أصداء وآراء

الصـمت فضـيلـة .. والفـصاحة رذيلـة..

الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبسي

wwws9@hotmail.com

الصـمت فضـيلـة .. والفـصاحة رذيلـة..

في عالم وزمن كثر فيهما أهل النفاق والشقاق ، أصبح صمت الإنسان الصادق فضيلة وفصاحته رذيلة أمام الكثير ممن يدعون التحرر من القيم الإنسانية التي توارثتها أجيال الحق والصراط المستقيم جيلا بعد جيل ، فقد أصبح الكثير ممن يتحلون بالقيم النبيلة لا صوت لهم في مجتمعاتهم ، في حين تربع على عرش الفصاحة من إلْتَـوَت إلسنتهم، وذلت رقابهم، وطأطأت رؤوسهم لمن أراد للأمة الذل والهوان ، فأبلغ الكلام لديهم (سمعا وطاعة) ، فهي عبارة بليغة إذا ما وضعت في موضعها الطبيعي في سياق الكلام وفق لغة العرب ، ولكنها حُرِّفَت من أهل الجهالة في عالمنا المعاصر ، بعدما كُمَّمَت أفواهُ أهل البلاغة والفصاحة ، الذين علموا العالم علم المنطق ونبوغ الفكر وحرية التعبير .

صمت كلف الأمة تخلفا لعصور مضت ، ولا زال التخلف يراوح مكانه ، رغم ما وصل إليه العالم من تقدم علمي في كافة المجالات ، فالتخلف هنا هو أن تتعلم العلم وتجهل تطبيقه ،  أو أن يتحكم في تطبيقه من أراد لك السير على خطاه ، أو تسخره لأهل السلطة كيفما يشاؤون ، فهذا الصمت كارثة يؤدي إلى تدمير المجتمعات من الداخل عقديا وثقافيا وسلوكيا ، إنه الغزو الفكري المبطن بأحلام وهمية وأفكار إستعمارية ، تغرس في أبناء تلك المجتمعات العبودية والإنفتاحية المطلقة ، وفي المقابل أقلام أصحاب الحق جفت أحبارها ، وحروف أهل البلاغة تبعثرت أوصافها ، وألسنة أهل الفصاحة كممت أفواهها ، ولم يبقَ منها إلا أطلالها .

نعيش في زمن لا زلنا نتطلع فيه لإحقاق الحق ولإعادة موازين العدالة في مجتمعات همش فيها أصحاب الكلمة الحق ، فمتى سيصدح أهل الفصاحة والبلاغة والبيان في كل ميادين العمل في مجتمعاتهم ، في ظل الكثير من الغموض حول الطرق المثلى في إختيار أفضل الكفاءات لإدارة المرحلة القادمة ، فلعل القادم أفضل من أجل مزيد من الحيوية والنشاط لإدارة الأزمات المحيطة بالمجتمعات بلا خوف ولا تردد من الآخرين الذين يتربصون بالمجتمعات الأضعف .

رسالة مفادها الإبتعاد عن إصدار قرارات تعيق مسيرة التطوير لمجرد نظرة آنية لا تحقق المصلحة العامة ، فالمظاهر خداعة ، والأساليب فيها الكثير من المراوغة لنيل الثقة لمجرد التمجيد والمديح ، فالحذر ممن سولت لهم أنفسهم أن يقفزوا على أكتاف المخلصين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى