أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

إدارة الـذات..

خـالـد عـمـر حـشـوان

 

إدارة الـذات..

 

يعلم الجميع أن جملة إدارة الذات تتكون من كلمتين هي إدارة وتعني النشاط المبذول لتحقيق أهداف محددة وواضحة عن طريق الموارد والإمكانيات وحسن التوجيه مع الاستغلال الأمثل لكل هذه العناصر.

أما كلمة الذات فهي تعني توجهات الإنسان ومشاعره عن نفسه أو العمليات الجزئية والنفسية والعصبية والاجتماعية التي تحكم السلوك وتعتمد على العوامل الفطرية المكتسبة.

من المقدمة نلخص إدارة الذات في أنها القدرة على إلزام النفس بقواعد ومخططات وأنشطة وذلك بالمراقبة والتحكم الجيد، وتعتبر من أهم الوسائل التي تساعد الانسان على تحقيق أهدافه بأقصر الطرق بسبب المهارات التي اكتسبها من إدارة الذات مثل إدارة الوقت واستثماره والاستفادة القصوى منه للوصول للثقة بالنفس وحسن استغلال الفرص وتحقيق الأهداف.

خصائص إدارة الذات بشكل عام :

وتتمثل في النقاط التالية :

1- الفهم الجيد والتعرف على المشاكل والتوصل للحلول المناسبة لها.

2- معرفة الصعوبات والتعامل معها جيدا ومحاولة التغلب عليها.

3- المشاركة بفعالية في صنع واتخاذ القرارات المناسبة.

4- الاعتماد على الأسلوب المناسب للحياة.

5- الحصول على الخدمات والدعم واستغلالها بالشكل الأمثل.

جوانب إدارة الذات :

تتلخص في خمس جوانب نختصرها في التالي :

1- التطوير الذاتي الشخصي :

وهو تطوير النفس والوعي والمواهب والامكانيات والقدرات بشكل عام لتسهيل الحصول على فرصة عمل أو التقدم في المستوى الإداري للأعلى أو تحسين نمط الحياة.

2- إدارة الذات للعمل :

هي من أشكال الإدارة التنظيمية وتعتمد على التوجيه الذاتي لطريقة العمل بالتحسين والتطوير لأداء العمل لتحقيق أفضل النتائج.

3- إدارة الذات اقتصاديا :

هي من الأنظمة الاقتصادية الاشتراكية وتهيمن عليه المؤسسات التي تعتمد على مفهوم الإدارة الذاتية في السياسة الاقتصادية.

4- إدارة الذات بعلم الحاسب الآلي :

حيث يقوم بها الحاسب الآلي بإدارة العمليات الخاصة به دون الحاجة الماسة للمساعدة من الانسان في ذلك.

5- الرعاية الذاتية :

وتعني الاهتمام برعاية الانسان لنفسه صحيا والاهتمام بها والحفاظ عليها من الأمراض والمخاطر.

خطوات إدارة الذات :

1- الايمان بالنفس ومعرفة قدراتها وإمكانياتها :

وبها يشعر الانسان بأن لديه القدرة على تحقيق أهدافه وطموحاته لأنه يثق في هذه القدرات والامكانيات وهو ما يسمى الإيمان بالنفس.

2- تحديد الأهداف والأولويات بوضوح :

وذلك بوضع خطة ذات أهداف واضحة ومحددة وتشمل الأولويات لها بمدة زمنية تتناسب مع الإمكانات المتاحة والقدرات.

3- بذل الجهد من أجل النجاح :

العمل الشاق والمثابرة والإصرار من العناصر الأساسية لتحقيق النجاح الذي يكون دائما ثمنه باهض جدا ولا يأتي بسهولة ويحتاج لمجهود كبير.

4- اكتشاف المواهب والمهارات وتطويرها :

وذلك بمعرفة نقاط القوة والمهارات وتطويرها والتركيز على نقاط الضعف والعمل عليها وتنمية المهارات لأنها تقود لإدارة الذات بنجاح.

5- الابتعاد عن الأشخاص المحبطين :

الأشخاص المحبطين هم الذين يقللون من قدرات وطموح الانسان وهم عائق في طريق النجاح، فمن الأفضل الابتعاد عنهم وتجاهلهم ومواصلة العمل بجد لتحقيق الأهداف والطموحات.

6- المحاولة وعدم الاستسلام :

وذلك بالبحث عن طريق للنجاح وعدم التمسك بطريقة واحدة لعدم الإحباط عند الفشل لأن الهدف واحد وطرق تحقيقه كثيرة ومتعددة شريطة عدم الاستسلام للإخفاقات والفشل التي هي بداية النجاح.

7- التضحية والتغلب على الألم :

لكل نجاح ضريبة وتضحيات كي يصل الانسان إليه حيث لابد أن يتغلب الانسان على الألم والحزن الذي يمر به في حياته لأنه يعتمد على طريقة تحليله للأمور، فإن كانت إيجابية زادته رغبة في النجاح وإن كانت سلبية قادته للفشل والإحباط.

8- تنفيذ ومتابعة الخطة :

التخطيط بلا تنفيذ لا قيمة له والأفعال أبلغ من الأقوال، لذا يحتاج الانسان مرونة في التنفيذ وتقييم ومتابعة لمراحله مع التركيز على الأولويات في التنفيذ للوصول لقمة النجاح في إدارة الذات.

معوقات إدارة الذات :

1- عدم وجود أهداف محددة وطموحات وبالتالي لا توجد خطة لتحقيقها أصلا.

2- انعدام الثقة بالنفس الذي يعتبر من العجز الذاتي لفقد الانسان قدرته على تعزيز ذاته واحترامها.

3- الرضا بالأمر الواقع وعدم الرغبة في التغيير لعدم وجود الطموح أو التعود على الكسل والخمول.

4- الخوف من تطوير الذات وعدم الجرأة بسبب الإيحاءات السلبية التي تولد الطاقة السلبية.

5- غياب المهارات والقدرات الأساسية لإدارة الذات وترتيب الأولويات وسوء التنفيذ.

ختاماً .. إن إدارة الذات هي هدف لكل إنسان ناجح وطموح؛ لأنها تمكنه من الاستفادة من طاقاته وإمكانياته ومهاراته الكامنة بأفضل الطرق وأجود الأساليب وتحقق له الفخر والرضا النفسي بالإنجازات سواء على المستوى الشخصي أو العملي مع النجاح في التوازن بين متطلبات الأدوار والمهام المختلفة واكتساب العديد من المهارات مثل التخطيط الجيد وتحديد الأولويات المهمة والتنفيذ الحسن بمهارة التطوير الذاتي.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى