العالمسياسة

بين ركام البيوت وأحلام الطفولة.. غزة تحاول التنفس من جديد

غزة/العمانية/ أصـــداء

بين أزقة ضيقة تفوح منها رائحة البارود، وتحت سماء ملبدة برماد القصف، تحاول غزة أن تعيد ترميم ما تبقى من ملامح الحياة.

في حي الشجاعية شرق مدينة مدينة غزة، تقف الطفلة “ليان” ذات الأعوام العشرة على أطلال منزلها المدمر، تحتضن دميتها المحروقة، وتهمس: “كانت غرفتي هنا، فيها نوافذ تطل على السماء… الآن لا أرى سوى الغبار.

ليان واحدة من آلاف الأطفال في غزة الذين عاشوا أيامًا من الرعب، بعدما تجددت جولة التصعيد الأخيرة، وخلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وأضرارًا جسيمة بالبنية الأساسية.

في مشفى الشفاء، الطبيب محمد الكيلاني لا يجد وقتاً للراحة، يقول: “الوضع يفوق قدراتنا، الجرحى بالعشرات، والموارد شحيحة… نحاول إنقاذ ما يمكن.” وبينما تتصاعد صيحات المصابين، يقف متطوعون لتوزيع الطعام والبطانيات، في مشهد يعكس صمودًا لا يُقهر.

الناطقة باسم وكالة “الأونروا” في غزة، صرّحت أن أكثر من 300 ألف فلسطيني أصبحوا بلا مأوى، أغلبهم لجأوا إلى المدارس والمباني العامة.

وتقول: “الوضع الإنساني كارثي، وهناك حاجة ماسة للمساعدات الدولية.”ورغم الوجع، فإن في غزة دائمًا فسحة أمل.

مبادرة شبابية باسم “نرسم الحياة” انطلقت في أحد مراكز الإيواء، حيث قام شبان وفنانون بتزيين جدران المدرسة برسومات الأطفال، محاولين إعادة البسمة ولو مؤقتًا .

غزة الجريحة، وإن تئن تحت وطأة العدوان والحصار، تظل نابضة بالحياة، وتُصرّ على أن تنهض في كل مرة من بين الركام، حاملة في عيون أطفالها حلم الغد الآمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى