مقالات وآراء

تسعيـرة الوقـود .. المواطن يـزداد بها قيـود !!..

الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبسي

wwws9@hotmail.com

 

تسعيـرة الوقـود .. المواطن يـزداد بها قيـود !!..

 

إذا ما أراد المواطن أن يتنفس الصعداء في هذا الوطن العزيز ، يصطدم بقرارات وضرائب ورسوم خدمات متوالية تكتم على أنفاسه ، وكأن أصحاب السلطة يريدون أن تقطع تلك الأنفاس منه ، فهناك كم هائل من القرارات ضيقت الخناق على المواطن وجعلته (تحت مستوى خط الفقر) وهو تعبير لا يحلو للكثير ذكرها لكونها من منظورهم تعد عبارة تشاؤمية ، ولكن الواقع يقول ذلك ، فكيف لمواطن أن يعيش حياة هانئة كريمة ، وهو في كل يوم يسمع ويشاهد تلك القرارات الحكومية التي جعلت منه مجرد تابع لا كلمة له في قضايا مجتمعه ، وكأنه لا يعيش في وطنه وإنما جاء فيه كعابر سبيل ، إنه الواقع الذي يزداد سوءا كل يوم.

إن تسعيرة الوقود التي باتت ترتفع كل شهر أصبحت هاجسا يؤرق مضجع أغلب المواطنين ، فالنفط ثروة وطنية أحق بها المواطن ، حتى وإن كانت تعد المصدر الرئيسي للدخل الوطني ، في حين أن وقود السيارات يشكل أحد الركائز لتنشيط الحركة التجارية والإقتصادية والاستثمارية وتوطيد الروابط المجتمعية ، باعتباره هو المغذي لوسائل النقل وخاصة للسيارات الخاصة والتجارية ، والذي يجب أن تكون أسعاره في متناول الجميع ، فنحن لسنا بحاجة لمظلة ما تسمى (الدعم الوطني) في هذا القطاع أو غيره من القطاعات ، بقدر ما نحن حاجة لما يسمى (العدالة الوطنية)  ، فالمواطن يكفيه ما تلقاه من صدمات خلال الفترة الماضية ، فالبعض سرح من عمله والبعض تم إحالتهم للتقاعد الإجباري ، والبعض مطالب بسداد ديون بنكية لكونه لا عمل له بعد التسريح ومعرض للحبس الذي لا مناص منه إذا لم يتم التسديد ، وهناك الكثير من الباعة الذين يجوبون الأسواق متجولين لسد رمق أسرهم ، ورفع الدعم عن الكهرباء والماء ، والكثير الكثير…

من هنا نتطلع بأن تقوم الحكومة بوضع سقف محدد ثابت لتسعيرة الوقود لا يتعدى (١٨٠ بيسة للتر الواحد) ، لأن لغة التشاؤم باتت هي الطاغية بين أوساط أبناء هذا المجتمع بعد تصريح سابق لمسؤول حكومي أن الزيادة في سعر الوقود ما هو إلا ثمن لسندوتش (الشوارما) ، فحال المواطن للأسف بات يرثى له في ظل تزايد الضرائب عليه ، وقلة دخله ، وغلاء المعيشة ، لذا على الحكومة أن تدرك بأن المواطن أولوية أولى لا بد أن توفر له سبل الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والسكنية والخدمية بكافة أشكالها وتحقيق الرفاه المعيشي، وذلك بصورة حقيقية وليست صورية حتى يشعر بالطمأنينة والإستقرار في وطنه.

كلمة آخر السطر..

تسعيرة الوقود يجب أن لا تربط بسعر النفط في الأسواق العالمية ، بل يجب أن تربط بكرامة المواطن وأن له حق في ثروات وطنه ، وأن لا نزيد من آلام المواطن أكثر مما هي عليه الآن ، فالمواطن هو أساس ومحور التنمية الشاملة في البلاد وهو ثروة كل وطن ، فإذا لم ينل المواطن حقوقه التي كفلها له القانون فكيف له أن يؤدي واجباته ، وخاصة أنه مواطن لا يطالب إلا بالقليل من خيرات وطنه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى