أصداء وآراء

كيف نفرّق بين النفاق المهني واحترام المسؤولين وطاعتهم ؟..

 

 

الكاتب/ أ. عصام بن محمود الرئيسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول ، والإتيكيت الوظيفي

 

 

كيف نفرّق بين النفاق المهني واحترام المسؤولين وطاعتهم ؟..

 

يقول أحد الإخوة المتقاعدين من أحد المناصب القيادية في إحدى الشركات العملاقة : حدثني يوما مدير العلاقات العامة في الشركة عندما كنت على رأس عملي ، فقال لي : بأنه يؤخذ عليك بأنك لا تذكر رئيس الشركة كثيرا في كلماتك ، أو في المناسبات المختلفة للشركة .. فقلت له : بأنني لا يلزم أن أذكر الرئيس بمناسبة ، أو بدون مناسبة ؛ لأن هذا نفاق ،أو تملّق لا يليق بي ، ولا بالرئيس ، وشعرت بأن رسالتي تم إيصالها إلى رئيس الشركة !.

توقفت قليلا مع ذلك الموقف الذي سرده أخونا ؛ مما دعاني أن أثير السؤال التالي : كيف نفرق بين النفاق المهني ، واحترام الرؤساء ، وطاعتهم ، وهم على رأس عملهم ؟.

بطبيعة الحال إنه بمجرد أن يتبوأ شخص ما منصبا رفيعا أن يحاط بمجموعة من الأفراد مختلفي الطباع ، والسلوكيات سواء من داخل المؤسسة ، أو خارجها فهنالك المنافق ، وهنالك الموظف الغيور على المؤسسة . والموظف الخلوق الملتزم ، وهنالك الواشي ، وغيرهم من أصحاب السلوكيات المختلفة. ويتهافت بعضهم بكل قوة على كسب رضا المسؤول ، وعرض خدماتهم عليه ، وعندما يترجل ذلك المسؤول عن منصبه يتطايرون عنه للبحث والتجهيز ؛ استعداداً للانقضاض على المسؤول القادم ، وينقطع الكل عنه ، ويظل المخلص منهم يتواصل مع ذلك المسؤول.

إن الأنظمة واللوائح ؛ لم تحدد عقوبة معينة لبعض هذه السلوكيات ؛ لصعوبة إثباتها قانونياً ، والتحقّق منها ، وخاصة النفاق المهني عكس السلوكيات الأخرى ، مثل : الرشوة ، وسرقة المال العام ، واستغلال النفوذ ، وغيرها.

هنالك بعض الفئات في بيئة العمل يضعون النفاق المهني المبالغ فيه والذي قد يضر المؤسسة في سلم أولوياتهم ؛ ليتخذوه جسر عبور للوصول إلى المسؤول لقضاء مآربهم بطريقة غير مباشرة ، ويعتقد هذا النوع من المنافقين بأنه أذكى ممن ينافقه ، وحتما سيأخذ من ينافقه إلى الهاوية إذا لم يتخلص منه سريعاً ، أو يكشف نفاقه.

وتظهر بقوة هذه النوعية من الفئات في بيئة العمل التي يكثر فيها الصراع الوظيفي ، والتنافس بشتى أنواعه ، ويكثر التطبيل بمختلف أنغامه وأصواته مستخدمين وسائل ، وأدوات ، وأبواق قد تكون صاخبة مزعجة ، وقد تكون هادئة ، ومؤثرة للبعض ، والمنافق إنسان متسلّق متملّق.

إن احترام الرؤساء ، وطاعتهم في تنفيذ الأوامر من أهم واجبات الموظف ، ويجب على الموظف أن يتحلى باللباقة ، والفطنة ، والمجاملة لرؤسائه بكل احترام ، وتقدير ، ولا يقصد هنا الإذعان ، والخضوع للرئيس في جميع الحالات ، ومن حق الموظف أن يبدي رأيه ، ويطرح فكرة مفيدة بدون تعصب ، ولا يمكن أن نطلق على ما يقوم به الموظف من طاعة بالنفاق المهني ، وعليه يجب أن نفرق بين النفاق المهني ، واحترام الرؤساء ، وفي المقابل ، فإن استمرار التملق الى المسؤول ، أو إعطائه صفات لا يتمتع بها فإننا بذلك ننفخ فيه حتى يصبح أكبر بكثير من حجمه ، وقد يتحول بعدها ذلك المسؤول إلى شخصية كمالية يصعب التعامل معه.

وعلى الخير نلتقي ، وبالمحبة نرتقي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى