أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

حـقـل ألـغـام !!..

الكاتبة/ ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

مدربة معتمدة ومحاضرة في اكتشاف الذات

 

حـقـل ألـغـام !!..

 

هل أنت كتوم ولا تبوح إلا بالقليل ؟.

إذًا اسمح لي أن أذكرك بأنك تحمل بين طيات صدرك حقل ألغام.

إحذر البركان على وشك الانفجار.

حتمًا الصمت في بعض المواقف يكمن فيه مجمل الخير، إلا أنه لا يتعارض مع فكرة البوح أو ما يطلق عليه بالعامية (الفضفضة).

أفرغ ما في جعبتك حتى تُكمل رحلتك بأمان، وحتى لا يؤخرك ثقل الحمل.

وإذا كنت مثلي ومثل العديد من الأشخاص لا يعرفون كيف يتعاملون مع مشاعرهم.

إليك خطوات مهمة جدًا تساعدك على التعامل مع مشاعرك، وخاصة الجزء الحزين منها :

(إسمح للألم أن يَكِن) اعترف بأنك تمر بوقتٍ عصيب، ليس الأمر كأنك تشتكي، بل تقديرًا لهذا الألم الذي يعانيه قلبك بلا حيلة،

تذكر أنه حتى الجبال العاتية الشامخة التي لا تنحني لعاصفة، ولا تلين لطوفان، يحدث أحيانًا أن يتصدع جزء من أحجارها الصلبة القوية فتتناثر.

لا بأس من الشعور بالحزن، الضرر الحقيقي للروح والقلب هو الاستمرار في العيش مع ألم الحزن من بداية الجرح الأول، لا تحرق روحك بالكتمان.

(إسمح للجرح أن ينزف) لا تهرب من ألمك وسط الجموع، لا تلهي نفسك بالمهام المنزلية والعملية والعلمية، لا تلجأ لحل مشكلات الآخرين مواسيًا روحك التي تنطفئ مع كل لحظة تجاهل لألمك بأنك تنقذ أرواحًا مسكينة بينما تَهلك روحك، قالها أيوب عليه السلام (ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).

لا تتجاهل، لا تعبر على روحك كأنك تمر على قبر عزيز.

إبكِ متى استطعت، وانس أمر أن البكاء من شيم الضعفاء، لقد بكى الأنبياء والرسل من ضررٍ قد أصاب قلوبهم.

ابكِ بلا استنزاف.

اعترف بلا شكوى.

لا تعش في دور الضحية.

تذكر أن لك دور البطولة في مسلسل أحزانك، فلولا غفلتك ما تم اختراقك.

(إسمح للتشافي أن يحدث) التشافي مضمونة القبول وليس النسيان، هناك جزء في الذاكرة يُدعى الذاكرة الشعورية، وهي عبارة عن مكان مُخزن فيه كل الخيبات و الصدمات النفسية التي ظننا أنها مرت وهي لازالت عالقة بداخلنا، لأننا لم نسمح لها بالرحيل للأسف، ساعد قلبك على أن يتعافى من ألمه كله، فلنتجاوز تلك المحنة بسرعة، تقبل فكرة أنك تعيش لحظات مريرة ولكنها حتمًا يتبعها فرج كبير تحمله رحمة الله بك، الحزن لا يليق بقلبك، اسمح له بالرحيل، أنت تستحق أن تنعم براحة البال.

(إركن إلى أحدهم) أخبر أحدهم بأنك لست على ما يرام، ودعك من فكرة نظرية المؤامرة، بأن الجميع ليسوا أهلًا للثقة، فالحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) كان يتخير من يشاركه خوفه أحيانًا، أو حزنه من أمر ما، هل نحن سنقاوم تلك الرغبة في إن يشاركنا أحدهم ذاك الألم الأصم ؟!!.

تخير القلب الذي يحتوي أنينك بحب، إن المرء يشعر بكل شيء في أعماقه، يشعر بمن توقف عن حبه، ويشعر أيضًا بمن ينتظر منه كلمة، هو فقط يأبى أن ينصت لنفسه جيدًا، ابحث حولك ستجد من هو أهل لمشاركتك هذا الألم بكل حب.

(تكلّم) لا تخسر معركتك، بعد 5 دقائق من النقاش لا يمكنك أن تعيد حقوقك التي أهدرتها بسبب صمتك في تلك الخمس، ناقش القضية في لحظتها، إما ستصبح أنت الخاسر الأكبر، لا تتكلم عن موضوع بعد انتهائه بأسبوع مثلًا، لا تستحضر كل أخطاء الماضي مع كل ذكرى جديدة للألم، إما الآن أو لا للأبد.

(لا بأس من القليل من الحب) لا تيأس من روح الله، أقبل نفسك كما هي، اغمرها بحبك الذي يحظى به الجميع إلا أنت، حاوط قلبك بقلوب محبة حقيقية، ابحث عمن يحبك لا من تحبه فضلًا وليس أمرًا، ففي الحب شفاء.

وأخيرًا وليس آخرًا تذكّر أن أغلى مواردك هي طاقتك، وأن الأجزاء الأربعة المكونة للطاقة (جسدية، عقلية، عاطفية، روحية) إذا اختلت أحدهم قلت كفاءة البقية .

القرار دائمًا وأبدًا في يدك، أنت من يعيش هذا الألم وحدك، إما أن تعيش سجين تلك الألغام، وإما أن تجازف وتبادر وتحاول التخلص من هذا السجن المظلم الوهمي. 

بدل الله أحزانكم أفراحاً..

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى