الكاتب/ عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي

أوروبـا كـمـا رأيـتـهـا .. الجـزء (17)..

نهضنا بعد صلاة الفجر ، وعلى أنغام زغردة العصافير بأصوات جميلة شجية ، كأنها سيمفونية رائعة ، حيث لا أزيز الطائرات تزعجك ، ولا أصوات المحركات من مختلف الوسائل تقطع عليك حبل أفكارك..

هدوء يلف المكان ، استيقظنا مبكرين قبل جميع الناس هنا للاستفادة من الوقت ، اتفقنا مع الفندق مسبقاً لإعداد إفطار مبكر لطول الطريق .. إنه السادس من الشهر التاسع لسنة 2015م..

المسافة تقترب من (853) كيلومتراً بين مدينة باريس إلى ميلانو  الايطالية ، مسافة تقطعها بين الجبال العالية والوديان السحيقة ، وأنهار ذات مياه رقراقة، زرقاء صافية..

انطلقت بنا السيارة ميمّمين نحو الجنوب الشرقي للقارة الأوروبية نحو مدينة ميلانو .. وبعد سويعات من السفر بين السهول الواسعة والهضاب الخضراء ، وكل منا مستمتع بتلك المناظر الخلابة والقرى البسيطة ، وأنشطة من السياح بطائرات شراعية من أعالي الهضاب إلى المنخفضات البديعة ، كأنك في خيال وأي خيال .. هذا كأنه معلق بحبل سري .. وذاك يسبح بجناح مميز…وثالث يصارع الفضاء للوصول إلى البسيطة … رحلة ممتعة واحباب فرحون من صغير وكبير بأن هيأ الرحمن لنا هذه المتعة الدنيوية .. خيال واسع لا تكفيه هذه الكلمات القليلة وصفاً وتعبيراً .. ملاذات كثيرة .. وصور عديدة يرسمها كل على مدى سعة خياله ، وحسب معانقته لواقع الحياة..

لازال الطريق طويلا والمشوار يحتاج إلى صبر وأنت تجلس على أريكة السيارة وهي من النوع فلوكسواجن ألمانية الصنع ذات دفع رباعي تقطع الفيافي قطعاً ، مع التزامنا بالسرعة المحددة من قبل السلطة المختصة ، ونحن نسيح في هذه المروح الجميلة ، والشلالات المنهمرة من أعالي الجبال..

بدأنا الصعود التدريجي قبل أن نصل إلى نفق (مونت بلانك) ، هو النفق المؤدي الى الطريق السريع في أوروبا ، يخترق جبل مون بلان في الألب من الأسفل يربط فرنسا مع وادي أوستا الإيطالي البديع .. تمر الساعات ونحن مستمتعين بهكذا مناظر من الطبيعة ذات ألوان مختلفة..

ألتقيكم إن شاء الله في المقال القادم من الأسبوع المقبل ، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..