أصداء عُمانإقتصاد

وزير المالية : “ميزانية 2021” تسعى إلى الاستدامة المالية وتحقيق فائض مالي بنهاية الخطة الخمسية..

** تم إعداد الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2021م لتكون متوائمة مع أولويات رؤية عُمان 2040 ووفقًا للإطار المالي للخطة الخمسية العاشرة (2021 - 2025م) مع الأخذ في الاعتبار التوجهات والأهداف الرئيسية لتحقيق الاستدامة المالية.. ** خطة الحكومة لعام 2021 تشتمل على عدد من الإجراءات الهادفة إلى التحفيز الاقتصادي وقد صدرت التوجيهات السامية بشأنها والتي من المؤمل أن تعمل على منح دفعة إيجابية للأنشطة الاقتصادية المختلفة من أجل توفير فرص العمل وهناك جهود حكومية نحو إصدار مجموعة من الإجراءات ذات الصلة بتنظيم سوق العمل وتحفيز بيئة الأعمال.. ** انخفاض الإيرادات الفعلية غير النفطية لعام 2020م بواقع 600 مليون ريال عماني نتيجة تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) والأثر المالي لقيام الحكومة بالعديد من الإجراءات للحد من آثارها السلبية على الاقتصاد، إذ قامت بإعفاء من بعض الرسوم والضرائب.. ** جهاز الاستثمار العماني يقوم باتخاذ خطوات تصحيحية تتلخص في حل كل من المجموعة العمانية للطيران وشركة "ترانزوم" بحيث تستمر في العمل شركتان هما الطيران العماني والشركة العمانية لإدارة المطارات..

أصــداء – العمانية |  أكد معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية أنه تم إعداد الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2021م لتكون متوائمة مع أولويات رؤية “عُمان 2040” ووفقًا للإطار المالي للخطة الخمسية العاشرة (2021-2025م)، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات والأهداف الرئيسية لتحقيق الاستدامة المالية وتخفيض حجم الدين العام وتحقيق معدلات نمو اقتصادي تُسهم في تشغيل القوى الوطنية ومواصلة تعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص في مسيرة التنمية.

وقال معالي وزير المالية في حديث لوكالة الأنباء العمانية : إنه تم اتخاذ حزمة من المبادرات الهادفة إلى تحسين الأداء المالي واستدامته لعام 2021م وتعزيز وتيرة النمو الاقتصادي بما يتماشى مع توجهات وأهداف الحكومة في سياسات التطوير المالي والاقتصادي الذي يحقق التوازن المالي في الأجل المتوسط والطويل ، منها استمرار تنفيذ مبادرات خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020-2024) ودراسة إعداد إطار عام لقانون الدين العام إلى جانب إنشاء حساب الخزانة الموحد استكمال مراحل تطبيق موازنة البرامج والأداء وطرح مناقصة النظام المالي الحكومي الموحد.

وأضاف معاليه : إن خطة الحكومة لعام 2021 تشتمل على عدد من الإجراءات الهادفة إلى التحفيز الاقتصادي، وقد صدرت التوجيهات السامية بشأنها والتي من المؤمل أن تعمل على منح دفعة إيجابية للأنشطة الاقتصادية المختلفة من أجل توفير فرص العمل وهي القروض الإسكانية المقدمة من بنك الإسكان العماني وتوزيع الأراضي السكنية للمواطنين وإعفاء المقترضين من بنك التنمية العماني وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من فوائد الاقتراض لعام واحد (2021م) والإعفاء من رسوم التراخيص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتخفيض رسوم عقود الإيجار من 5 إلى 3 بالمائة، مؤكدًا أنه إلى جانب هذه الحوافز الاقتصادية هناك جهود حكومية نحو إصدار مجموعة من الإجراءات ذات الصلة بتنظيم سوق العمل وتحفيز بيئة الأعمال.

وبيّن معالي سلطان بن سالم الحبسي، أن خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020- 2024م) التي حظيت بالمباركة السامية من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – تهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية والتوازن المالي بين الإيرادات والنفقات العامة مع نهاية عام 2024م وتهيئة الظروف المالية الداعمة لانطلاق الرؤية الوطنية “عُمان 2040″، موضحًا أن السلطنة تسعى من خلال تطبيق المبادرات والسياسات المالية إلى تجنب استمرار العجوزات المالية وتراجع التصنيف الائتماني للسلطنة والسعي لتحسينه وصولًا لتحقيق مستويات آمنة وجاذبة للاستثمار.

وقال معاليه : إنه تم الأخذ في الاعتبار عند صياغة خطة التوازن المالي أولويات “رؤية عُمان 2040″ المرتبطة بالاستراتيجية المالية للسلطنة وتتمثل في أولويات التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية والقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي وحوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع والرفاه والحماية المجتمعية.

وأوضح معاليه أن خطة التوازن المالي متوسـطة المدى تعتمد على خمسة محاور أساسية هي ، دعم النمو الاقتصادي وتنشيط وتنويع مصادر الإيرادات الحكومية وترشيد ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية ورفع كفاءة الإدارة المالية العامة، مشيرًا إلى أن هذه المحاور تشتمل على عدد من المبادرات التي من شأنها تحقيق الاستدامة المالية في الأجل المتوسط وقد تم البدء في تطبيق المبادرات خلال العام المنصرم 2020م ويتوقع أن تؤدي إلى خفض عجز الميزانية العامة بشكل تدريجي ليصل إلى (1,7) بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024م، ومن المخطط له أن تحقق السلطنة فائضًا ماليًا في عام 2025م يقدر بنحو (65) مليون ريال عماني في ظل التوجهات الحالية ومع الانضباط المالي لكافة وحدات الجهاز الإداري للدولة وتعاونهم لتحقيق الأهداف الحكومية المرسومة.

وأضاف معاليه : إن إجمالي الأثر المالي للإجراءات المتخذة في خطة التوازن المالي خلال عام 2020م بلغ نحو (1,4) مليار ريال عماني بشقيه الإيرادات والإنفاق.

أما إجمالي الأثر المالي للإجراءات المتخذة في الخطة خلال عام 2021م، فأشار معاليه إلى أنه من المقدر أن يبلغ إجمالي الأثر المالي للإجراءات نحو (3,5) مليار ريال عماني، بمساهمة تقدر بمبلغ (565) مليون ريال عماني في الإيرادات المحققة وذلك من خلال مساهمة ضريبة القيمة المضافة بنحو (300) مليون ريال عماني إلى جانب تحسين العائد من الاستثمارات الحكومية، وتوسيع وعاء الضريبة الانتقائية، وتحسين التحصيل الضريبي.

ومن المتوقع أن تسهم الإجراءات في تخفيض الإنفاق في الميزانية بنحو (2,9) مليار ريال عماني وذلك من خلال استقطاع نسبة (5) بالمائة إضافية أخذًا في الاعتبار الأثر المالي للتخفيض المطبق سابقا من موازنة الوحدات المدنية العسكرية والأمنية، ومن خلال إعادة توجيه الدعم، إلى جانب تخفيض ما قيمته (1,3) مليار ريال عماني من المصروفات الاستثمارية لإنتاج النفط والغاز وهو ما يمثل المصروفات الاستثمارية لشركة تنمية نفط عمان، وغيرها من الإجراءات.

وقال معاليه : إن الميزانية العامة للدولة لعام 2021م ترتكز على تحديد سقف الميزانية لكل جهة بحيث لا تتعدى الميزانية المعدلة في عام 2020م وتطبيق الإجراءات الهادفة إلى ترشيد الإنفاق ورفع كفاءته والسيطرة على العجز والمحافظة على مساره النزولي وصولا إلى تحقيق معدلات الاستدامة المالية، واستكمال التحول لتطبيق ميزانية البرامج والأداء من خلال التوسع في الوحدات الحكومية المطبقة للمشروع والبحث عن وسائل مبتكرة لتمويل بعض المشاريع والخدمات الحكومية.

وأشار معاليه إلى أن انخفاض الإيرادات الفعلية غير النفطية لعام 2020م بواقع (600) مليون ريال عماني، جاء نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والأثر المالي لقيام الحكومة بالعديد من الإجراءات للحد من آثارها السلبية على الاقتصاد، إذ قامت بإعفاء من بعض الرسوم والضرائب (الضريبة السياحية، والضريبة البلدية على المطاعم، ورسوم البلدية للمنشآت التجارية، والإيجارات المستحقة على المصانع في المناطق الصناعية، ورسوم تجديد السجلات التجارية، ورسوم الغرامات للعمالة المغادرة نهائيا، وتخفيض رسوم المناولة والشحن، وغيرها) الأمر الذي أدى إلى انخفاض الرسوم والضرائب المحصلة مقارنة بالإيرادات المقدر تحصيلها إلى جانب انخفاض النشاط الاقتصادي جراء اتخاذ الإجراءات الصحية.

من جهة أخرى، توقع معاليه أن تصل الإيرادات الحكومية المحصّلة من الإيرادات الجارية في عام 2021م إلى نحو (3) مليارات ريال عماني، وأن تبلغ الإيرادات المحصّلة من ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية نحو (413) مليون ريال عماني في العام الجاري مرتفعة بمعدل أربعة أضعاف عن المقدر تحصيله في عام 2020م والذي قدر بمبلغ (100) مليون ريال عماني، ومن المتوقع أن تبلغ الإيرادات المحصّلة من ضريبة الدخل (على الشركات والمؤسسات) في عام 2021م نحو (400) مليون ريال عماني بتراجع نسبته (27) بالمائة مقارنة بالمتوقع تحصيله في عام 2020م نتيجة التأثر بالوضع الاقتصادي في عام 2020م وتأثيرات جائحة كورونا (كوفيد-19) ومن المقدر أن تحقق باقي الإيرادات الجارية نحو (1,4) مليار ريال عماني.

وقال معاليه : إنه من المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق الاستثماري في الميزانية العامة للدولة لعام 2021م بالإضافة إلى الاستثمارات المحلية للشركات الحكومية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العماني نحو (5,1) مليار ريال عماني بحيث يشكل الإنفاق الاستثماري للوزارات والوحدات المدنية (900) مليون ريال عماني، وتبلغ استثمارات شركة “تنمية طاقة عُمان” نحو (1,3) مليار ريال عماني فيما تبلغ الاستثمارات المحلية لجهاز الاستثمار العماني نحو (2,9) مليار ريال عماني وهذا الحجم من الاستثمارات يعزز حركة الأنشطة الاقتصادية والدفع بنشاط القطاع الخاص.

وردا على سؤال حول مصروفات خدمة الدَّيْن العام وتأثيرها على الميزانية، قال معاليه : إن من المقدر أن يبلغ إجمالي المصروفات المعتمدة لعام 2021م بنحو (1,2) مليار ريال عماني نتيجة ارتفاع حجم الدَّيْن العام وتكلفة الفوائد، مشيرًا إلى أنه تم استحداث بند جديد تحت مسمى “مخصص سداد الديون” بمبلغ (150) مليون ريال عماني ضمن بنود الإنفاق العام لسد جزء من أقساط القروض المستقبلية ومن المخطط أن يرتفع هذا المبلغ المخصص تدريجيًا خلال السنوات القادمة ليصل إلى (600) مليون ريال عماني إضافة إلى تجنيب إيرادات مبيعات 20 ألف برميل واستمرار تحويلها إلى صندوق الاحتياطي النفطي.

وأشار معاليه، إلى أنه من المتوقع أن يصل العجز في عام 2021م مبلغ (2,2) مليار ريال عماني والذي يعتبر في الحدود التي يمكن السيطرة عليها.

وحول المبالغ المستحقة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص والمتأخر سدادها لدى وزارة المالية، أوضح معاليه أن الوزارة قامت بالتعاون مع الوزارات المختلفة بحصر المتأخرات المالية لشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تقدر بمبلغ (450) مليون ريال عماني تم تسديد (100) مليون ريال عماني منها خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2020م، والمبالغ المتبقية منها في مرحلة إكمال الدورة المستندية تمهيدًا لاستكمال إجراءات الصرف، في حين بلغ إجمالي المبالغ التي سددتها الوزارة خلال نفس الفترة نحو (171) مليون ريال عماني من مستحقات الشركات التي قدمت فواتيرها خلال عام 2020م، وبذلك فإن المستحقات المتبقية لعام 2021م لا تتجاوز 8 ملايين ريال عماني حسب سجلات وزارة المالية، تشكل مستحقات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منها أقل من نصف مليون ريال عماني.

وحول تأسيس “شركة تنمية طاقة عُمان”، أوضح معاليه أنه صدر المرسوم السلطاني رقم (128 / 2020) بتأسيس شركة تنمية طاقة عُمان حيث نُقلت إليها حصة الحكومة من النفط والغاز في منطقة الامتياز (6)، وسوف تتم إدارتها وفقا للممارسات العالمية لإدارة أصول وثروات الدولة في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن الشركة ستعنى باستلام إيرادات النفط والغاز من شركة تنمية نفط عمان وتسديد التكاليف الرأسمالية والتشغيلية السنوية للإنتاج والعمل على تنمية وتوسيع القطاع وضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز العوائد المالية والاقتصادية للدولة.

وأضاف معالي وزير المالية أن استبعاد مصروفات النفط والغاز لشركة تنمية نفط عُمان من الميزانية العامة للدولة سيُسهم في تحقيق الاستقلال المالي للشركة لتنفيذ المشاريع الاستثمارية وتحسين هيكل الميزانية العامة للدولة وفقا لأفضل الممارسات العالمية، كما أن إنشاء الشركة سيعمل على زيادة حجم النشاط الاقتصادي للقطاع النفطي والقطاعات المرتبطة ورفع القيمة المحلية المضافة للأنشطة النفطية وعكس القيمة الحقيقية لقطاعي النفط والغاز، مبينا أن “شركة تنمية طاقة عُمان” ستُسهم بمبلغ (1,3) مليار ريال عماني في المشاريع الاستثمارية لإنتاج النفط والغاز لعام 2021م.

وردا على سؤال حول نتائج إنشاء جهاز الاستثمار العماني على الميزانية العامة للدولة، قال معاليه إنه من المقدر أن تبلغ إيرادات الحكومة من أرباح الاستثمارات والمحصّلة من خلال توريد توزيعات أرباح جهاز الاستثمار العماني في عام 2021 نحو (800) مليون ريال عماني.

وحول ما يقوم به جهاز الاستثمار العماني ضمن دوره في إعادة هيكلة الشركات الحكومية وترشيد الإنفاق، أفاد معاليه بأن الجهاز مستمر في مراجعة الهياكل التنظيمية والتشغيلية للمجموعات القابضة، وإعادة هيكلة ودمج وتصفية الشركات التابعة، وكذلك في مراجعة وتقييم لوائح الموارد البشرية وتقييم الرواتب والبدلات والعلاوات والمزايا التي سيصدر بشأنها تعديلات قريباً.

وفيما يتعلق بالمجموعة العمانية للطيران، فقد قام جهاز الاستثمار العماني باتخاذ خطوات تصحيحية تتلخص في حل كل من المجموعة العمانية للطيران وشركة “ترانزوم”، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق قبل إنشاء المجموعة، بحيث تستمر في العمل شركتان فقط هما الطيران العماني والشركة العمانية لإدارة المطارات مع النظر في إمكانية تغيير اسم الأخيرة ليتناسب مع دورها الجديد، وستتم إعادة توزيع الشركات التابعة للمجموعة ولشركة “ترانزوم” ومهامها على الشركتين مع مراعاة الفاعلية التشغيلية والتنظيمية، من حيث مبدأ الفصل المناسب بين المهام، وتسهيل عمليات التخصيص في المستقبل القريب مع الأخذ في الاعتبار التبعات التنظيمية والقانونية والمالية.

وردا على تساؤل حول ما قد يترتب على هذا الإجراء من تبعات سواء على الموظفين والشركاء والمقرضين وغيرهم من ذوي العلاقة، فقد أجاب معاليه بأنه بالنسبة للموظفين فستبذل جهود لتوزيع الموارد البشرية المتاحة نتيجة حل المجموعة العمانية للطيران وشركة “ترانزوم”، وستعطى الأولوية لاستيعاب أكبر قدر ممكن من العمانيين في شركتي الطيران العماني وإدارة المطارات وتوزيع الكوادر الفائضة على الشركات التابعة لجهاز الاستثمار العماني وبعض الجهات الحكومية الأخرى حسب حاجتها الفعلية وفق الدرجات الشاغرة لتلك الجهات، أما بالنسبة لباقي الأطراف ذات العلاقة، فإن هذا الإجراء لن يؤثر على التزامات المساهمين تجاهها، لكون التغيير المصاحب لهذا الإجراء سيكون في الهيكلة فقط، وسيقوم جهاز الاستثمار العماني لاحقا بإصدار التفاصيل المتعلقة بمختلف جوانب عملية إعادة الهيكلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى