أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

23 يوليو 1970 ليس تاريخاً هامشياً ولا يوماً عابراً..

الدكتور/ محمـد المعـمـوري

كاتب وباحث عـراقي

 

23 يوليو 1970 ليس تاريخاً هامشياً ولا يوماً عابراً..

 

الإرادة والتصميم والإخلاص هو من جعل من سلطنة عمان تتبوأ مكانتها العالمية، وأصبحت في سنوات قليلة تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في الاقتصاد، وفي منظومتها السياسية التي أذهلت الجميع وأصبحت محط احترام وتقدير العالم، وأصبح المواطن العماني يفخر بكونه عمانياً.

قائد التغيير ومنظر السياسة العمانية هو الراحل المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، بحكمته وصبره وإخلاصه حوّل سلطنة عمان من دولة مليئة بالتناقضات السياسية والتناحرات القبلية والعشائرية إلى دولة حضارية يحكمها القانون ومستقلة بقرارها السياسي الذي انفرد بالحكمة والاتزان على مدى أكثر من خمسين عاما مضت.

حقّاً كان لجلالة السلطان قابوس عمل شاق وهو يعيد ترتيب أوراق عمان السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعاني الكثير منها قبل يوليو 1970، واستطاع جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- أن يمسك بخيوط تقدم سلطنة عمان بيديه، ويضبط أركان الدولة بما يتناسب مع التخطيط الذي وضعه لرفعة بلاده وتقدمها، فبدأ بالتعليم وأصبحت المدارس في كل مكان من سلطنة عمان في سهولها وجبالها وأوديتها وأصبحت البعثات الدراسية إلى أنحاء العالم ميسرة أمام أبناء سلطنة عمان ليبني جيلاً جديداً من المتعلمين؛ الذي أمسك زمام الأمور الإدارية والفنية وكافة المجالات بعد عقد من الزمان، ثم تطورت عجلة التقدم الاقتصادي فأخذت سلطنة الحكومة تدير الدولة بأرقى أسلوب عالمي، فكانت الإدارة الحديثة التي أصبحت تدار إلكترونيا بأحدث السبل والوسائل التقنية المستخدمة في العالم، وانطلقت سلطنة عمان لتأخذ مكانها بين الدول العربية والإقليمية والعالمية.

إن سياسة جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- في إدارة البلاد تعتبر الفريدة في الوطن العربي، وكذلك سياسته الخارجية المتمثلة في الحياد، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والحرص على حل النزاعات والخلافات بالحوار والطرق السلمية، والعمل على نزع فتيل الأزمات والحروب، والدعوة إلى السلام العالمي، حيث تعتبر مثلاً يحتذى، ونموذجاً فريداً للسياسات في المنطقة والعالم.

إننا نلمس كمْ تمتلك سلطنة عمان من الاحترام والتقدير الدولي، وهذا ما جعلها تتطور اقتصادياً وسياسياً، وأصبحت سلطنة عمان من الدول الجاذبة للاستثمار؛ ففي سلطنة عمان ازدهرت المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية في شمالها وجنوبها وفي شرقها وغربها.

ولا ننسى فضل الله العظيم في تهيئة قائد محنك ومخلص لقيادة سلطنة عمان إلى شط الأمان، وأصبحت عمان من الدول الأولى بين بلدان العالم التي تشهد نمواً اقتصادياً رغم ما يشهده العالم من ركود، ناهيك عما تحققه من تقدم في كافة المجالات.

رحم الله جلالة السلطان قابوس رحمة توازي ما وهبه لبلده وشعبه من خير وتقدم واحترام وأمن وأمان.

إن الرجال الذين يخلصون لبلدانهم تنحت محبتهم الكبيرة وذكراهم العطرة وأسماءهم الطيبة في قلوب مواطنيهم؛ وتظل تذكر مآثرهم عبر الحقب والأزمان فيصبحون في بلادهم وفي سجل التاريخ خالدين .. وكذلك كان جلالة السلطان قابوس رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى