أصداء العالمإقتصاد

إجراءات عالمية لاحتواء تداعيات إفلاس بنك سيلكون فالي

‌‌‌أصــداء – العمانية

أثار إفلاس بنك “سيلكون فالي” الأمريكي موجة من الترقب في الأسواق المالية عالميًّا وسط مخاوف من تكرار سيناريو أزمة 2008 التي اندلعت شرارتها بإفلاس بنك “ليمان براذرز” الأمريكي، فيما قامت السلطات الأمريكية بالإسراع في إجراءات من أجل استعادة الثقة في القطاع المصرفي.

ويعد بنك سيلكون فالي (SVB)، مقره سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، من أكبر مقرضين للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في العالم، حيث تخصص في إقراض الأعمال التجارية في مراحلها المبكرة.

وهناك أسباب عدة أسباب لإفلاس البنك منها أنه خلال السنوات الفائتة ضخّ الفيدرالي الأمريكي سيولة ضخمة في الأسواق وكان البنك أحد المستفيدين منها، وخلال طفرة الشركات الناشئة أثناء فترة وباء كورونا جمعت هذه الشركات مبالغ طائلة من شركات الاستثمار الجريء أو عبر الطروحات وأودعت قسمًا كبيرًا من أموالها في بنك سيلكون فالي مما رفع محفظة ودائع البنك من 60 مليار في 2019 إلى ما يقارب 200 مليار دولار في 2022.

في هذه الفترة ومع تضخم محفظة الودائع قام البنك باستخدام نحو 80 إلى 90 مليار دولار لشراء سندات طويلة الأجل، مشكلًا محفظة ضخمة بمتوسط عوائد تراوحت نحو 7ر1 بالمائة.

ومع قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفوائد بوتيرة سريعة بداية 2022 لتتآكل قيمة السندات طويلة الأجل التي يمتلكها البنك نتيجة تراجع أسعار السندات التي تربطها علاقة عكسية بمعدلات الفائدة، هذا بالإضافة إلى قيام الشركات الناشئة بسحب بعض من سيولتها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وتراجع زخم الأسهم التقنية.

ولتلافي أزمة السيولة باع البنك بعض السندات بخسارة وصلت إلى 8ر1 مليار دولار وقام بمحاولة لرفع رأس ماله لينتشر الخبر في السوق وتبدأ حالة ذعر بين المستثمرين والعملاء تلتها عمليات السحب كانت نتيجتها سحب ودائع بقيمة 42 مليار دولار في يوم واحد، مما أدى إلى إفلاس البنك لعدم تحمله سحب ربع ودائعه في يوم واحد.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب له حول تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي أن النظام المصرفي الأمريكي آمن، وأنه وجه بالتحرك سريعًا لاحتواء تداعيات انهيار البنك، مضيفًا أنه بإمكان المودعين بالبنك الوصول إلى أموالهم بدون عوائق.

وأوضح أنه لن يسمح بتكرار إخفاقات البنوك، وسيعمل على حماية الشركات الناشئة، كما أنه سيطلب من الكونغرس تشديد القوانين المتعلقة بالبنوك.

وتراجعت الأسهم الأوروبية اليوم مع استمرار هبوط أسهم البنوك في المنطقة رغم تدخل السلطات للحد من تداعيات الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي، حيث انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 6ر0 بالمائة.

وهبطت أسهم البنوك الأوروبية 1ر1 بالمائة بعدما شهدت أسوأ عمليات بيع في أكثر من خمسة أشهر على مدار يومين وسط مخاوف بشأن مدى متانة الميزانية العمومية للقطاع في مواجهة انهيار بنك سيليكون فالي، إضافة إلى التوقعات برفع أسعار الفائدة.

واستحوذ بنك HSBC على الوحدة البريطانية لبنك “سيليكون فالي”، فيما أكد صندوق النقد الدولي أنه يتابع تطورات انهيار بنك فالي وتداعياته على الاستقرار المالي.

فيما ارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) ووزارة الخزانة الأمريكية عن مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي، وقالا: إن المودعين في بنك سيليكون فالي يمكنهم الوصول إلى ودائعهم اليوم.

ويرى المستثمرون أن احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل وصلت إلى 90 بالمائة، في تغيير جذري عن الزيادة التي توقعوها في السابق عند 50 نقطة أساس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى