أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الذكرى (51) لنهضة سلطنة عمان الحديثة..

الدكـتـور/ محـمـد المـعـمـوري

كاتـب وباحـث – العـراق

 

الذكرى (51) لنهضة سلطنة عمان الحديثة..

 

سيبقى 18 من نوفمبر يوما مميزا في حياة سلطنة عمان وشعبها الأبي ، فهو يوم ميلاد المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمة الله عليه ، اليوم الذي يعتبره العمانيون يوم ميلاد النهضة الحقيقي في عمان ، حيث قيّض الله ميلاد جلالة السلطان قابوس ليكون قائدا ملهما لهذا البلد العريق بحضارته وأمجاده ، “رجل حكيم” تعلم القيادة وامتهن الريادة فجعل من عمان تمسك بالسيادة والتقدم في زمن قصير ولو خطط له  المختصون في الفترة التي يصل بها التقدم في سلطنة عمان لكان يقاس بأعوام اكثر مما اختزله جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه فهو حقيقة  من حفز الشعب للريادة وتحمل المسؤولية فنهضت عمان بفضل الله ثم بقائدها وبمساندة شعبها الوفي الذي ساند قائد النهضة ووضع كل امكانياته تحت تصرفه وبأمرته فأصبح الشعب نسيجا واحدا يقوده قائد حكيم نحو نهضة قل مثيلها في التاريخ وأصبحت نهضة سلطنة عمان تتحدى الصعاب بل تأبى إلا أن تجدّد نفسها مع كل جديد وتطور حالها في كل الظروف وتسعى لاعتلاء ناصية العلم والتقدم في كل المجتمعات العالمية حتى اصبحت سلطنة عمان عنوان للخليج بل اصبحت عنوانا فاصلا بين التقدم والتخلف والعلم والجهل والاستقرار والاضطراب والتطور والتدهور ، واصبح العالم يتجه بوجهته قاصدا هذا البلد الكريم.

تطورت سلطنة عمان بنهضتها واستطاع الشعب ان يستثمر النجاح الذي حققته قيادته في ارساء الاستقراء والنمو الاقتصادي فكان الحامي الاساسي لتلك المكتسبات وكان اليد التي خطط لها وبها قائد النهضة وكان الشعب حاميا لأسوار الوطن وكان الشعب بمكوناته الساعي للحفاظ على نهضة بلاده فبارك الله سعي القائد وعزز البركة في هذا الشعب العظيم.

في السبعينات من القرن الماضي وحتى زماننا هذا لم تكن منطقة الخليج مستقرة ولم تكن أرضا خصبة للتنمية ولا للازدهار لما تعانيه تلك المنطقة من عدم الاستقرار خاصة قبل عام 1973 كانت حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل تخيم بآلامها وخطرها على الشرق الاوسط ومنها طبعا الخليج العربي  وكانت السبل صعبة في التطور والبناء وبعدها بأعوام بدأت حرب الخليج الاولى بين العراق وايران ولم يكن الخليج وخاصة سلطنة عمان في منأى عن آثار تلك الحرب وعلى المنطقة بأسرها ، وبعد انتهاء حرب الخليج التي استمرت ثمان سنوات من 1980 وحتى عام 1988 خلالها كان الخليج ملعبا لهذه الحرب وبعدها بأعوام كانت حرب الخليج الثانية التي قادتها الولايات المتحدة  مع قوات التحالف على العراق في عام 1991 واستمرت آثارها سنين طويله وكانت سلطنة عمان في عمق الحدث حتى سقوط بغداد عام 2003 وما لحق بالمنطقة من تغيرات في الرؤي السياسية وحتى وقتنا الحالي ، رغم كل هذه الظروف التي كانت تحيط بسلطنة عمان ورغم عدم الاستقرار السياسي في منطقة الخليج العربي ورغم تبدل السياسات واختلافها ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي لحقت في العالم عام 2010 ورغم جائحة كورونا التي أربكت الاقتصاد العالمي إلا أن سلطنة عمان تحدت كل الصعاب وتجاوزت كل المحن وبقيت سلطنة عمان على حيادتيها واستقرارها الاقتصادي والسياسي بشكل اذهل المحللين الاقتصادين في العالم ، فأجمع العالم على ان سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة من بين بلاد الدنيا لا تتقاطع مع عدو واحد لا في السلطنة ولا خارجها.

وليس هذا فقط ولكن الشعب العماني برمته أجمع على حب قائده والوفاء له عكس شعوب الدنيا فإن شعوب العالم اغلبهم يشتمون ويسبون قادتهم وينعتونهم بأشر الصفات إلا أن السلطنة تملك الشعب الذي أخذ من قائده فأوفّى له فأعطى لوطنه بكل صور المحبة والوئام … انه حب الوطن والاستعلاء على اي نوع من انواع الانانية انهم شعب تعلموا كيف ينتجوا ويعيشوا متحابين، شعب نهل من مدرسة قائد عظيم علمهم حب وطنهم أولاً ثم العمل على ازدهاره والمحافظة على مكتسباته إنه شعب جلالة السلطان قابوس الذي ملأ الدنيا بإيمانه وصدقه ووفائه، وحبه للسلام والوئام والتآخي.

ولازال الشعب يمضي قدما مع قيادته فكان حبهم لقائدهم الخالد جلالة السلطان قابوس رحمه الله وفاءا وعرفانا يطرزه الولاء لقائدهم جلالة السلطان هيثم بن طارق ليكون المكمل لمسيرة المغفور له حيث كان اختيار جلالة السلطان قابوس لجلالة السلطان هيثم بن طارق لما وجد فيه من صفات وقدرات تؤهله لقيادة هذا البلد وهذا الشعب بجدارة واقتدار ، ورغبة منه في الحفاظ على المكتسبات وتطويرها ، ولإكمال مسيرة النهضة الرائدة ، فكان اختياراً موفقاً ، كون جلالة السلطان هيثم ترعرع ودرس ونهل من مدرسة جلالة السلطان قابوس وتعلم منه سبل القيادة وحبه لشعبه العظيم ونهضته المباركة التي بدأها هو رحمه الله ، وسيكمل بناءها جلالة السلطان هيثم بن طارق بمشيئة الله وعونه وتوفيقه ، وهمة ووفاء وولاء الشعب العماني العزيز..

وبهذه المناسبة الوطنية نهنئ ونبارك لأشقائنا الكرام ، فكل عام وسلطنة عمان قيادة وحكومة وشعبا بخير وفي عز ورخاء وتقدم وأمن وسلام..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى