أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

هل الفشل طريق للنجاح ؟!..

محمد بن خميس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

هل الفشل طريق للنجاح ؟!..

 

قديمًا كان ينظر البعض لمن يصادفه الفشلفي أي جانب من جوانب الحياة ولو لمرة نظرة دونية محبطة بدءًا من الأسرة فالمجتمع، ويوصف بأنه شخص فاشل بمجرد رسوبه في المدرسه أو في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة، وما زالت تلك النظرة موجودة ولكن بمستوى أقل من السابق.

ومما لاشك فيه أن تلك النظرة كانت تؤثر تأثيرًا سلبيًا في بعض الأشخاص؛ لذا وجدنا بعضهم يستمر في فشله حتى آخر عمره، وفي المقابل هناك أناس يتعرضون للفشل مرات عدة وفي الأخير ينجحون، بل هناك من يتفوقون بجدارة َواقتدار، ويتحول الواحد منهم من فاشل إلى ناجح بل متفوق ومبدع ومتميز، على سبيل المثال من طالب فاشل في مراحل الدراسة الأولى لمحاضر في أرقى الجامعات، ومنهم من وصل لدرجة ومستوى رفيع في مجال عمله، وهناك من فشل في بداية مشروعه التجاري ثم أصبح رجل أعمال يشار إليه بالبنان …وغيرهم كثير .

الفشل هو الخوف من النجاح يصاحبه نقص في العزيمة والإرادة والثقة بالنفس، ولو لاحظنا قليلًا على الأشخاص الذين يدخلون في منافسة وهم قلقين؛ معظمهم نتائجهم ليست ناجحة؛ لكن البعض يستعيد الثقة في نفسه فتقوى العزيمة لديه ويعيد الكَرّة ويكرّر التجربة والخوض في المنافسة لعدد من المرات إلى أن يصل لدرجة النجاح بل والتفوق عند بعض.

وهنا نستتنتج؛ أن الفشل بداية النجاح رغم ما مر به ذلك الشخص الفاشل بداية من ظروف قاهرة وإحباطات نفسية بسبب إصراره للنجاح وإبعاد الخوف من نفسه والتصميم على تحقيق ما يحلم به من آمال وتطلعات مستقبلية مجيدة يستطيع من خلالها تحقيق أهدافه ويرضي ذاته.

شواهد وأمثلة حية في مجتمعنا لمجموعة من الناس كانت في البداية فاشلة بدرجة كبيرة، وفي النهايه تجاوزة الفشل وأثبتت لأسرها وللمجتمع أن الفشل يتحول بالإرادة والثقة بالنفس والإصرار إلى عامل من عوامل النجاح.

لكن هناك تساؤل يتبادر إلى ذهني هو : هل ينبغي علينا جميعا أن نمر بالفشل حتى نتقن فن النجاح ؟!!.
شخصيا أرى أن الإجابة عليه هي : لا؛ ليس بالضرورة أن تفشل لنتعلم النجاح؛ لأننا إذا كنا من الأشخاص المثابرين المجتهدين الذين يملكون ثقة كبيرة بأنفسهم ولدينا الطموح والأهداف المحددة والإصرار على تحقيقها؛ فإننا سنحقق النجاح مباشرة دون الحاجة لإعادة المحاولة وإعادة التجربة، بل هذا النجاح سيعطينا الخبرة للانتقال إلى نجاحات أخرى بشرط أن نحتفظ بنفس الروح الوثابة والعزيمة المتقدة والأمل الكبير والطموح غير المحدود والإصرار القوي.

هـمـسـة :

رغم معرفتنا بأن الفشل لا يعتبر عائقًا لتحقيق أهدافنا؛ إلّا أن هناك من يعتريه الخوف من عدم تحقيق ما يصبو إليه من غايات وأهداف أراد نيلها وتحقيقها من أول مواجهة لظروف الحياة.

وهناك من الأشخاص للأسف من يعامل الشخص الفاشل معاملة شخص عديم الفائدة، وبأنه شخص ضعيف ولا يملك قدرات على النجاح، وأنه لن ينجح مهما فعل؛ مع علمه بأن الفشل لمرات عدة لا يعني نهاية المطاف؛ بل هو دافع وحافز حقيقي لتحقيق النجاح، وربما بداية للنجاح.

وفي المقابل هناك من الأشخاص من يستسلمون للفشل من المرة الأولى وبعضهم من الثانية لخوفهم من تكرار السقوط وعدم القدرة على النهوض مرة أخرى؛ لذا يتوقف عن المحاولة ويرى نفسه بأنه عديم القدرة على تحقيق النجاح وأن الآخرون أو فلان أفضل منه؛ فيكون حبيس الخوف والقلق وانعدام الثقة.

علينا أن نلغي من قاموسنا ما يسمى بالفشل، ونقتنع بأن الفشل هو نجاح إذا ما عززناه وحولناه إلى سلوك إيجابي فاعل.

ودمـتـم فـي ود..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى