طوكيو – أصـــداء
استقال وزير إعادة الإعمار الياباني، كينيا أكيبا يوم الثلاثاء، وأقاله رئيس الوزراء فوميو كيشيدا فعليًا بسبب فضائح، في صفعة جديدة لحكومته التي شهدت إجبار أربعة من أعضائها على ترك مناصبهم الوزارية في غضون شهرين تقريبًا.
جاءت استقالت وزير إعادة الإعمار الياباني كينيا أكيبا، على خلفية الشبهات بارتكابه مخالفات مالية، ليصبح رابع وزير يغادر حكومة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في غضون 3 أشهر.
وقال رئيس الوزراء للصحفيين بعد أن قدم أكيبا استقالته إنه اختار كيشيدا هيروميتشي واتانابي، الذي شغل منصب وزير إعادة الإعمار بين 2018 و 2019، خلفا لأكيبا.
وقال رئيس الوزراء : «آخذ الأمر على محمل الجد ومسؤوليتي عن تعيين الوزير».
لقي أكيبا، المتورط في الأموال السياسية وفضائح أخرى، دعوات متزايدة للاستقالة قبل بَدْءِ الدورة البرلمانية العادية في أواخر يناير، ليس فقط من أحزاب المعارضة، ولكن أيضًا من داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم الذي ينتمي إليه.
يُنظر إلى إقالة كيشيدا الفعالة لأكيبا على أنها مدفوعة برغبة الحكومة والحزب الحاكم في تجنب المداولات بشأن الميزانية المالية 2023، وغيرها من مشاريع القوانين الرئيسية التي تعرقلها هجمات المعارضة على الوزير.
بعد تقديم استقالته إلى رئيس الوزراء، قال أكيبا للصحفيين : إنه اتخذ «القرار الصعب» حتى لا يعرقل مداولات الدايت.
سيؤدي رحيله إلى خسائر فادحة في حكومة كيشيدا ، الذي شهد اقتراب نسبة تأييد حكومته لما يُنظر إليه على أنه «مستوى الخطر» البالغ 30 في المائة قبل سلسلة الانتخابات المحلية المقبلة في أبريل.
ومع ذلك، تجاهل رئيس الوزراء التكهنات بشأن تعديل وشيك لأعضاء حكومته لإحياء معدل الدعم المتراجع، قائلاً : إنه لا يفكر في الخطوة على الأقل «خلال نهاية العام وبداية العام الجديد».
كان أكيبا، الذي تولى منصبه في أغسطس في أول تعيين وزاري له، متورطًا في مزاعم بأنه انتهك قانون انتخابات المناصب العامة، وأساء استخدام الأموال السياسية،بينما تعرض أيضًا لانتقادات بسبب علاقته بكنيسة التوحيد.
ذكرت مجلة تابلويد أسبوعية أن أكيبا دفع حوالي 200 ألف ين (1500 دولار) لأمناء حكومته الذين يتقاضون رواتبهم لمساعدته في إعادة انتخابه في انتخابات مجلس النواب في أكتوبر 2021.
يمكن أن يشكل مثل هذا الإجراء مدفوعات غير قانونية لموظفي الحملة بموجب قانون الانتخابات.
كما اعترف النائب بأن مجموعتين سياسيتين مرتبطتين به دفعت 14 مليون ين إيجار مكتب لزوجته ووالدته بين عامي 2011 و 2020، ومع ذلك، فشلت والدته في التصريح عن الدخل الخاضع للضريبة.
ونفى أكيبا أي صلات بكنيسة التوحيد، لكنه أقر في نوفمبر أن فرع الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يرأسه دفع 48 ألف ين لكيانين مرتبطين بالجماعة الدينية في عامي 2020 و 2021 كرسوم اشتراك في المجلات.
أصبحت الروابط بين المشرّعين من الحزب الديمقراطي الليبرالي وكنيسة التوحيد، التي أسسها مناهض قوي للشيوعية في كوريا الجنوبية في عام 1954، أحد العوامل الرئيسية في خفض معدلات الموافقة على مجلس وزراء كيشيدا.
قال تيتسويا ياماغامي، المتهم بإطلاق النار على رئيس الوزراء الياباني السابق “شينزو آبي” في يوليو الماضي، للمحققين : إنه يحمل ضغينة ضد المجموعة بسبب التبرعات الضخمة التي قدمتها والدته، واستهدف “آبي” معتقداً أن رئيس الوزراء السابق له صلات بالجماعة، وفقا لمصادر استقصائية.
انخفض معدل الدعم لمجلس الوزراء في عهد كيشيدا إلى 33.1 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ إطلاقه في أكتوبر من العام الماضي، في أحدث استطلاع كيودو نيوز الأسبوع الماضي.
وأجبر دايشيرو ياماغيوا، الذي شغل منصب وزير الاقتصاد، على الخروج من مجلس الوزراء في 24 أكتوبر، بعد ظهور موجة من الكشف عن علاقاته بالجماعة، كما استقال وزير العدل ياسوهيرو هاناشي، ثم وزير الشؤون الداخلية حينها مينورو تيرادا بسبب فضائح الزلات والأموال السياسية، وكلاهما في نوفمبر.
وفي خطوة ذات صلة، استقالت ميو سوجيتا، نائب الوزير البرلماني للشؤون الداخلية والاتصالات، يوم الثلاثاء؛ حيث تعرضت سوجيتا، التي تولت المنصب الحكومي في أغسطس، لانتقادات شديدة بسبب تصريحاتها التمييزية السابقة ضد الأقليات الجنسية أو العرقية.
وعمل وزير إعادة الإعمار الجديد واتانابي، وهو عضو في مجلس النواب للولاية الثامنة، كعضو في مجلس محافظة تشيبا، شرق طوكيو، ثم فاز بمقعد في مجلس النواب في عام 1996.
بعد توليه مناصب مثل نائب وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، تم تعيين الرجل البالغ من العمر 72 عامًا وزيراً مسؤولاً عن إعادة إعمار المنطقة الشمالية الشرقية التي دمرها الزلزال المدمر عام 2011 وما أعقبه من تسونامي.
