
جامعة نزوى تجسّد الاستدامة قيمة تعليمية وبيئية وتنموية تنسجم مع رؤية عمان 2040
أصـــداء/ سليمان الذهلي
حصدت جامعة نزوى الجائزة البرونزية في أسبوع عُمان للاستدامة 2025، وذلك تقديرا لدورها وإسهاماتها في جعل الاستدامة جزءًا جوهريًا من فلسفتها الأكاديمية والتنموية. وتتويجًا لرؤية الجامعة في غرس قيم الاستدامة في رؤيتها الاستراتيجية وخططها التنفيذية، وربطها بالمناهج التعليمية والمشاريع الطلابية والبحثية.
وقد أقيم حفل التكريم في بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وهي مناسبة سنوية تُكرّم فيها المؤسسات التي تطبق أفضل ممارسات الاستدامة في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.

وقال الدكتور وليد بن خالد الراجحي، عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة في جامعة نزوى: “تبنت الجامعة الاستدامة كونها أحد المحاور الأساسية في الأنشطة المجتمعية والابتكار المؤسسي، الذي يعكس التزامها بتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الموارد، بما في ذلك الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية، وإدارة مياه الري، وتدوير النفايات، والتنقل المستدام داخل الحرم المتماشي مع رؤية عمان ٢٠٤٠م.
وقال الدكتور الراجحي: “حصول الجامعة على هذا الجائزة وفي منافسة مفتوحة مع كبرى الشركات يعكس التزامها بتعزيز مبادئ الاستدامة، ليس فقط كونه مفهوما نظريا، بل ممارسة واقعية تمتد من السياسات الإدارية إلى البحوث والمناهج والبنية التحتية، ويؤكد أنها أصبحت نموذجًا في دمج التعليم بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، ويرسخ مكانتها كونها مؤسسة أكاديمية تقود التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة في سلطنة عمان”.
وفي ظل التحديات العالمية المتسارعة، تبرز الحاجة إلى مؤسسات تعليمية تتحمل مسؤوليتها في بناء مستقبل أكثر توازنًا واستدامة. ومن بين هذه المؤسسات، تتألق جامعة نزوى نموذجا وطنيا متكاملا للاستدامة، يربط بين الأصالة والتجديد، وبين الرؤية الوطنية والممارسات العالمية. فمنذ تأسيسها عام 2004، اختارت الجامعة أن تجعل الاستدامة مبدأً مؤسسيًا شاملًا، لا يقتصر على الجانب البيئي، بل يمتد إلى التعليم، والبحث العلمي، والإدارة، والبنية التحتية.
وحرصت جامعة نزوى على دمج مفاهيم الاستدامة في صميم العملية التعليمية. وقد انعكس ذلك بإدراج موضوعات بيئية وتنموية في المقررات الدراسية لتخصصات عدة، لاسيما في مجالات الهندسة والعلوم الطبيعية. ولم تقتصر الجهود على مجرد تضمين المفاهيم النظرية، بل طُوِّرت برامج أكاديمية متخصصة مثل: علوم الطاقات المتجددة؛ لتأهيل كوادر وطنية قادرة على قيادة التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
ونفذت الجامعة أيضًا مبادرات طلابية فاعلة، مثل حملة “Green UoN”، التي هدفت إلى رفع الوعي البيئي بين الطلبة، أما في ميدان البحث العلمي، فقد رسخت الجامعة مكانتها من طريق مبادرات بحثية نوعية تخدم قضايا البيئة والمجتمع، وفي مقدمتها “كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج”، الذي يُعد أول كرسي من نوعه على مستوى العالم، ويعكف على دراسة النظم المائية التقليدية العُمانية كونها نموذجًا فريدًا لإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام. وتواصل الجامعة ريادتها البحثية عبر شراكتها الاستراتيجية مع وكالة ناسا في مشروع لرصد جودة الهواء باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، إذ شارك عدد من طلبة الفيزياء في تحليل بيانات حقيقية أسهمت في تقييم التلوث الجوي في مناطق متعددة من سلطنة عُمان.
ولم تتوقف الجامعة عند حدود التعليم والبحث، بل مدّت فلسفة الاستدامة إلى أساليب إدارتها وتشغيلها اليومي، إذ جعلت من الحوكمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية جزءًا أصيلًا من خطتها الاستراتيجية. فقد قامت بتركيب أنظمة إنارة موفرة للطاقة، وأنظمة ذكية للري تعتمد على مياه معاد تدويرها، وتبنت خطة شاملة لإدارة النفايات تشمل الفرز من المصدر، وإعادة التدوير، وتقليل الاعتماد على الورق من طريق التحول الرقمي. وفي هذا السياق، طورت الجامعة مؤشرات أداء بيئية لقياس مدى التقدم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ووفّرت تدريبًا مستمرًا للموظفين والطلبة عن أفضل الممارسات البيئية.














