أصداء وآراء

ماضون خلفك يا هيثم بلا شقاق ولا فتن..

الكاتبـة/ فاطـمة بنت خلـفان المعـمـري

 

ماضون خلفك يا هيثم بلا شقاق ولا فتن..

 

بين ضجيج الحوادث نسمات البرد كانت مستمرة، نعم كان هناك تغير واختلاف في الأشكال والملامح ولكنها كانت مستمرة..

إعذرينا يا نسمات البرد كنا نحتفل في بداية قدومك بعيد ميلاد أعز الرجال وأنقاهم واليوم نتذكر تلك الاحتفالات وتتناثر دموعنا ألما وحسرة.

اليوم يا نسمات البرد استقبلنا سلطاننا الجديد حسب وصية سلطاننا الراحل .. إعذرنا يا سلطاننا..

فلازلنا نحدث أنفسنا بقدوم الموكب السامي..

لازلنا ننظر إلى الطائرة في السماء ونردد مع السلامة بابا قابوس..

نحن نردد وأبناؤنا يرددون من بعدنا..

يا نسمات البرد أخبري سلطاننا الجديد أننا نقدم لك الولاء والوفاء ونعاهدك على السمع والطاعة .. ولكن قلوبنا لازالت معلقة بفارس عمان وبطلها المغوار باني النهضة المباركة – نهضة عمان الحديثة – فأنت قلت وعلمتنا بأن عمان فقدت أعز الرجال وأنقاهم..

رغم مرور الشهور ورغم أزمة كورونا كوفيد-19، ورغم حدوث تغيرات كبيرة جميعها تبشر بمستقبل واعد لسلطنتنا الحبيبة، نعم إنها قرارات استراتيجية حازمة ومفصلية تتطلبها المرحلة الحالية من أجل أن تبقى عمان نهضة متجددة، فالمتأمل والمتفكر في تلك القرارات التي حوتها المراسيم سيجد أنها تأتي تدريجيا للنهوض بعمان من الوضع الاقتصادي المتأزم محليا وعالميا وتراجع الأوضاع المعيشية والمهنية، نعم كانت جريئة قوية ومرهقة للكثير منا، ولكن نسأل الله أن تطبيقها سيجعل من عمان قادرة على الخروج من جميع أزماتها.

وعند الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية العالمية التي شملت العالم أجمع سيكون المواطن وتحقيق مطالبهُ ورغباتهُ من أولويات سلطاننا هيثم حفظه الله ورعاه. هو اليوم يعمل على حماية الوطن من أية انتكاسات قد يتعرض لها الاقتصاد الوطني، باذلا اهتماماً خاصاً ورعاية مستمرة دؤوبة أن يخرجه من بئر عميق مظلم. يحمله ببطء حتى لا يتأثر بجوانب البئر المسمومة، وقد تتأثر قليلا حدود الوطن لان بقعته كبيرة وممتدة بتلك الجوانب ولكن لا يلبث أن يرتفع بها سلطاننا إلى الأعلى فيقل التأثير تدريجيا .

لذلك تلك القرارات التي يراها البعض أنها قاسية وصعبة كان لابد منها  كخطوات إصلاحية تصحيحية للحفاظ على الوطن أولا وبإذن الله سيخرجنا سلطاننا من الأزمة بسلام وأمان لنعيش في عزة وقوة وخير كثير كما حدث ليوسف عليه السلام بعد انتشاله في المرة الأولى من غيابة الجب، وفي المرة الثانية بعد خروجه من السجن.

لنتمسك ببعضنا البعض ونكون عونا للسلطان هيثم حفظه الله.

وأن لا نخرج من الاطار الذي رسمه لنا جلالته لنصعد الى العلا بأسرع وقت ممكن، وأن لا نلقي بالا لمن يحاول أن يدس السم في العسل أو يشكك في قدرة حكومتنا الرشيدة بالوصول بالوطن إلى بر الأمان، فهناك الكثير من خفافيش البئر المظلمة تصطاد في الماء العكر وتترقب اختلافنا وتفرقنا ولكن هيهات هيهات وأنى لهم ذلك، فنحن شعب جُبلنا على التعاضد والتكاتف ورأب الصدع والتماسك.

ولنتذكر الآية الكريمة التي تضمنت وصية سلطاننا الراحل قابوس بن سعيد في قوله تعالى (ولا تنازعوا﴾ تختلفوا فيما بينكم ﴿فتفشلوا﴾ تجبنوا ﴿وتذهب ريحكم﴾ قوتكم ودولتكم ﴿واصبروا إن الله مع الصابرين﴾ بالنصر والعون، ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم، فتضعفوا وتذهب قوتكم ونصركم، واصبروا، إن الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد، ولن يخذلكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى