أصداء وآراء

قيادة التغيير .. بفكر جهاز الإستثمار العماني..

الصحفي/ حمود بن علي الطوقي

hamoudaltouqi@gmail.com

قيادة التغيير .. بفكر جهاز الاستثمار العماني..

إشتعلت الأحد الماضي وسائل التواصل الاجتماعي بقرار تشكيل جهاز الاستثمار العماني بتعيين تسع وسبعون شخصًا كرؤساء وأعضاء في مجالس إدارات خمسة عشر شركة يشرف عليها الجهاز وتم نشر  القرار مرفقة مع صور الاعضاء الجدد بما فيهم رؤساء مجالس  الادارة  في هذه الشركات الحكومية ، ويأتي هذا القرار بالتشكيل الجديد بعد مرور اقل من اسبوع من استلام اصحاب المعالي الوزراء واصحاب السعادة الوكلاء رسالة  شكر  على الفترة التي  قضوها في ترأس وعضوية مجالس ادارة الشركات الحكومية حيث قضت التعليمات السامية بانه لا يحق للوزراء والوكلاء ومن في حكمهم بترؤس  او عضوية مجالس إدارت الشركات التي تساهم فيها الحكومه الامر الذي سيفتح الباب أمام دخول دماء جديدة لقيادة قاطرة مجالس هذه الادارات من الكفاءات العمانيه الاخرى وكذلك سيعطي الوقت الكافي لتفرغ اصحاب المعالي والسعادة لأعمالهم الاصليه في وزاراتهم وكان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه –   قد أشار في خطابه التاريخي الى  اهمية إعادة النظر في الشركات الحكوميه وإعادة هيكلة الجهاز الحكومي والمحاسبة والمسائله للمقصرين.  ويبدوا واضحا جليا ان الخطة التي رسمها جلالته حفظه الله ورعاه كخارطة الطريق تطبق حسب الوقت والزمن دون تأخير  او تأجيل.

القرار الذي صدر  من قبل جهاز الاستثمار العماني  حظي بردود وترحيب واسع في شبكات التواصل الاجتماعي. ورغم ان الاسماء التي اعلن عنها لم تكن معروفة وتحفظ عنها البعض لقلة خبراتها وبعضها يكشف عنها لاول مرة الا ان السواد الاعظم من الجمهور تقبل بصدر رحب  هذا التغيير  كونه ايجابي و سوف يتم التخلص من الهيمنة المطلقة التي لازمت  الشركات الحكومية على مدار اكثر من العقدين من الزمن من  الاسماء التي اطلق عليها $بالمسؤول السوبر مان)  حيث كان الوزير السوبر يترأس مجالس تصل لعشرة شركات وعضو في اكثر من عشر شركات بالاضافة الى وظيفته كوزير  أو وكيل وزارة.

التعليمات الصريحة من قبل صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه  اصبحت نافذة وليس هناك مجال للتراجع او المجاملات فكان لزاما على جهاز الاستثمار العماني من تنفيذ الاوامر السامية بسد الفراغ امام الاسماء المستقيلة باسماء بديلة جديدة لتواصل المشوار في ادارة الشركة الحكومية ، فقد اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بالحديث عن تلكم الاسماء الجديدة حيث ان السواد الاعظم كما ذكرت لم تكن معروفة وربما تم اختيارها من قبل جهاز الاستثمار العماني وفق معاييير محددة ، وشخصيا كنت اتمنى وذكرت ذلك في تغريدات ومداخلات على اهمية المنافسة لهذه المناصب بحيث يتم الاختيار وفق قدرة الشخص للترشح لوظيقة رئيس مجلس الادارة او عضو في مجلس الادارة ويسمح بالتنافس لهذه المناصب وفق اختبارات مستقلة ، بحيث يتم التعيين وفق الكفاءة الادارية . يمكن هذه الطريقة المستعجلة قد تكون مؤقته بسبب الظروف الراهنة وقد تتغير مستقبلا وهذا ما ننشده.

على العموم هناك ارتياح من قبل الجمهور بالطريقة التي حصلت ولا يمكن تبديلها او تغييرها ، فالدور الان على الاعضاء الجدد  ومن حضوا بالثقة من قبل جهاز الاستثمار العماني بتحمل المسؤولية وينتظر منهم  التغيير ، ويراهن على  نجاحهم وخوض المنافسة وايضا في نفس الوقت لابد لهم من تحمل المسؤولية والعمل على اثبات الذات. وان تكون النتائج المحققة تثلج الصدر، وهذا هو الرهان الذي نضعه  امامهم لقيادة القاطرة للمرحلة القادمة.

أعتقد انه حتى يتحقق النجاح المنشود لا بد من منح الأعضاء الجدد الصلاحيات التامة  لكي يحققو النجاح في المهام المؤكل لهم كما يجب ايضا محاسبتهم من اي تقصير. او تهاون في اداء العمل ، ولابد ايضا ان تكون رؤيتهم واضحة والهدف المرسوم لهم واضح ، فلا يجب ان تكون هناك مجاملات فالعمل لابد ان يكون مبني على معايير مهنية فمن ينجح في ادارة الشركة يحق له الاستمرار  وتقديم له الشكر. والثناء ومن يخفق يحاسب هو وكافة الاعضاء  ويطلب لهم ترك ادارة الشركة واختيار من هم الأكفأ.

إن المرحلة القادمة مهمة جدا ولابد ان نرى تطبيق مبادئ الحوكمة  لكافة رؤساء مجالس الادارة الجدد وكافة الاعضاء،
نتطلع أن يكون الاختيار موفقاً من قبل جهاز الاستثمار العماني، كما نتطلع ان نرى الحماس والمثابرة والجد والاجتهاد والاخلاص هو شعار المرحلة القادمة مع دعواتنا للجميع بالتوفيق والنجاح نحو اثبات بان مرحلة العمل بفكر السوبرمان قد ولّى وجاءت مرحلة العمل بفكر القيادة التنويرية.

فهل سنصفق للقيادات الجديدة ؟ أم سنتباكى على القيادات السابقة ؟ قادم الأيام سيكشف لنا الحقيقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى