فـايـل الـمـطـاعـنـي

قـاص وكـاتـب

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الثالث عشر .. (الماضي)..

يضيف العميد حمد بعد أن قرأ المقدم سالم المذكرات قائلاً : إذن هذه المذكرات تقود وبصريح العبارة منال إلى سمائل* مباشرة، وأيضا تخبرنا أنها المستفيدة من موت زوجها؛ في حين أعتقد وطبعا لست متأكدا بأنها آخر امرأة تريد لعبدالعزيز الموت، لقد كانت ليلة زفافها؛ فهل تعتقدون أنها خرجت من عند المزينة* وبكامل زينتها وذهبت وقتلت زوجها، ثم جلست تنتظره بحرارة، وأجابت النقيب منى : قطعآ لا هناك من أراد أن يحرق قلبها عليه، ومنال بكبريائها لا تعرف أن القاتل قتلها عندما قتل عبدالعزيز.

★★★★★

بيت الدكتورة هدى..

بعد أن تناولت هدى طعام الغداء مع والدتها، نهضت وكأنها تذكرت شيئا ما : آخ لقد نسيت أن اتصل بصديقتي منال أخذت تلفونها وطلبت رقم معين وجلست تنتظر الرد من الطرف الآخر، ولكنها لم تتلقي ردآ، والدتها جلست بجوارها ماسكة صحن الفواكة، وتقول : بمن تتصلين يا ابنتي؟!.

هدى تعاود محاولة الاتصال وترد على والدتها : بصديقتي منال منذ ثلاثة أيام أحاول الاتصال بها وهي لا ترد، ثم جلست بجوار أمها والقلق والخوف على صديقتها قد شغلها وتملك منها، ولكن بعد فترة هدأت، وقالت : لعل المانع خير.

فقالت أمها : يا ابنتي لعلها مشغولة، هل هي طبيبة مثلك ؟ ضحكت هدى وقالت : يا أمي كم مرة أخبرك عنها أنها معلمة إبنة الطبيب المعروف غازي أبن محمد، ثم أكملت قائلة : منذ فترة أخبرتني أنها سوف تتزوج خلال هذه الأيام، يعني منذ ايام قلائل كان زفافها، ولكن موت عبدالعزيز عزلني عن العالم، آآه نسيت أنها عروس، وبالتالي لا أظنها سوف ترد على اتصالاتي المزعجة.

كانت صالحة، صامتة وهي تستمع لابنتها دون أن تتفوه بكلمة واحدة، ورجعت هدى إلى حزنها قائلة : لم أتصور أن أجد جثة عبدالعزيز في طريقي، ولمحت صالحة دموع ابنتها على وشك السقوط، حضنت ابنتها ثم قالت لها : لا تبكي يا حبيبتي هذا قدره، ثم قالت لنفسها : آآه يا حبيبتي وما أدراك ما الأقدار، ثم تركتها وأتت بصحن الفاكهة واخذت تفاحة وقطعتها إلى أجزاء وأعطت ابنتها الجزء الأكبر من التفاحة وقالت لها محاولة أن تنسيها أمر عبدالعزيز ومصيره.
الوالدة صالحة : من أين تعرفتي على صديقتك منال؟!.
ضحكت هدى بعد أن اكلت جزءاً من التفاحة قائلة : منال تعرفت عليها في إحدى المناسبات الطبية، ولكونها إبنة الطبيب غازي بن محمد، وهو بالمناسبة كان أستاذي بالجامعة ولتقارب أعمارنا كان من السهل تعارفنا وأصبحنا صديقتين، ومن ثم قالت وكأنها تقول سراً لأمها : كل من يرانا يقول أننا أخوات؛ فالشبه بيننا كبير جدآ، ولكن هي شخصيتها قوية، عكسي أنا الخجولة برغم أنني طبيبة، ولكنني لست جريئة مثلها، أنا أكبر من منال بعام تقريباً، ولكن منال صاحبة شخصية جذابة.

وتركت والدتها صحن الفاكهة، وقالت : أنا سأذهب لأرتاح قليلاً، لأنني في المساء سأذهب إلى الصيدلية، تعرفين عادتي الأسبوعية، لابد أن أمر على الموظفين.

هدى تقول لوالدتها : أمي إنك ترهقين نفسك كثيراً، فأنت في الأسبوع تذهبين مرتين إلى الصيدلية هناك الموظفون وهم أمناء؛ فلا تخشي شيئاً.
ابتسمت والدتها وقالت : يا ابنتي أنت تعلمين أنني متقاعدة من مهنة الصيدلانية منذ فترة طويلة، وهذا رزقنا فوالدك رحل ولم يترك لنا شيئاً، وهنا قاطعتها ابنتها قائلة : ولكني يا أمي أنا طبيبة وراتبي جيد.
ربتت والدتها على كتفها وهي تقول لها : يا ابنتي أنت تدفعين قسطاً كبيراً لهذا المنزل، والباقي احتفظي به، فأنت لا تعلمين تقلبات الزمن !!، ولا أريدك أن تكوني تحت رحمة أحد بعدي.
والآن دعيني أذهب لكي أرتاح، فعندي أشغال كثيرة هذه الليلة.

وبعد أن أغلقت صالحة باب غرفتها مدت يدها تحت سريرها، وأخرجت صندوقاً قديماً وفتحته وأخرجت صورة قديمة تجمعها مع الدكتور غازي بن محمد، وأخذت تلمس عينيه وشعره وتنظر إلى وجهه مليآ، ثم قالت : يا إلهي وكأن الزمن يعيد نفسه؛ لقد تركتني يا غازي وأنا أحمل طفلتك، وهربت لكي تتزوج من امرأة أخرى، والآن الزمن يعيد نفس الحكاية، ومع ابنتي !!؛ فلقد تركها عبدالعزيز ليتزوج ابنتك وهي في الحقيقة أختها.
لقد سترني الله ولم يفضحني وأرسل لي سعيد !. صحيح أعطيته مالاً لكي يتزوجني ويستر عليّ من الفضيحة، ولكن أمام الناس أصبحت ابنتك هدى هي ابنته؛ فعلاً الدنيا دوارة !!.
وقالت بغضب وهي تمزق الصورة إلى أربع قطع : لكن عدالة السماء اقتصت من عبدالعزيز ومنك؛ فعبدالعزبز مات مقتولاً وأصبح جيفة، وأنت ابنتك يُقْتَل زوجها ليلة زفافها، وربما تكون هي القاتلة، يعني ستذهب ابنتك إلى سمائل* لتأكل دال، ومن ثم ترافق الشيطان الى جهنم هههههههه ، وضحكت صالحة ضحكة مجنونة، تضحك وتضحك وتضحك بقهقهة عالية ههههههههه ههههههههه ههههههههه .

يـتـبـع…

تعـريـفـات :
* سمائل : سجن سمائل المركزي، السجن الأشهر في عمان يقع في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية.

* المزينة : صاحبة محل تزين النساء والعرائس.