محمد علي البدوي

خبيـر في شؤون السياحة العربية والدولية

تطـوّر سـياحة المحمـيّات الطبيعـية..

حتى وقت قريب لم نكن ندرك أهمية المحميات الطبيعية ودورها الهام في التسويق السياحي إعتمادا على ما تتميز به من موارد فريدة تجعل منها عنصر جذب مجانى للعديد من راغبي السفر ومحبى المغامرات.

وتعرف المحمية بأنها مساحة من الأرض خصصت للحفاظ على الطبيعة وإجراء البحوث العلمية المتعلقة فيها وحماية الحياة البرية من نباتات وحيوانات. 

وتتنوع المحميات الطبيعية في كل أركان الوطن العربي من الخليج إلى المحيط بحيث يمكن استغلالها على نحو يسمح بالحفاظ عليها من ناحية ، ومن ناحية أخرى دفعها إلى الأمام لتساعد القطاع السياحي على التعافي.

وتمنح المحميات الطبيعية إهتماماً كبيراً لحماية الحياة البرية والمواطن الطبيعية وذلك لضمان عدم انقراض الأنواع ، كما تحمى المعالم الطبيعية التي يمكن أن تختفى تدريجياً عن الأرض.

وتختلف القوانين التي تخضع لها المحميات الطبيعية من بلد لآخر.

وتصنف المحميات الطبيعية إلى فئات مختلفة ، وقد إعتمدت العديد من الدول في ذلك نظام تصنيف الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة والذي صنف المناطق المحمية وفقاً للهدف المراد منها مثل:

محمية طبيعية ذات حماية صارمة ، منطقة برية ، منتزه وطني ، معلم طبيعي ، منطقة إدارة المواطن الطبيعية وأنواع الكائنات الحية ، محمية للمناظر الطبيعية البرية والبحرية ، منطقة حماية الموارد الطبيعية.

ولهذه المحميات أهمية كبيرة منها :

حماية الحياة البرية والمواطن الطبيعية ، كما تحمي المعالم الطبيعية التي يمكن أن تختفي تدريجياً عن الأرض ، وتحافظ على تنوع الجينات وتعمل علي المحافظة على التنوع البيولوجي في البيئة وتقوم بتقديم خدمات ثقافية.

عشرات المحميات الطبيعية تنتشر هنا وهناك في تنوع بديع يؤكد على تفوق المنطقة العربية وتميزها عن غيرها.

وإذا كانت عناية الخالق قد وهبت لنا هذه الكنوز التي لا تقدر بثمن فإننا وبكل صدق لم نستطع حتى الآن وضع تصور عملي لكيفية جعل هذه المحميات نمطاً مستقلاً بذاته.

بعض أبناء الوطن العربي لا يعرفون قيمة وأهمية المحميات الطبيعية وبعض الدول اكتفت ببعض الزيارات القليلة من قبل المتخصصين والدارسين من مختلف دول العالم.

أما على الصعيد السياحي والترويجي فلم نسمع حتى الآن عن سياحة المحميات الطبيعية رغم إهتمام الغرب بهذا الشكل المختلف من أشكال السفر.

زيارة المحميات الطبيعية توفر عدة مزايا لمن يرغب في التعرف عن قرب على كنوز هذه المحميات فهي في المقام الأول توفر للزائر المعلومة حول أحداث ما أو منطقة ما ، ومن جانب آخر توفر المتعة والمشاهدة لأشياء لا يمكن رؤيتها في أماكن أخرى.

طبيعة المحميات الطبيعية وما تحويه من معلومات حول هذا الكون وتاريخ الإنسان والحيوان يجعلنا في حيرة من أمرنا فنحن كعرب نمتلك كنوزاً لا تقدر بثمن ولكن الواقع يؤكد أننا عاجزين على وضعها على خريطة السياحة.

تطور الحياة وتطور أنماط السياحة وظهور فيروس كورونا جعلت السائح يفكر ألف مرة قبل إتخاذ قرار السفر مما يحملنا مسؤولية التفكير بعيداً عن القوالب المعتادة وتحفيز السائح بكافة الطرق لكى يتخذ قراره بالسفر.

يتم ذلك بعدة سبل منها تقديم منتج جديد غير تقليدي وتحفيز رغبات السائح لشراء هذا المنتج.

المحميات الطبيعية من وجهة النظر السياحية منتج فريد لم يحظ بالاهتمام اللائق ، ونمو هذا النمط يعتمد على الرغبة الصادقة والعمل الجاد لإبراز مزاياه التي ستعود على السائح.

تنوع المحميات يصب في صالح السياحة بشكل كبير ولو إستطاع العرب دمج البرامج السياحية بحيث تصبح زيارة المحميات مدمجة في برامج الشركات السياحية فمن الممكن الإستفادة من وجود المحميات على أرض العرب.

لا نريد تكرار الحديث حول الإهمال الذي ربما لم يكن مقصوداً ولكن المرحلة الحالية تقتضى العمل بكل نشاط حتى تتعافى السياحة مستغلين في ذلك كل السبل المتاحة والموارد المتوفرة التي لم يكن لنا دخل في وجودها ، ما علينا فقط هو استغلالها وتعزيزها بما يخدم القطاع السياحي.