أصداء وآراء

إِلَّا تَنـصُـرُوهُ فَـقَـدْ نَـصَـرَهُ اللَّهُ..

الإعـلامي/ د . خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

إِلَّا تَنـصُـرُوهُ فَـقَـدْ نَـصَـرَهُ اللَّهُ..

كنت أعتقد أن المسلمين سوف يتّحدوا هذه المرة ولن نرى وجهات نظر تختلف في مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية والماركات العالمية التي تنتج في هذه الدولة والتي خالفت كل الدساتير وحرية التعبير في نشرها صور مسيئة للحبيب المصطفى، إلا أن هذا الاعتقاد للأسف تحطم أمام وجهات نظر تقول : (لا تكونوا متشددين) (حرية تعبير) (كامرون غرد بالعربية) وغيرها من الردود التي توضح الخنوع والركوع لهم، وحتى الردود الرسمية للدول المسلمة خجولة ورد الشعوب غير متوقع.

إننا لما نتحدث عن ضرورة وجود ردة فعل شديدة من قبل الحكومات الإسلامية والعربية ومن الشعوب المسلمة فلأن الذي تمت الإساءة له هو خير البشرية والمصطفى وأفضل خلق على الإطلاق، أنه سيد الكونين وسيد بني آدم قاطبة، زكى الله عقله فقال (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) وزكى نطقه فقال (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) وزكى شرعه فقال (إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) وزكى معلمه فقال (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وزكى فؤاده فقال (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) وزكى بصره فقال (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) وزكى خلقه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) وزكى سمعه وأذنه فقال (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وزكى استقامته فقال (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) وزكى صدره فقال (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) وزكى ذكره فقال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) وزكى يده فقال : (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) وزكى نسبه فقال : (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) وزكاه كله فقال (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

هذا النبي العظيم إلا يستحق منا أن ننصره ولو بمقاطعة منتجات الدول التي تسيء له وتتهجم على شرعه ودينه، هذا النبي الكريم الذي هدانا الله بفضله لأعظم نعمة وهي نعمة الإسلام إلا يستحق منا أن ننصره بمقاطعة الطيران الفرنسي والسفن الفرنسية وغيرها وإعلان العداء لهذه الدولة المارقة، أننا أمة إسلامية تملك مليار ونصف المليار مسلم لو أتحدنا نستطيع أن ندمر اقتصاد أكبر الدول في العالم، فالحرب اليوم ليس شرطا أن تكون عسكرية وإنما الحرب في هذا الزمان اقتصادية بحتة.

شدوا حيلكم وكونوا على قدر حديثكم ولا تتفاعلوا بعواطفكم لفترة بسيطة ثم كأن أمرا لم يكن، يستحقوا أن نؤدبهم على تصرفاتهم البذيئة ولن نخسر شيئاً.. كونوا صفا واحدا متحدين، فلا خير فينا إذا لم نجعل رسولنا خط أحمر ولا خير فينا إذا لم ننصره بالدفاع عنه وإظهار سنته عليه الصلاة والسلام، وعندما نطالب بردة فعل لو بمقاطعة المنتجات الفرنسية وغيرها من الدول التي تسيء للحبيب المصطفى والشريعة الإسلامية السمحة فنحن لسنا إرهابيين ومتطرفين، أننا لم نطالب بقتل الأبرياء وسفك الدماء فحبيبنا المصطفى علمنا أن لا نسفك الدماء بل علمنا أن نأخذ حقنا بالطرق الشرعية.

إن الله سبحانه قادر أن ينصر رسوله فقد قال : (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) ولا حاجة لكم، ولكن أنت كمسلم ومناصر لهذا النبي العظيم إلا يفترض تكون لك بصمة ومظهر تثبت فيه حبك للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هل يصعب علينا أن ننصره ولو بشيء البسيط ؟ وهل الحب هو كلمات باللسان أم الحب أفعال ومواقف ؟ ودمتم ودامت عمان بخير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى