمور يطلبون تدخل المدير.

مراقبة المدرسة داخلها وخارجها على مدير المدرسة، قد يقول قائل : إن المدير ليست مسؤوليته مراقبة المدرسة أو غيرها من المرافق!! نرد عليه بالقول : عند حدوث مشكلة ما لطالب في المدرسة أو يحدث تخريب في مرافقها، أو عطل في خدماتها وغيرها من المشكلات، هنا لمن يوجه اللوم والمساءلة التي قد تأتي من المديرية أو الوزارة وربما تصل لجهات رقابية ومحاسبة !!، بلا شك ستوجه إلى مدير المدرسة فهو ربان السفينة.

يتحمل المدير كل ذلك، لذا لا نستغرب عندما نرى العديد منهم يترك مهمة المدير ليتحول إلى إداري بوظيفة فنية أو إدارية، يفر من تلك المسؤوليات العديدة التي لو قسمها أو وزعها على من يساعده لن ينفك منها.

إذا أتينا  لأؤلياء الأمور وتعاونهم مع مدير المدرسة، سنجد أن هناك المتعاونين والمواظبين على متابعة التحصيل الدراسي لأبنائهم وقد يكونوا أعداد قليلة، وكثير منهم لا يسألون عن أبنائهم، وعندما يُخْفِقون في التَّعَلُّم، أو تحدث لهم مشكلة لا دخل للمدرسة فيها يُحَمِّلون المسؤولية لمدير المدرسة.

وإذا جئنا لنقدر دور مدير المدرسة ونميزه عن غيره من طاقم المدرسة، فبأي شئ نميزه أو نقدر جهوده ؟!! بعلاوة الإدارة المدرسية التي لا تفرق إلّا قليلا عن علاوة التدريس ؟!! ولا تساوي شيئاً مقابل الجهود التي يبذلها، والضغوط النفسية التي يتحملها، واللوم والعتاب الذي يوجه له من هنا وهناك !!.

فأيها المدير المجتهد لك الأجر من الله سبحانه وتعالى ومن تقدير الناس وحبهم لك، فاستمر في العطاء مهما كانت الصعاب، إستمر في التميز والنشاط مهما كانت الظروف حولك قاسية.

هناك مدراء ومديرات مدارس ننحني لهم إحتراماً وتقديراً لما يبذلونه من جهود، ولما يتحلون به من صبرٍ وتفانٍ وإخلاص رغم كل ما يواجهون.

هنا نختم حديثنا برجاء صادق من وزارة التربية والتعليم، بأن تهتم بالكوادر النشطة والمتميزة من أؤلئك المدراء المجيدين في إدارة مدارسهم، وبالدعم والتحفيز المعنوي والمادي لنخفف من فقدان الخبرات والكفاءات التعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى