أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

خـطـوات واسـعـة..

ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

صانعة محتوى ، ومدربة في مجال اكتشاف وتنمية الذات

 

خـطـوات واسـعـة..

 

صاحب الخطوة الواسعة، في حياة كل منا ذلك الشخص الذي نحسبه دوما على عجلة من أمره، يسرع في خطواته، يضعك في موقف محرج إذا كنت تمسك بيده بينما تمشيان سويا، ففي الأغلب ستشعر طوال الوقت أنك ستنقلب على وجهك، أو تشعر بأنك في ماراثون جري، تسرعون في خطواتكم لأسباب غير مبررة، هل نهرب من شي ما، هل علينا الوصول لهدف معين في وقت محدد، دوما هذا النوع من الأشخاص يسبب ازعاج للكثير من الناس، فقد يسبقك ويتقدمك بينما أنتما تتبادلون أطراف الحديث، فيتوقف بك الزمن للحظات هل أتناقش مع نفسي، لماذا يسرع هذا الإنسان؟، قد يتعكر صفو مزاجك لمثل هذه الأمور.

رغم صعوبة التعامل مع هذا الشخص في بعض الأحيان ، ولكن كيف ستكون الحياة من دون إنسان مثله في حياتك؟، أحيانا كثيرة ننطفئ ونفقد شغفنا تجاه الأمور، لولا هذا الصديق الذي يدفعك دوما للأمام بطريقة أو بآخرى، لهلكت واندثرت.

لم نفكر يوما أن علينا أن نغير من سرعة خطواتنا ربما ننجز بشكل أفضل، لطالما كنا نمشي بخطوات ثابتة متأنية ولم يحدث ذلك التطور الذي نرجوه، فلما لا نحاول أن نواكب سرعة أحدهم، أن نستجيب لطاقة القوة والسرعة لهذا الرفيق لنزيد من حركتنا.

ما أجمل أن يمسك أحدهم بيدك ويجذبك للأمام، يساعدك لتتخطى كسلك، يشجعك لتتفوق على نفسك، يحمسك لخوض تجربة جديدة مفيدة.

ليس بالضروري أن نتوافق في الحركات والسكنات مع رفقائنا، ففي اختلافنا رحمة وتكامل لنا واستقرار وطمأنية.

جميعنا قد يستفزنا أن يرغمنا شخص ما على فعل أمر ربما لا نحبذه، ولكن ربما علينا أن نخرج من تلك الدوائر الأمنة، علينا أن نستجيب أحيانا لمحاولات أحدهم لمساعدتنا.

إذا كنت أنت صاحب تلك الخطوات الواسعة، استمر لا تتوقف، ولكن تذكر ربما الأمر معك عاديا لا تقصد به شي، أنا لا أعني المشي حرفيا، ولكن أقصد أن تكون الأكثر استيعابا، الأكثر قوة، الأكثر ثباتا، الأكثر حكمة، صاحب الخطوة الواسعة في أمر ما، لكن عليك أن تتفهم أنك الأقوى وعليك أن تحتوي وتتناقش وتوضح الأمر، وإن كان عليك أن تسرع فلا تسحبني فقط أخبرني وامسك يدي بقوة ودعنا نوحد قوتنا لنمتزج لا لنتنافر.

لا تسمح لأحد بأن يجبرك لتبطئ خطواتك، ولا ترغم أحد على الإسراع بلا تنبيه.

“أن تحب أحدهم هو أن تمرر أصابعك بخفة خلال روحه حتى تجد الجرح الأكبر فيها، وبرفق تسكب حبك في هذا الجرح”..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى