أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

قـيـمتـك فـي عـيـونـهـم..

الكاتـب/ يحيـى بن حمـد الناعـبي

 

قـيـمتـك فـي عـيـونـهـم..

 

أهتم كثيرا بالذكريات الجميلة التي تكون بيني وبين أبنائي الطلبة، وتبقى هذه الذكريات نبراسا أستنير به في حياتي، وتبقى حاضرة في ذهني لاتغيب عني، وترجعني للوراء سنين طويلة حيث بداياتي الأولى في التعليم، فقد تخرجت من الكلية المتوسطة للمعلمين عام ١٩٩٠م، وتعينت في مدرسة معاذ بن جبل الإعدادية، ولي فيها ذكريات كثيرة منها على سبيل المثال: قصتي مع الطالب النجيب سامي بن سالم الرحبي عندما كان يدرس معي في الصف الخامس الابتدائي عام ٢٠٠١م ، فقد أخبرني بأن الله رزقهم بمولود جديد، فقلت له: هل أسميتموه ؟ قال لي: لا. فقلت له: سمّوه يحيى، وانتهى الأمر عندي، ولكنه لم ينته عند الطالب المحب لمعلمه؛ لأنه ينتظر أي إشارة من معلمه كي ينفذها، مابالك بأمر يتعلق بتسميه المولود الجديد الذي يجد اهتماما ورعاية من جميع أفراد الأسرة، فعند وصول سامي إلى البيت بعد رحلة تعلم قضاها بين زملائه ومعلميه، أخبر أسرته بأن الأستاذ يحيى الناعبي يقول لكم سمّو المولود يحيى، حينها لم يتردد جميع أفراد الأسرة بتسميته يحيى تقديرا واحتراما للأستاذ يحيى، وأن كلمة الأستاذ لا تسقط على الأرض، بل إن الأستاذ يأمر أمرا ونحن ننفذ ذلك الأمر، فكم كانت سعادة سامي بتسمية أخيه يحيى تيمنا بالأستاذ يحيى الذي يحبه ويحترمه.

ومضت الأيام والسنون، وقبل تسع سنوات تقريبا التقيت بزميلي الأستاذ عبدالله بن خلفان الرحبي، وقال لي: هل رأيت الطالب يحيى الرحبي الذي سمّيته أنت ؟، قلت: وهل حقَّا سمّوه يحيى؟! قال: نعم، عندها تملكني فرح عظيم بسماع ذلك الخبر، وقررت أن أزور مدرسة معاذ بن جبل؛ لأسترجع فيها ذكرياتي الجميلة، وحضرت إلى المدرسة قبل بداية طابور الصباح، وقضيت فيها يوما من أجمل أيامي بين زملائي المعلمين وأبنائي الطلبة، وفي نهاية اليوم الدراسي، ذهبت إلى مكان الحافلات المدرسية التي تنقل الطلاب من وإلى المدرسة؛ لكي أسأل عن ابني يحيى، وقد وجدته وسلّمت عليه، وسألته عن صفه، فقال لي: إنه في الصف السابع، وودعته وقفلت راجعا إلى العامرات .

وفي هذه الأيام تواصلت مع ابني سامي الذي تخرج مهندسا بحريا يقوم بعمليات صيانة وتشغيل مكائن سفن النفط، وسألته عن ابني يحيى، فأخبرني أنه يدرس في الكلية التقنية العليا في سنته الأولى، فيا لها من ذكريات خالدة تبقى في ذاكرتي ماحييت؛ لأنها تمثل بالنسبة لي قصة وفاء تلميذ لمعلمه، وحجم المحبة والتقدير بين الطالب والمعلم وولي الأمر لنجاح العملية التعليمية، وتحقيق أهدافها لأجل الطالب الذي يمثل محور العملية التعليمية وأساس نجاحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى