أصداء وآراء

خصوصية شهر رمضان وجائحة “كورونا”..

 

 

الكاتب/ خميس بن عبيد القطيطي

khamisalqutaiti@gmail.com

 

 

خصوصية شهر رمضان وجائحة “كورونا”..

بادئ ذي بدء نحمد الله سبحانه على السراء والضراء، ونبتهل إليه جلا وعلا متوسلين متضرعين مخبتين بأن يرفع عنا والعالم أجمع هذا البلاء الذي اجتاح الارض وهو سبحانه الحكيم الخبير، ونثني على الجهود المبذولة من قبل اللجنة العليا والجهات الحكومية في مكافحة هذا الوباء، ولا شك هناك جهود كبيرة وتنسيق على صعيد عالمي، ولكن ثقتنا بالله أكبر هو القادر على كل شيء وهو اللطيف الخبير وهو الرؤوف الرحيم.

ونحن نستقبل هذه الأيام شهر رمضان الكريم بما يحمل من قدسية عظيمة لدى الامة الاسلامية وخصوصية دينية واجتماعية وروحية وقلوبنا ومشاعرنا متعلقة برب السماء والأرض أن يخفف وطأة هذه الجائحة وأن يرفعها من الأرض كليا، فإن علينا جميعا أن نسهم في المساعدة بما يجب علينا من التزام شامل لكل التوجيهات، ويهمنا أيضا بالمقابل أن نقدم رؤيتنا الفكرية حول الجائحة، واسقاط جزء من الرأي العام المحلي فيما يتعلق بشهر رمضان الكريم.

لا شك أن هذا الكون يسير وفقا لإرادة الله وسننه بالخير والشر، كما قال سبحانه “وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” والبلاء الذي اجتاح الارض منذ نهاية العام ٢٠١٩م المسمى (كوفيد ١٩) أو وباء كورونا وهو مستمر حتى اليوم يتحور على شكل سلالات أصابت البشر ووضعت العالم في حالة مأساوية، بلا شك كل ذلك وفق إرادة الله وقدرته ونواميسه، قال تعالى : “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” ثم قال سبحانه : “ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” صدق الله العظيم، وعندما نستدرك بتلك الآيات فذلك مما علمنا ديننا الحنيف في القرآن والسنة المحمدية، وما هذا الوباء إلا حالة من حالات البلاء والابتلاء وعلينا أن نستشعر هذا البلاء من هذه الزاوية الدينية والروحية، واذا عرفنا ذلك أو اتفقنا أن الامر تحت إرادة الله ومشيئته فإن علينا هنا أن نتفق أيضا أن المعالجات لا يمكن أن تكون مادية فقط، وبالذات لدينا كمسلمين مؤمنين بالقضاء والقدر خيره وشره، وبالتالي فإن علينا كأمة اسلامية في مثل هذه الحالات أن ندرك ونتدارك المعالجات الروحية الدينية ونوجه أبناء هذه الأمة الى الدعاء والصلاة والتضرع الى الله في كل وقت أن يرفع عنا هذا الوباء مستشعرين بكل مداركنا وقلوبنا أن الدعاء يصرف القضاء وأن الدعاء أهم وسيلة نتوسل بها الى الله ونتضرع إليه وندعوه في كل وقت وحين بأن يرفع عنا هذا البلاء ويخفف وطأة الداء ويرحم ضعفنا  وجميع المسلمين بل العالم أجمع، وتوجيه أبناء الأمة نحو هذه المعالجات الروحية الايمانية الى جانب المعالجة المادية طبعا التي لا شك أن الجميع يدركها ولا يمكن أن يتجاهلها طالما كان الأمر معنيا بحياته وصحته، أما توجيه المواطن نحو الالتزامات المادية وتجاهل هذا التوجيه الرباني فأعتقد شخصيا أن هناك قصورا في المعالجة وعلى الجهات الدينية الاضطلاع بها إن كانت هذه الفكرة صائبة، وبالتالي فإن على الجهات الدينية والمسئولة في بلدنا والبلاد الاسلامية الأخرى وجميع الملل والأديان أن تحقق هذه القاعدة الإيمانية باللجوء الى رب الكون ليخفف عنا هذا الحال ويرفع هذا الوباء، “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

وقبل الختام أتوجه الى اللجنة العليا ونحن في استقبال هذا الشهر الكريم مناشدا لها واستدراكا لجزء من الرأي العام المحلي بتمديد ساعة واحدة قبل الحظر المسائي، بحيث يبدأ الحظر الساعة العاشرة ليلا بدلا من التاسعة لاعتبارات كثيرة وخصوصية لحالة كثير من الناس التي تعاني كثيرا من الامراض والظروف خاصة في هذا الوقت من الشهر الكريم، حيث يظل المسلم طوال اليوم في صيام ثم يأتي المساء بالاغلاق، لأن هذه الساعة المطلوبة بين التاسعة والعاشرة لها أهمية كبيرة حيث تأتي بعد الصلاة مباشرة وبها يحتاج الإنسان أن يتنفس قليلا ويمارس الرياضة الممكنة وأغلب الناس بحاجة الى ذلك، ونتمنى من اللجنة الموقرة النظر في هذا المطلب بعين الاعتبار، ونسأل الله سبحانه أن يرفع عنا هذا الوباء ويحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمع والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين ، والحمد لله رب العالمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى