أصــداء منوعةقصص ، روايات

جريمة على شاطى العشاق .. الفصل الثاني عشر .. (الورقة الممزقة)..

فـايـل الـمـطـاعـنـي

كـاتـب و قـاص

 

جريمة على شاطى العشاق .. الفصل الثاني عشر .. (الورقة الممزقة)..

 

سكتت نعمة لكن لم تذرف دمعة واحدة، وكأن دموعها جفت من الحزن؛ قالت بحدة : أكيد منال قتلته !!.

وهنا لمعت عينا النقيب منى : وهل تعلمين بزواجه من منال؟!.
فأجابت نعمة : لا وهل تزوجها ؟ لقد اتصل بي وكانت هي معه، ولأني أعرف خبايا الفيلا جلست أستمع إلى حديثهما، وهي تقول له : إنني أحس بوجود امرأة في الفيلا !، وهو للأسف لا يعرف بماذا يجيبها، وفي عينيه نظرة استغراب ؟!، وأنا أيضا كنت في حيرة؛ من الذي اتصل بها واتصل بي ؟! و خرجت من الباب الخلفي وأنا أبكي دم وليس دموعاً .. هل تشعرين بذلك الشعور، زوجة تجد امرأة أخرى مع زوجها !، وفي بيته !، والغربيه أنها صديقتي ، منال صديقتي وسرقت مني زوجي !!، والمصيبة أنني لا أستطيع أن أدافع عن مملكتي أو حتى أسأل زوجي : من الذي أتي بصديقتي إلى بيتي ؟!.

النقيب منى تحاول أن تخفف عنها، وتحاول أن لا تثير شجونها؛ فقالت لها : هل منال تعرف أنك زوجة عبدالعزيز ؟؛ فقالت نعمة دون اكتراث : ليس لدي علم، يكفي أنني أعلم بذلك، وهنا قالت لها منى : أنت كنت موجودة ليلة مقتله؛ أقصد نفس الليلة التي رأيت فيها منال كانت ليلة زفافها على عبدالعزيز .
وهنا صرخت نعمة وقالت : ياله من وغد وحقير؛ كنت أتمنى أن أقتله، لقد قتلني هذا الجبان عندما خانني مع صديقتي ، ثم قالت وهي تلتفت يميناً وشمالاً : أكيد منال قتلته، هي الفاعلة، لو لم تفعلها هي لكنت أنا قتلته بيدي جراء خيانته، وغدره، لقد كان يتلاعب بي كما تتلاعب الرياح بأوراق الشجر، لقد قتلني عبدالعزيز، لقد استغفلني وتزوج صديقتي.

ظلت نعمة تبكي، ولم تستطع النقيب منى أن تكمل الحوار معها؛ فقالت مستأذنة : لا تغادري البلد ربما نطلب حضورك، أتمني أن تسمعي تحذيراتي، وإلا سنعتبرك أنت القاتلة، وسيتم القبض عليك في حال اختفائك.

خرجت منى من المستشفى وهي تبكي فقد تذكرت صديقتها هدى؛
لقد تخلت عن جديتها وحزمها وانساقت خلف عواطفها وأخذت تبكي، ولكن طرقات خفيفة على نافذة سيارتها أخرجتها من حالة الحزن؛ فإذا به النقيب محمد يتحدث إليها وفي وجهه ابتسامة جميلة : النقيب منى؛ هل فرغتي من سوالف الحريم مع الدكتورة نعمة؟.
محمد موضحاً : لقد كنت ماراً فرأيت سيارتك فعلمت أنك داخل المستشفى.
وهنا قالت النقيب منى وهي تمسح دموعها : نعم انتهيت؛ إنها ضحية من ضحايا عبدالعزيز قالتها بحزن وتأثر، ثم أضافت :
هل تعلم أن منال تكون صديقتها وقد تزوجها عبدالعزيز وهي لا تعلم؟!، وقاطعها النقيب محمد : لدي معلومات جديدة عن الدكتورة نعمة.
هل تعلمي أن عبدالعزيز تنازل عن عمارته للدكتورة نعمة ؟! هذه العمارة تساوي مليون ريال تقريبا، وللعلم الدكتورة لديها علم الآن، ملكية العمارة عليها توقيعها.
وأيضا لديها علم بزواج عبدالعزيز من صديقتها منال لا كما ادعت لك بأنها ليس لديها علم، هي أكثر الزوجات استفادة من مقتل عبدالعزيز، فلا تخدعك دموع النساء فهي دموع التماسيح أيتها النقيب.

★★★★★

مسقط تمام الساعة الثانية عشر ظهراً.
يجتمع العميد حمد بضباطه وقال محدثاً إياهم : إن هذه القضية لهي فعلا من القضايا الشائكة، وكل يوم تزداد غموضاً، فكلما نمسك خيط تفلت منا خيوط كثيرة، وهنا رفع المقدم سالم يده يطلب الحديث، فأذن له العميد حمد؛ فقال : سيدي القضية بالفعل فيها غموض، ولكننا نحرز تقدماً فيها، ولقد رجعت قبل قليل من فيلا عبدالعزيز وبعد التفتيش؛ وجدت ولله الحمد دفتر مدوناته اليومية، يبدو أنه من هواة التدوين ! فماذا كتب عبدالعزيز في مذكراته اليومية ؟، اسمعوا ماذا كتب عبدالعزيز :
في هذا اليوم نقلت ملكية فيلتي إلى حبيبتي وزوجتي منال، منال التي أعشقها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فهي المرأة التي كنت أبحث عنها طوال حياتي، يعجبني كبرياؤها، وقال ضاحكاً أظنها من سلالة ملكية، وإلا فمن أين أتت بكل ذلك الكبرياء ؟، لدرجة إذا سقط منها ريال واحد ذهبت ولم تنحني لتأخذ ذلك الريال، يا لها من امرأة ساحرة، وضحك العميد حمد وهو يقول : يبدو أنه بالفعل مغرم بها، ولكن ما علينا، لم نجتمع لكي نقرأ تغزل عبدالعزيز وكلامه المعسول لزوجته منال، حتى نابليون ذلك القائد العظيم، كان ضعيفاً أمام زوجته أوجيني، وابتسم الضباط، وأضاف العميد حمد : حسنا ماذا بعد يا مقدم سالم ؟ المقدم سالم يكمل قراءة المذكرة : لقد غضبت منى منال عندما علمت أنني لم أطلق نسائي كما قلت لها، ولا أدري من الذي أخبرها بذلك ؟!، وأصرت على طلاقهن قبل زفافنا؛ برغم أنني قلت لها أنني كتبت لك الفيلا باسمك ولكنها أصرت على طلاق زوجاتي. وطلبت منى الإذن بالحديث فأذن لها العميد فقالت : إذن منال تعرف أنه متزوج قبلها بينما بالتحقيق أنكرت ذلك، وهي من دفعته لكي يطلق زوجاته، نعمة وفايزة !!. وأكمل النقيب محمد قائلاً : هل نعمة وفايزة مطلقات ولسن على ذمته ؟ إذن هذا الذي منال تحضر إليه في الفيلا وتخرج غاضبة؛ لأنها علمت أنه لم يطلقهن؛ وأيضا أنا مستغرب لماذا يتنازل عبدالعزيز عن أملاكه لزوجات هن في ذمته ؟ ولكن الآن علمت السبب؛ إرضاؤهن بالتأكيد.
المقدم سالم : صحيح بس السؤال من الذي وشى به وأخبر منال أنه لم يطلق زوجاته؟!!.
إسمعوا ماذا كتب أيضاً لقد أجبرتني على طلاق نعمة وفايزة، ولكني عوضتهما بالتنازل عن العمارة لصالح نعمة وعن المزرعة لصالح فايزة.
طبعا هو تنازل عن عقاراته لزوجتيه قبل مقتله بساعات، وهذا الذي جعل نعمة وفايزة تحضرا إليه في اليوم نفسه؛ حيث قدم لكل واحدة ما تنازل عنه.
ولكن من سوء حظ نعمة أن منال حضرت قبل أن تخرج فسمعت حديثها معه وعرفت أنه سيتزوج في الليلة نفسها.

من الذي اتصل على منال وقال لها بأن إحدى زوجاته معه ؟!!؛ هذا سؤال آخر متعلق بالسؤال السابق.
المهم آخر ورقة من المدونة ماذا كتب فيها.
لقد كتب : أنت حياتي، والشمعة التي لم تنطفئ، انت سر سعادتي، تحياتي الأبدية لك يا ……. وهنا مزقت الورقة!!؟
يا تري ماذا يقصد عبدالعزيز بهذه العبارات ؟! وهل منال لها علاقة بكل هذا؟!.
قالت النقيب منى : منال المستفيدة من كل شي طلاق نسائه، وإهداء الفيلا لها، وأيضا الفوز بالزوج وحدها.

يـتـبـع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى