أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

ويـسألـونـك عـن عُـمـان !!..

وافــي الـجــرادي

صـحـفي ومحلّل سـياسي

 

ويـسألـونـك عـن عُـمـان !!..

 

في عالم تشوبه تضارب المصالح والصراعات والخلافات والازمات إن دققت وتابعت وتمعّنت كثيراً عن هذا العالم فسيبدو لك ولغيرك بأن لا احد فيه يسعى وراء مصلحة الجميع وأمنهم واستقرارهم إلا سلطنة عمان حيث البلد الذي لطالما دأبَت وامتهنت من السياسات والتوجهات ما يجعل العالم كل العالم يداً واحدة آمنه مستقرة موحدة، بلد الحياد الأول والأخير مع جيرانه وغير جيرانه ، مع العرب والمسلمين ومع غيرهم من أئمة الكفر والظلال في الشرق والغرب على حدٍ سواء.

قد يرى البعض أن استفحال الصراع أو الحرب في مكان ما حول العالم وراءه مكاسب ومصالح، وكما هو حاصل ومنذ عقود طويلة في السياسة الدولية من استخدام الصراعات والحروب والأزمات في الحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، وهذا أمر مُسلّم به في السياسة والعلاقات الدولية… قد تموّل حرباً أو تدعم طرفاً ضد طرف أو تتبنى مواقف داعمة سياسياً لغاية أجنداتك المرسومة في بلد ما؛ إلا سلطنة عمان ومنذ عقود طويله لم يثبت أنها دعمت حرباً في بلد ما حول العالم، أو ساعدت طرف من الأطراف أو موّلتها، وإنما بقت على الحياد متخذة من نهج الدبلوماسية المحايدة والسياسة الخارجية المحايدة أيضاً سموّاً وغاية في التعاطي مع كل الحروب والأزمات والصراعات حول العالم، اي مايمكن قوله بأن سلطنة عمان ذات سياسة خارجية محايدة، ولم تنخرط في أي حرب أو صراع.

رغم تعددية المذاهب في سلطنة عمان إلا أن المجتمع العماني محافظ، ومستقر، ولا ترى أي مظهر من مظاهر التفرقة والشتات فيما بينهم، الإباضية والسُنة والشيعة لا تفرقهم سياسة أو توجه، ولا يعمل أي طرف منهم ضد الآخر كما هو حال الأطراف في البلدان الأخرى…؛ في عُمان الأمن والاستقرار، المجتمع كالجسد الواحد، والاحترام سيّد الموقف، ولا أحد فوق القانون؛ فالكل سواسية بل إن روابطهم وانفتاحهم واحترامهم لبعضهم البعض يفوق ما نتخيّله نحن في بلدان النار واللهب للأسف….

لم اكتب وأسرد كل هذا لغاية المُحاباه وكسباً للولاء؛ بل شهادات حصلت عليها من قرابة 8 أشخاص سبق وأن عاشوا في عمان، بل إن البعض منهم لازال يقيم فيها…، ومن هنا وبحكم ما يسود في سلطنة عمان من تعايش ووئام مجتمعي، وتسامح وسلام، إلى جانب مساعي ربان سفينتها لأن ينعم المجتمع الإقليمي والدولي بالسلام، واحتضانها للعديد من اللقاءات الرامية لتحقيقه في أكثر من حرب وأزمة حول العالم يمكن اعتبارها “قبلة العالم في السلام” ومصدره الأسمى، حيث فيها كل الأيادي بمن فيها السياسة والسلطة الحاكمة ترى في السلام والتعايش غايةً مُثلى، وضرورةً من ضروريات الحياة البشرية ليس في الشرق فحسب بل في الغرب أيضاً.

ويسـألـونـك عـن عُـمان !!..

عُمان وبفضل جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله تم وضع اللبنات الأساسية للنهضة العمانية، وأعاد الاعتبار للشعب العماني في أن يحظى بحلم المستقبل الواعد، نهضهٌ ترجمها فعلياً وعلى أرض الواقع جلالة السلطان “هيثم بن طارق” حفظه الله ورعاهُ فحجم التحولات في الاقتصاد والمجتمع العماني زادت وفرة رغم جائحة كورونا وما نجم عنها من مخاطر وتراجع لأسعار النفط والذي يشكل ما نسبته 70% من الايرادات الحكومية، بالإضافة الى تراجع العائدات غير النفطية وتقليص معدلات النمو…

رحل مؤسس النهضة العمانية -رحمه الله- فأتى المرشد والمنير رغم عتمة الجائحة، والتحولات العالمية في زمن يشهد العالم اضطرابات وتصدعات على غرار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها عالميا.

فبرغم المخاطر يقطف العمانيون الثمار، نتاج حكمة وسياسات وخطط القائد ونجاحه في أكثر من مستوى وجانب اقتصادي واجتماعي، وباتت الأوضاع وفي مجملها للأحسن يوماً بعد آخر، فحينما يوجد القائد المُلهم والناجح لا خوف على الشعوب، بل طوبى للشعووب وهنيئاً لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى