أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

وكأن الجـرح يلـتـئـم..

ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

مدربة ومحاضرة في مجال اكتـشاف الذات

وكأن الجـرح يلـتـئـم..

هل لاحظت يومًا كيف يؤثر فيك اللطف عندما تمر بأيامٍ عصيبة؟إ

بحث حولك، لترى بأم عينك، كيف يلملم اللطف واللين آلامك كحضن أم حنون.

عزيزي القارئ جميعنا نقاوم في الحياة ونعيش تفاصيل مبهمة المعالم بالنسبة لمن حولنا؛ لنحيا الحياة التي نرجوها وكما تمنيناها.

نحن حقًا أقوياء حتى وإن أبى العالم أن يعترف بذلك.

قد يعترينا الضعف والوهن أحيانًا، وتأبى نفوسنا أن تطلب المساعدة، وإن كانت تلك صفة مؤذية لقلوبنا إلا أن الله أرحم بنا منا.

يرسل لنا رحماته في هيئة بشر تملأ قلوبهم الرحمة والمودة والإنسانية.

متى شعرت أنك لست بخير، أرجوك لا تقاوم، فقط اركن إلى أحدهم بلطف.

اقتبس من لطفهم ما ينقذ روحك، أنت بطل قصة أحدهم، لا يليق بك أن تهزمك أحزانك، وتضعف طاقة العطاء عندك

أدري أن قوتك التي تظهرها لا تسمح لك بإظهار جانبك الإنساني دومًا، كأنه لا يليق بك أن تكن عاديًا، كأن عليك طوال الوقت أن تكون من الأبطال الخارقين.

لكن تذكر أن ذلك الجرح الكامن بداخلك، وأنت ترفض الفصح عنه، هو مثل الجرح الخارجي بل وهو أسوأ، الجرح الخارجي قد يتلوث ويزيد الألم فيه إن لم يتطهر ويغلف بطريقة لطيفة حتى يخف الضرر.

أما جرحك الداخلي فهو كارثة إن لم تقرر معالجته فهو كالثقب الذي تتسرب منه أي فرحة تغمر قلبك، ومع الوقت أي شائبة تصادفك تزيد من ضرر هذا الجرح.

 عليك أن تبحث عن نقاط حانية حولك.

أشخاص لطفاء ذو كلمات طيبة تحتضن قلبك بلطف.

لتهدأ نيرانك، وتنطفئ جذوة غضبك، لتتمكن من مجابهة التحديات القادمة بكامل طاقتك.

إن أردت حقًا استراحة محارب، فعليك بحسن اختيار صحبتك حينها.

لا تركن إلى أشخاص تظن أنك تحبهم، اذهب لمن يهدوك الحب اهتمامًا دون انتظار المقابل منك.

حقيقي أننا دومًا نبحث عن كل ما هو صعب، ونتلذذ باقتنائه ونتمسك به، وتنجرح قلوبنا لتجارب قاسية، وأشخاص أفلتوا أيدينا في أوقات عصيبة، بينما دومًا وأبدًا هناك من ينتظرنا في الركن البعيد الهادئ.

رتب من حولك..

لا تنظر بعينك فهي ذات نظرات قاصرة جدًا.

ابحث من عميق طيات قلبك..

ابحث عن أشخاص لست مضطر أن تتكلف في تصرفاتك بحضورهم، أشخاص يمكنهم أن يتفهموا صمتك، ويبكون لضحكاتك لأنهم يدركوا أن خلف تلك القهقهات أنين لا ينضب.

سلم رايتك .. واغمض عينيك .. وخذ نفس عميق تُرد به الروح لروحك.

اسكن .. اسكن بقلبك بقرب من يحبك حتى تشعر وكأن الجرح يلتئم.

لا عليك..

ليس عليك دائمًا أن تكن في المقدمة، ربما أحيانًا علينا أن نستظل بهامة أحدهم، ونسترخي، حنى تطمئن قلوبنا.

صحيح أن حروبنا مستمرة، ولكن لا بأس في القليل من الأمان، لتتمكن قلوبنا من المقاومة.

وتذكر أنت الأمان للكثير من حولك، أنت المعطاء المهتم بالتفاصيل، أنت الشخص الذي يتحسس كلماته حتى لا تصيب موقع يجرح الآخرين، أنت تعرف جيدًا أنك تستحق ذلك الحب الذي تهبه للآخرين، فلا بأس من أن تعيش تجربة الأخذ ولو لمرة واحدة.

وفي الختام..

السلام على قلبك أينما حل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى