أصداء وآراء

 أَوْصِـدوا الأبـواب أمـام «بـيـئات العـمـل المـسـمـومـة»..

الكاتـب/ أ. عـصـام بن محـمـود الـرئـيـسـي

مـدرب ومحاضـر فـي البـروتـوكـول والإتـيـكـيـت الوظـيـفـي

 

 أَوْصِـدوا الأبـواب أمـام «بـيـئات العـمـل المـسـمـومـة»..

 

بيئة العمل من البيئات الخصبة التي يمكن أن تنتشر بها العديد من السلوكيات الوظيفية الغير محمودة .. (إذا فتحت لها الأبواب !!) وهو أمر طبيعي في ظل طموح الموظف وطرق الوصول الى الأهداف من خلال الصراع الوظيفي وكذلك نظراً لاختلاف البشر في عاداتهم وثقافاتهم وتربيتهم وصفاتهم الوراثية، ولكن الأمر الغير طبيعي عندما تفتح تلك الابواب على مصرعيها بدون حسيب ولا رقيب، وأن تتحول تلك الصراعات الى بيئة عمل مسمومة وسمومها تقضي على الأخضر واليابس في المؤسسة، وهنا تكمن المشكلة وستصبح بيئة العمل طاردة  ومنفرة ويصعب مزاولة العمل بها، وعلى الرغم من ذلك يجبر الأفراد بالبقاء فيها حفاظا على وظائفهم في تلك المؤسسات ولتوفير لقمة العيش الكريمة لأسرهم.

ومن الواضح أن الوقت الذي نقضيه في مكاتبنا من خلال بيئة العمل أكثر بكثير من الوقت الذي نقضيه مع أُسرنا، ونحن بحاجة ماسة أن تكون أرواحنا هادئة وفكرنا متوقد لاستمرارية الانتاج  في المؤسسة بدون أي تنغيص وتنكيل !!

فما هي بيئة العمل المسمومة ؟؟ وكيف تؤذي المؤسسة وتؤذينا ؟؟ وكيف نتعرف عليها  لسد الأبواب أمامها ؟؟!!

أسئلة عديدة سوف نحاول الإجابة عليها من خلال هذا المقال بإذن الله تعالى..

ما المقصود ببيئة العمل المسمومة ؟؟

هي تلك البيئة التشاؤمية التي يكثر بها الأفراد ذو الشخصيات الذين يتصفون بالتذمر واللوم والعتب والسخط على كل أمر يحدث في المؤسسة سواء أكان سيئاً أو حسناً، ويرى الموظف مكانته فيها بلا طموح ولا هوية مؤسسية ومن أهم صفاتها ما يلي :

  • غياب المصداقية والشفافية بين أفراد المؤسسة وزعزعة الثقة بينهم والمسؤولين مستخدمين وسائل منها الكذب والتزوير والغش والخداع، والبحث عن أخبار وسلبيات الآخرين، وحياكة روايات خيالية لا تمت للواقع بصلة هدفها ايقاع البعض في مآزق وتشويه السمعة.
  • تسعى إلى تشويه سمعة المواطن والوطن، والتقليل من شأن الإنجازات والمشاريع الوطنية التي تم تحقيقها، وتضع من قوانين الدولة شماعة تعلق بها فشلها ناهيك عن استفحال المؤسسة بالفساد والمحسوبية.
  • تمجد السيئ والفاشل من الموظفين أكثر من المبدعين وذلك لقتل طموحهم وأبداعهم وقد تصل بالمبدعين الى مرحلة الإحباط.
  • تقف عائق أمام النجاح الذي يسعى اليه أفراد المؤسسة وتحاول تعطيله بحجج واهية لا مبرر لها.
  • غياب الإنتاجية في العمل بسبب ما يغلب عليها من تسويف وتأخير في العمل والإنجاز، ومبتعدة ببذلك عن صنع وتحقيق الاهداف.

كيف تعرف بأنك في وسط  بيئة عمل سامة ؟؟

  • التصرفات السلبية الصادرة من الرؤساء والمرؤوسين على حد سواء.
  • عدم رضى المجتمع من الخدمات المقدمة من المؤسسة.
  • التوتر المستمر والعصبية الزائدة والإنفعالات لأتفه الأمور والأسباب من قبل الرؤساء والمرؤوسين.
  • عدم الإهتمام بإنتاجية المؤسسة.
  • وضع المصلحة الشخصية فوق المصلحة العامة في المؤسسة.
  • الإهانة المستمرة من قبل المسؤولين كالصراخ أو توجيه الكلام السيئ لمرؤوسيهم بدون سبب أو مبرر طوال الوقت.

كيف نجعل من بيئة العمل المسمومة بيئة عمل سعيدة ؟

هنالك رأيان يؤمن بها بعض البشر بشكل عام :

– فالرأي الأول : هم من يفضلون السكوت والتجاهل عند رؤية أي تصرف خاطئ ليتجنبوا بذلك التورط في مشاكل هم في غنى عنها.

– ويرى آخرون : أن الصمت تجاه التصرفات والسلوكيات السيئة في بيئة العمل هو نوع من المشاركة فيها ووجب مواجهتها والتدخل في وضع الحلول المناسبة لها.

لإيجاد بيئة عمل سعيدة لا بد وأن يكون هنالك إقتناع وإدراك تام من قبل المسؤولين في المؤسسة بأن بيئة العمل السعيدة لها مردود إيجابي للمؤسسة وأفرادها ولا بد من كل المعنيين البحث عن أي وسيلة لتحقيق تلك السعادة الوظيفية، وذلك لما لها من انعكاس إيجابي على نفسية الموظف وإنتاجه في العمل وبكفاءة.

هنالك العديد من المؤسسات الكبرى والتي أثبتت وجودها في عالم الاقتصاد وتقديم الخدمة انطلقت من استراتيجية  الاهتمام بالموظف وأوجدت اساليب مبتكرة للنهوض بالمؤسسة الى عالم إنتاجي متفرد وضعتها في مصافي الشركات والمؤسسات واصبح يشار اليها بالبنان.

إن النقاط التالية توضح بعض المقترحات والتي من السهل تطبيقها، والتي قد يكون لها الأثر الإيجابي والإنتاجي على الموظفين والمؤسسة :

  • الاهتمام بالولاء المؤسسي وتعزيز قيم المواطنة والمحافظة على المصالح الوطنية، وتغليبها، واسترخاص المصالح الأدنى كالمصالح الشخصية.
  • تخصيص ميزانية ثابتة سنوياً من أجل تطبيق أفكار وابتكارات الموظفين خاصة تلك التي لها مردود مادي على المؤسسة.
  • رعاية الموهوبين هو مفتاح لضمان تقدم المؤسسة وازدهارها المستقبلي فالشباب حديثي التخرج هم من لديهم الآلية المستقبلية المطلوبة لتطوير المؤسسة.
  • التمسك بالموظفين المبدعين وخاصة التقنيين منهم والمحافظة على بقائهم في المؤسسة وتحصينهم وظيفيا تجنبا من انتقالهم الى مؤسسات أخرى.
  • الاهتمام بالتأهيل والتدريب وصقل المهارات لتتماشى مع التطور المتسارع في عالم التقنية ومهارات تقديم الخدمة.
  • التحفيز المستمر لما له من نتائج مذهلة للمؤسسة، وتجعل منها بيئة عمل ملهمة.
  • التواصل المستمر مع الموظفين وزرع المحبة بينهم من خلال المناسبات المختلفة وتنمية روح العمل الجماعي .

وعلى الخير نلتقي وبالمحبة نرتقي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى